راج هذا الشريط لهذه الطفلة الجريئة والصادقة على منظومة "الواتساب"، في الأيام الأخيرة، ليضع امامنا العديد من التساؤلات التي وجب ايجاد اجوبة وافية وشاملة عليها من قبل المؤسسات سواءً كانت رسمية او غيرها خاصة.

المؤسسة الرسمية هي وزارة التربية والتعليم التي تحدد المنهاج الدراسي وتعمل على توظيف المعلمين في المدارس العربية، اما الجهات الخاصة فهي اللجان والجمعيات التي تعنى بمكانة اللغة العربية في بلادنا.

فهذه الطفلة التي تكره اللغة العربية، يبدو من الشريط المرفق، انها ذكية ومجتهدة ايضاً، الا انها تكره اللغة العربية، بسبب معلمة اللغة العربية" هناء"، التي تأتي للمدرسة لكي تعد الساعات وليس للعمل بإخلاص وتفانٍ وهناك فرق شاسع، بين ان تقوم بتمرير ساعات للحصول على راتب شهري، وبين ان تقضي ساعات بتدريس طلابها والعمل على حب لغة الام، اللغة العربية، فليس كل شخص مؤهل للعمل في مجال التعليم، وليس كل معلم يحق له ان يكون معلماً للغة الام، للغة الضاد العربية، لا سيما في دولة اسرائيل التي تعمل دائما على تهميش هذه اللغة سواء في المنهاج الدراسي او بواسطة تهويد اللغة على اللافتات في الشوارع والمدن، وحتى العمل(بشكل قانوني) على الغاء مكانة اللغة العربية كلغة رسمية ثانية في البلاد.

للمعلومات فقط فإن الاحصائيات الاخيرة الصادرة من وزارة التربية والتعليم تشير الى تدني نسبة النجاح في امتحانات اللغة العربية الى اقل من 60% وهو مؤشر خطير للقطيعة بين الطلاب ولغتهم العربية..

اعترف انني احببت اللغة العربية بسبب استاذي ومعلمي فتحي فوراني، عندما كنت ادرس في الكلية الارثوذكسية العربية في حيفا، لأنه لم يتقيد بالمنهاج الدراسي وانما خصص دروسا اضافية لشعراء وكتاب فلسطينيين وطنيين، احبوا اللغة العربية والوطن معاً، ايمانا منه انه يجب تعزيز الانتماء للغتنا العربية كونها مكوناً من مكونات الهوية واذا ضاعت... ضاعت هويتنا....

وانا لا أقول للمعلمة" هناء" كوني كالاديب والمعلم والمربي فتحي فوراني في التزامه الوطني للغته العربية ومكانتها ايضاً، وانما اقول لك" احبي اللغة العربية، لكي يحبها طلابك....احبي التعليم كي تصبحي مربية يشهد لك الطلاب..احبي الحياة كي تنجحي في قطف ثمارها...وثمار الحياة والعلم والمدرسة هم طلابك، والطالبة الذكية التي تحب العلم والمعلمين و التي تشكوك في هذا الشريط...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]