بالريشة والألوان يشارك نحو 400 فنان فلسطيني من شتى محافظات قطاع غزة وبمختلف الفئات العمرية برسومات فنية في أرض السرايا بمدينة غزة في الذكرى الـ 39 ليوم الأرض والذي يوافق الثلاثين من آذار لكل عام.

ويطالب هؤلاء الفنانون من خلال رسوماتهم باسترداد أرضهم التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي عام 76 ومصادرته لآلاف الدونمات من الفلسطينيين.

وبدت الفنانة بيسان جمعة (16 عاما) منهمكة في رسم عن خريطة فلسطين وهي متجذرة في الأرض على هيئة شجرة صامدة وثابتة في ظل سرقة "إسرائيل" لأرضنا.

وتشير جمعة في حديثها لمراسلنا إلى أنها رسمت سبعة من الشهداء الفلسطينيين على هيئة جذور للشجرة، والذين استشهدوا في يوم الأرض آنذاك.

ويحيي أبناء شعبنا هذا اليوم من كل عام للتذكير بما حدث في عام 1976 عندما هبت الجماهير الفلسطينية داخل أراضينا المحتلة عام48 في الجليل والمثلث والنقب للدفاع عن أرضهم وكرامتهم وتصدوا لقرارات الحكم العسكري الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات.

أما الفنان التشكيلي والمعلم فارس عياش (30 عاما) من سكان النصيرات فيلفت إلى أن مشاركته في يوم الأرض جاءت بعد دعوة وجهت إليه من وزارة التربية والتعليم لاصطحاب بعض الطلبة الفنانين من مدرسة الموهوبين للرسم في احتفال يوم الأرض.

ويشير عياش في حديثه لـ"صفا" والذي رسم لوحة تتكون من وردة وخلفية سوداء فقط إلى أن اللون الأسود يرجع للحصار والمعاناة التي يعيشها الفلسطيني، بينما الوردة الحمراء ترمز إلى التضحية والدم والشهداء وأن الحق الفلسطيني موجود بثبات الشعب.

وتشدد الفنانة التشكيلية منال الديب من حي الشجاعية وهي طالبة تدرس فنون تشكيلية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية على أهمية هذا اليوم بالنسبة للفلسطيني.

وتقول "أشارك أنا وزميلاتي في هذه الفعالية ونأمل بأن نفوز وتنشر أعمالنا بشكل يخلد هذه الأرض المباركة"

وتضيف "لوحتي عبارة عن امرأة الفلسطينية راسخة في الأرض وتحمل أبنائها؛ لأنها قدمت جزءا كبيرا من تضحياتها للمجتمع الفلسطيني".

ويأمل الفنانون أن توصل اعمالهم الفنية رسائلها للكل الفلسطيني والمجتمع العربي والدولي بأن هناك شعبا يناضل لاسترداد أرضه وحقوقه الذي ما زالت "إسرائيل" تواصل سرقتها.

إني اخترتك يا وطني

وتقول مديرة مركز نوارة التربوي والمشرفة على الفعالية نجوى الفرا في حديثها "لصفا" إن المعرض الفني "إنى اخترتك يا وطني" يأتي في إطار ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، وتخليداً للحق الذي سلبته "إسرائيل".

وتضيف "جمعنا كل فئات المجتمع من الفنانين وذوي المواهب من أطفال وطلبة المدارس وخريجي جامعات بعد التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لنعرفهم في يوم الأرض على ثوابتهم الوطنية وعلى قيمة الحقوق الفلسطينية وماذا حصل عام 1976"

وتبين الفرا أنهم في مركز نوارة التربوي يحتفلون كل عام بيوم الأرض بفعاليات مختلفة إما بالفن أو الدبكة الوطنية، لكن هذا العام اخترنا انتفاضة فنية للطفل والشاب والفتي يعبر بريشته عن يوم الأرض"

وتؤكد أن اختيار فن الرسم تحديداً لهذه الفعالية؛ يأتي في إطار الترفيه والتفريغ النفسي للفنانين وأيضاً لأنها وسيلة من وسائل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية بالرسم إلى جانب المقاوم المسلحة.

وتلفت إلى أن سبب اختيار مكان "أرض السرايا" للفعالية؛ لأنها كانت سجنا إسرائيليا كبيرا ضم آلاف الفلسطينيين الذين دافعوا عن أرضهم.

وتشير الفرا إلى أن هذه الرسومات ستجمع في كتاب يحمل عنوان الذكرى 39 ليوم الأرض، بالإضافة إلى تكريم أصحاب الرسومات المميزة بعد فرزها من قبل مختصين.

الصور والتقرير بلطف من وكالة صفا - تصوير فضل مطر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]