في الساحة الموجودة بمنتصف بلدة كفركنا وقف حسني طه، اخ الشهيد محسن طه شهيد يوم الارض، وقف يستذكر لمراسلتنا ظروف استشهاد محسن المقدام والشجاع- كما وصفه، وقد امتلأت عينيه بدموع الاشتياق والفخر بسبب عظمة المناسبة، حيث قال محدثا : بعد ان التزمت بلدة كفركنا بقرار الاضراب الذي اعلنته لجنة الدفاع عن الاراضي في الثلاثين من اذار عام 1976 تحوّلت الاجواء إلى مشحونة منذ ساعات الصباح في كفركنا، وجود الوحدات الخاصة والشرطة وتجوالهما في البلدة في هذا اليوم ادى الى اثارة مشاعر المواطنين، مما أدى إلى بدء مواجهات بين الشبان في كفركنا وبين قوات الشرطة، حيث قامت الاخيرة اثر ذلك بتعزيز قواتها وإحضار قوات كبيرة جدًا ومصفحات مجنزرة، بدأت بتفريق الشباب عبر اطلاق رصاص حي على الاهالي والمدارس.

وقال: حتى اليوم لا تزال علامات الرصاص موجودة على جدار المدرسة..

وأستكمل الوصف: المواجهات لم تكن في مكان واحد، حيث بدأت الشرطة بمطاردة الشباب حتى وسط كفركنا، كما قاموا بتنظيم مصيدة للشبان وبمحاصرتهم من جميع الجهات.

قامت الشرطة باطلاق النار على محسن، واصابته رصاصتين في رأسه

وتابع طه بسرد تفاصيل اليوم المشؤوم قائلا: في هذا اليوم كان محسن بين الشبان الذين يتعاركون مع الشرطة وعناصر الجيش. الشبان قاموا بضرب حجارة على جندي اسرائيلي، ومن بينهم محسن، وعلى اثر ذلك كان الرد بان قامت الشرطة باطلاق النار على محسن، واصابته رصاصتين في رأسه، ومن ثم تم نقله الى مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة حيث فارق الحياة.

وأكمل: الخبر وصلنا بشكل تدريجي، مع ذلك الجو في كفركنا تحول إلى مشحون أكثر، فالحديث عن سقوط شهيد، الأمر الذي دفع إلى انسحاب الجنود من كفركنا عندما شعروا بالغضب من الشارع الكناويّ. 

حتى الان لم تتوقف مصادرة الاراضي والعنصرية الاضطهاد التمييز

وتابع طه قائلا لـ"بكرا": يوم الارض شكل مفصلا رئيسيًا في المسيرة النضالية للجماهير العربية في الداخل، حيث كسر حاجز الخوف لدى الجماهير، وتمردت على الخوف وعلى واقعها، خاصة الاجيال الجديدة، هنالك ارتفاع لمنسوب الوعي بشكل كبير، الملفت للنظر انها حتى الان لم تتوقف مصادرة الاراضي والعنصرية الاضطهاد التمييز بالميزانيات والتعليم واعطاء خرائط هيكلية للقرى العربية، لم يتغير اي شيء، ما تغير هو ارتفاع الوعي والمطالبة بالحقوق، الى جانب هبة اكتوبر التي شكلت ايضا مرحلة جديدة.

لا يوجد عملية تثقيف عما هو يوم الارض اهميته وانعكاسه على جماهيرنا في الداخل

واشار طه لـ"بكرا" انه يتمنى ان يتم احياء ذكرى يوم الارض بشكل منظم وان يتم اعلان الاضراب وتوعية وتثقيف الاجيال الجديدة من جماهيرنا العربية حيث قال: للاسف توقعنا خير من القائمة المتشركة وتوحد الاحزاب العربية، تنظيم الجماهير العربية في اطار واحد موحد على اساس قومي هو امر ممتاز، علما انن توقعنا ان يكون هنالك نهج جديد في محاربة سياسة السلطة، مفضل ان يكون اضراب علما انه يجب ان يكون ناجحا وله اهميته.

كما وجه طه اصابع اللوم الى الاحزاب السياسية والمؤسسات المختلفة متهما اياهم بالتقصير حيث قال: هنالك تقصير من المدارس المعلمين الاحزاب ايضا، لا يوجد عملية تثقيف عما هو يوم الارض اهميته وانعكاسه على جماهيرنا في الداخل، معظم ابناء الجيل الجديد لا يعرفون ما هو يوم الارض ، حتى يكون اضراب ناجح ومهم يجب ان يكون منظم وان يعطي نتائج ايجابية وليست نتائج عكسية تؤثر على جماهيرنا سلبا، يجب ان يكون يوم الارض عيد وطني للجماهير الفلسطينية في الداخل، وعلينا ان نحضر له بشكل لائق من عام الى اخر وان نعمل على ترسيخه في اذهان الاجيال القادمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]