انتهت المعركة الانتخابية وظهرت النتائج التي من ناحية تبعث الأمل بين الجماهير العربية بزيادة أعضائها الممثلين في البرلمان الإسرائيلي من 11 إلى ثلاثة عشر عضواً ضمن القائمة المشتركة التي هي وليدة رغبة عارمة في نفوس الجماهير العربية في البلاد رغم المآخذ على تكوينها وتمثيلها الحقيقي لهذه الجماهير، ولكننا نرى في هذا الإنجاز نقطة تحول تدعونا إلى التمسك بالوحدة التي لا يغلبها غلاب.

التمسك بالوحدة

في نفس الوقت ينتابنا شعور بالقلق والضيق لتصاعد قوة اليمين وبقاء نتنياهو زعيماً لهذا التيار والذي تشير كل المعطيات على أنه من سيعتمده رئيس الدولة لتشكيل الحكومة القادمة التي تبنت وستتبنى لاحقاً قوانين تَّمسنا نحن العرب في هذه البلاد وستدعم الاستيطان والاحتلال وتكرس العنصرية نهجاً تسير عليه وتتابع التمييز اللاحق بنا نحن المجتمع العربي في هذه البلاد وتستمر في سياساتها المالية والاقتصادية التي تجعلنا على هامش الخريطة وتزيد من بؤسنا وفقرنا وعدم تطور مدننا وقرانا واعطاءنا حقوقنا التي يكفلها القانون بل ستعمل على شرعنة قوانين تؤذي وتضيق سُبل حياتنا ووجودنا.

وهذا الوضع أي صعود اليمين المتطرف سيؤثر على السياسات الإقليمية. بحيث قد تدخل المنطقة في حاله من عدم الاستقرار لما نعرفه من آراء نتنياهو بما يتعلق بالمسألة الإيرانية وتشدده إزاء الحلول للقضية الفلسطينية والعلاقة مع السلطة الفلسطينية وهذا يعني ابتعاد فرص السلام الحقيقي في الشرق الأوسط وعدم وجود رادع داخل الحكومة الإسرائيلية بل على العكس فأن وجود ليبرمان وبينت ولفيف من الأحزاب الدينية سيعملون على إتباع نهج يميني منفلت يدخل المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه.

ونحن اذ نبارك للقائمة المشتركة هذا الإنجاز ندعوها إلى التمسك بالوحدة والتشبث بالعمل الجماعي لأنه ينتظرنا حكومة تتألف ممن يدعون إلى تهجيرنا ونبذنا ويتواجد بها أحزاب دعت علانية إلى العنصرية الحقيقية.

ونأمل بأن هذا الإنجاز للقوائم العربية في وحدتها سيكون بمثابة سداً منيعاً وعاملاً هاماً لصد الهجمة العنصرية والتمييز المخطط ضد جماهيرنا العربية الباقية على أرضها أرض الآباء والأجداد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]