قام تنظيم داعش الثلاثاء بإعدام الشاب الفلسطيني محمد سعيد مسلم من سكان مستوطنة" نفيه يعكوف" القريبة من بيت حنينا، شمال القدس المحتلة زاعما بأنه عمل للموساد الإسرائيلي.

وجاء في تغريدة على موقع "تويتر" بان الشاب الفلسطيني محمد سعيد إسماعيل مسلم 19 عاما قد أعدم بعد صلاة المغرب.

وخلال عملية الإعدام أطلق النار على الشاب المقدسي من قبل طفل من اتباع "داعش" وقبلها تحدث عنصر داعش باللغة الفرنسية عن الشاب وعن الموساد وجاء أيضًا في الفيديو اعتراف مصور للشاب بأنه عميلًا للموساد.

"داعش" ينشر تفاصيل مقدسيين ويدّعي أنهم يعملون مع الموساد

ونشر "داعش" أيضًا مجموعة أسماء وتفاصيل عن أشخاص كانوا على صلة بسعيد مسلم وعلى صلة بالموساد الاسرائيلي ولكهم مقدسيين ومن بينهم والد المرحوم وشقيقه.

وفي مقابلة صحافية سابقة نفت عائلة الشاب مسلم من القدس أن يكون إبنها يعمل جاسوسًا لصالح إسرائيل، كما ولم تصدق أنه في سوريا يخدم في صفوف داعش رغم أنه أعلم أهله منذ شهر على أنه في سوريا ويمر في ظروف صعبة غير موضحًا ما هي.

إلى سوريا ...ومشكلة

وقال أخ مسلم، أحمد مسلم، لوسائل الإعلام على أنه يعمل في سلطة الحرائق الإسرائيلية، وعمره 19 عامًا، وكان قد أعلم أهله على أنه سيلتحق بدورة تدريبية تنظمها سلطة الحرائق، عليه سيتغيب لوقت من الزمن إلا أن غيابه طال مما دفع بالعائلة للتوجه إلى سلطة الحرائق التي فندت إدعاء مسلم وبالتالي توجهت العائلة إلى الشرطة التي وبعد بحث مطول خلصت إلى الإستنتاج أن مسلم سافر إلى تركيا.

وقال أحمد على أنه تواصل مع أخيه الذي أعلمه أنه وصل إلى تركيا ولاحقًا إلى سوريا، وبداية الأمر أعلمه أنه أموره جيدة لكن لاحقًا بدأ يحدثه عن مشاكله وخاصة سحب جواز سفره من التنظيم الذي ينتمي إليه، ليتضح لاحقًا على أنه "داعش".

وشدد الأخ على أن توجهات أخيه بعيده عن "التطرف" حتى أنه اعتد نشر صور ضد "داعش" في المنزل- على حد تعبيره.

وعن توقعاته لما سيحصل لأخيه، فضل أحمد عدم التطرق للموضوع قائلا على أن صحة والدته تراجعت منذ أن سمعت الخبر ونحن على قناعة على أنه لن يعود.

وكان قد ادعى تنظيم داعش في مجلته الشهرية "دابق" التي يصدرها باللغة الإنكليزية أنه يحتجز "جاسوساً" للموساد الإسرائيلي، من سكان مدينة القدس.

ونشرت المجلة في عددها السابع مقابلة مع الشاب سعيد إسماعيل مسّلم، وهو يبلغ من العمر 19 عاماً، ومن مواليد مدينة القدس، ولفتت المقابلة إلى أن الموساد جنده من خلال جاره اليهودي الذي يعمل ضابطاً في الشرطة الإسرائيلية.

وقال الشاب الفلسطيني في المقابلة: "جاء إلي في أحد الأيام وسألني إذا كنت أريد أن أعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية". وأضاف "قلت له إنني سأفكر بالموضوع وعندها توجه لأبي ولأخي وسألهم عن الموضوع. لقد شجعني أبي وأخي وقالوا لي إنه عمل جيد. قالوا لي إن في هذا العمل مقابل كبير وأنك تستطيع أن تتقدم لوظائف أهم وأكبر. عندها فهمت أنهما أيضاً كانا يعملان لصالح المخابرات الإسرائيلية".

