30 عامًا مرت على اعتقال اربعة شباب – في حينه – من مدينة باقة الغربية في الداخل الفلسطيني، وما زالوا يقبعون في السجون والمعتقلات الاسرائيلية، وما زالت امهاتهم تدفع ثمن فراقهم حزنًا والمًا بعد ان تمت ادانتهم بالعضوية في خلية نفذت عملية خطف وقتل الجندي الاسرائيلي موشيه تمام في العام 1984.

4 اسرى يدخلون عامهم ال 30 في السجون الاسرائيلية

فمنذ عام 1986 اعتقلت السلطات الاسرائيلية كل من الاسيرين ابراهيم ابو مخ ورشدي ابو مخ ، بالاضافة الى اعتقال وليد دقة والاسير ابراهيم بيادسة، حيث يعتبر هؤلاء الاسرى من قدامى الاسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم قبل اتفاقية اوسلو وهم من اسرى الدفعة الرابعة الذين كان من المفترض ان تفرج المؤسسة الاسرائيلية عنهم عقب التفاهمات التي تمت بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي بوساطة امريكية الا ان السلطات الاسرائيلية تنصلت من ذلك ولم تقم بالافراج عنهم.

"بكرا" يلتقي والدة الاسيرة رشدي ابو مخ

وللاطلاع على الواقع المرير الذي ما زال يعيشه اهالي الاسرى، ولمعرفة ما تعانيه امهات الاسرى والذين مضى على اعتقال ابناءهن الثلاثون عاما، اجرى موقع "بكرا" لقاء خاص مع الحاجة ام محمود والدة الاسير رشدي ابو مخ التي ما انفكت تدعو الله ان يخرج ابنها من ظلمات السجون الاسرائيلية وان يخرج الى نور الحرية.

فلم تخفي الحاجة ام محمود شوقها ولوعتها لإبنها الذي كان قد ودعها شابا ليقضي طيلة شبابه داخل السجون الاسرائيلية، فحدثتنا قائلة: "ماذا يسعني ان اقول؟ فلا املك ما اقول بعد 30 عامًا، ولكني ما زلت املك الامل بأن يفرج الله عنهم جميعا وان يخرجوا الى نور الحرية، فلا يمكن للظلم ان يستمر مهما طال".

وعن مشاعرها والمها لحظة لقاءه فقد قالت:" حينما التقيه احاول ان افرحه وان ابادله النكت والفكاهات لاروح عنه واخفف عليه من ظلم السجن، ولكني في داخلي اعتصر الما على فراقه، فرغم مرضي الا اني احاول ان لا اضيع فرصة لأزوره بها واطمئن عن احاوله، فالثمن الذي دفعوه كبير ولا يقدر بثمن".

"طال فراقهم!! ويجب ان يعودوا الى اهاليهم"

وبحرقة وألم لم تخفيها أكملت حديثها قائلة: "لقد طال فراقهم!! لا يمكن ان يخلق الشخص ويموت داخل السجن، يجب ان يعودوا الى اهاليهم، ولا يسعني الا ان ادعوا الله ان يفرج عنهم فقد طال فراقهم وقد جار عليهم الزمان".

فراق اباه وشقيقه يزيد من مرارة اعتقاله

وما زاد على الاسير رشدي ابو مخ مرارة السجن ولوعة الفراق حينما توفي والده وهو في الأسر كما وتوفي شقيقه محمد بتاريخ 7/3/2007 بحادث عمل حيث انهار عليه التراب خلال عمله في داخل حفرة لمد الأنابيب “المواسير”، ما أدى إلى إصابته بإصابات بالغة، فارق الحياة على أثرها بعدة دقائق.

رغم مرضه، ولكن روح النكتة لم تفارقه

الا انه وبالرغم من كل ما مر فيه من معاناه والم، فيعتبر رشدي ورغم حالته الصحية السيئة صاحب نكتة وفكاهة ومن الأسرى النشيطين في خدمة زملائهم داخل الأسر، فهو يقوم على خدمة الأسرى طيلة النهار، حيث انه وبسبب حالته الصحية وعدم قدرته على البقاء داخل الغرفة حصل على إذن موقع من طبيب السجن يسمح له بالبقاء في ساحة القسم من الصباح حتى المساء..وقد استغل رشدي هذا التصريح لخدمة الأسرى وتلبية احتياجاتهم فتراه تارة يعمل في مغسلة القسم لغسل ملابس الأسرى، وتارة يعمل على ترتيب أغراض الكنتينة “دكان القسم”، وتارة يعمل على ترتيب مكتبة القسم، وتارة يقوم بتوزيع الطعام على غرف القسم، وتارة يساعد ممرض السجن على توزيع الدواء على الأسرى المرضى،وتارة أخرى يساعد في شطف ساحة القسم،ه ذا هو رشدي أبو مخ كتلة من النشاط والحيوية رغم أمراضه.

يعاني رشدي من عدة أمراض مثل السكري حيث يأخذ 4 إبر أنسولين يومياً، كما ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم وانسداد في شرايين القلب وقد خضع لعمليتي قسطرة في القلب، كما وأنه يأخذ 28 حبة دواء يومياً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]