ذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر صباح اليوم الجمعة ان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ما زال معنيًا بإجراء محاولة جدية اخرى لإعادة إطلاق محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، خلال السنتين اللتين بقيتا حتى انتهاء ولايته في البيت الأبيض. وقال مسؤول في البيت الأبيض ان القرار حول هذا الأمر سيؤخذ بعد السابع عشر من اذار - موعد الانتخابات التشريعية في إسرائيل.

مجموعات ضاغطة قادرة على إحداث التغيير

وعن إمكانية التوصل إلى أتفاق سلام وتسوية، تحدثنا في موقع "بكرا" إلى عضو الكنيست السابق عن "العمل" ولاحقًا نائبة رئيس بلدية تل ابيب- يافا عن "ميرتس"، ياعيل ديان والتي قالت: نحن ملزمون بالتوصل إلى أتفاق سلام فلا يمكن العيش بدون سلام ولا يمكن العيش بحالة حرب دائمة، للطرفين العربي والإسرائيلي. ما ينقصنا فقط هو قوة دافعة، تلك القوة التي تأتي من الأسفل، من مجموعات ضاغطة.

وعن هوية ومدى نجاعة تلك الحراكات والمجموعات الضاغطة، خاصةً وأن رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، يعيش في فضائه الخاص ملوحًا فقط "بالتهديد الإيراني"، قالت ديان: بداية لا بد من التوضيح أن نتنياهو رئيس حكومة حاليًا، وبعد أسبوعين سنرى من سيشغل هذا المنصب، ملمحةً على أنه لن يشغل هذا المنصب مستقبلا.

وأضافت: كل القوى التي تدفع نحو التغيير من القاع، خاصة تلك التي تعتمد على حراكات نسائية مشتركة – من اليهود والعرب- ناجعة وقادرة على إحداث التغيير لصدقها أولا ولسهولة تجنيد متضامين معها.

وعددت ديان عدد من الحراكات الناجحة مثل حركة "4 أمهات"، والتي دفعت الجيش إلى مغادرة جنوب لبنان عام 1997، وحركة "شوبي- عودي" والتي دعمت خطة الانفصال أحادي الجانب من غزة عام 2005.

المبادرة السعودية، مثالية

وردًا على سؤال "بكرا"، نفت ديان الإدعاء على أن لزعيمي حزب المعكسر الصهيوني تسيبي لفني ويتسحاك هرتسوغ لا يوجد مخطط سياسي وإستراتيجية عمل للوصول إلى تسوية موضحة على أنها تثق بأن حزب العمل سيستمر في إحياء أرث ومسيرة زعيمه السابق يتسحاك رابين، الذي أستطاع خلق تفاهمات جديدة مع الجانب الفلسطيني خلال مسار مفاوضات شارك به عدد من قادة العالم.

وأضافت على أن المبادرة السعودية تعد حلا مثاليًا، وهي لا زالت مطروحة، ويمكن إنجازها خلال 6 أشهر بعد تركيب الحكومة القادمة. مختتمة بالقول على أن يتوجب على الجانبين، خاصة الإسرائيلي، الأقوى في هذه الحالة، تقديم التنازلات لأنه المعادلة ببساطة الحياة= السلام.

الإدارة الأمريكية ترغب بإدارة جديدة

وكان قد قال المسؤل لصحيفة "هأرتس" "اننا نريد ان نشهد إقامة حكومة جديدة في إسرائيل وتوجهها حول هذا الأمر. لكن خلال السنة والنصف التي تبقت لأوباما في البيت الأبيض، علينا ان نتعامل مع هذا الأمر لأن الوقت لا يجري لصالحنا".

وأضاف المسؤول انه "نريد ان نجد التوقيت المناسب لنسعى مرة اخرى لدفع نحو تقدم ما في القضية الإسرائيلية - الفلسطينية. لا أعتقد اننا لن نحاول مرة اخرى قبل نهاية عام 2016".

وأضافت صحيفة "هآرتس" انه في حال توصلت الإدارة الأمريكية الى الاستنتاج بأن استئناف محادثات السلام ليست إمكانية واردة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، فإن البيت الأبيض لا يستبعد إمكانيات اخرى مثل إمكانية طرح خطوط عريضة أمريكية جديدة لحل الصراع أمام المجتمع الدولي. هذه الخطوط العريضة قد تتضمن إتفاق الإطار الذي سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لطرحه أمام الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في اواخر عام 2013 المبني على أساس حل الدولتين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]