وبحسب أقوال سعيد، التقى بعد ذلك في بيته مع ضابط في المخابرات اسمه إيلي، وكشف أمامه عن الأرباح والمقابل الذي سيحصل عليه عند عمله كجاسوس. وأضاف قائلاً إن ضابط موساد باسم ميرو وصل إليه وعرض عليه الخروج في مهمة تجسس لدى داعش في سوريا. وأضاف "دفعوا لي معاشاً شهرياً، وأعطوني بيتاً وتابعوا جميع الأمور التي واجهتني وساعدوني في الحصول على جميع المستندات التي كنت بحاجة إليها، وقاموا بمتابعة احتياجاتي اليومية أيضاً عندما عدت".

معلومات عسكرية عن داعش


وبحسب أقوال الشخص الذي ألقي القبض عليه، طلب منه الموساد أن يعرف أين يقوم رجال داعش بتخزين الصواريخ والوسائل القتالية، وأين تقع قواعدهم العسكرية، وما هي أسماء الفلسطينيين الذين سافروا للقتال إلى جانب داعش من داخل الأراضي الفلسطينية. وادعى أن الموساد طلب منه عدم الاتصال مع مشغليه حتى انتهاء فترة التدريبات وتعلم الشريعة في داعش. وقال إنه دخل إلى سوريا عبر تركيا بواسطة مهرب كان يحمل رقم هاتفه وأنه هو من قام بتهريبه إلى داخل سوريا.

وادعى سعيد في المقابلة أنه تلقى دفعات مالية من إسرائيل حسب نوع المهمة ومدى أهميتها وأن مبلغ الحد الأدنى هو 5000 شيكل. وروى سعيد قائلاً: "كلما كانت المهمة تزيد تعقيداً وكانت هناك أهمية أكبر للمعلومات فيمكنك الحصول على قدر أكبر من المال". وقال سعيد إنه تلقى تدريبات على مدار شهر كامل في قاعدة "عنتوت" بشرقي القدس، وأنه تعلم هناك كيفية السيطرة على نفسه، والحفاظ على نفسه خلال التحقيقيات وكيفية تخليص المعلومات من الناس. وادعى سعيد أنه تدرب أيضاً على كيفية استخدام السلاح وأنه بعد ذلك عمل كجاسوس وساعد في القبض على تجار الأسلحة، المطلوبين، المتسللين لإسرائيل وإلقاء القبض على من يخططون لتنفيذ عمليات.

الكشف عن هويته من قبل التنظيم

وروى سعيد في المقابلة أن داعش نجح في الكشف عن هويته الحقيقية وذلك لأنه على الرغم من التأهيل والتدريب في الموساد لم ينجح في التصرف كأحد مقاتلي داعش. وبحسب أقواله فقد فشل على سبيل المثال في القيام ببعض المهام التي أناطها به الأمير. وعندما بدأت الشكوك تحوم حوله، ادعى، أنه اتصل مع والده وقد حدثه عما يجري معه وتلقى منه تعليمات بالعودة. ولخص سعيد قائلاً: "كان الأمر متأخراً، لقد وضعني المجاهدين في السجن ونقلوني من سجن إلى آخر. وخلال التحقيقات اعترفت أنني جاسوس لصالح الموساد الإسرائيلي".

وفي نهاية المقابلة توجه سعيد إلى "الجواسيس الكفار الآخرين" قائلاً "أنا أريد أن أقول لكل هؤلاء الذين يريدون التجسس على داعش، لا أعتقد أن ذكاءكم كاف لخداعهم. لن تنجحوا. في النهاية سيقبضون عليكم. ابتعدوا عن هذه الطريق. ابتعدوا عن مساعدة اليهود والكفار وسيروا في الطريق الصحيح"، وفي رسالة إلى والده وأخيه قال "أريد أن أقول لأبي ولأخي الذين ورطوني في هذا العمل: أنتم سبب ما جرى لي. أنتم قدمتم لي الإغراءات بالمال وأوصلتموني لما أنا فيه. توبوا إلى الله".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]