لوحظ في خلال الفترة الاخيرة، في بعض القرى والبلدات العربية، توحيدًا للاعياد المجيدة، منها الفصح المجيد واحد الشعانين والبشارة. بالمقابل هنالك مدن كبيرة في الارض المقدسة ما زالت حتى اليوم لا تتفق على توحيد مواعيد اعيادها مثل مدينة حيفا، والناصرة، ناصرة المسيح ومدينة البشارة، والتي تجمع عدة مذاهب وطوائف مسيحية، منها الروم الكاثوليك، اللاتين والمارون، حيث تحتفل جميعها بعيد الفصح في نفس الموعد بينما طائفة الروم الاورثوذكس تخالف الموعد وتحتفل بعد إسبوع.

في توجه لـ"بكرا" لرجال دين مسيحيين ابدوا جميعهم استعدادهم لمسألة التوحد على الرغم من صعوبة ذلك، كما اكدوا على ان الرعايا تطالب بالتوحيد الا ان العائق في ذلك يعود الى الاساقفة ورجال الدين المسيحيين الذين يترأسون الكنائس المختلفة لمختلف الرعايا ويرفضون منح السيادة لكنيسة دون الاخرى، عدا عن مشكلة الحجاج في العالم الذين يتوافدون الى الارض المقدسة كل بحسب رعيته وموعد اعياده.

اميل شوفاني: احمل المسؤولية للكنائس والسلطات العليا التي لم تصل الى تنظيم في هذا المجال

الاب اميل شوفاني كاهن رعية الروم الكاثوليك في الناصرة قال لـ"بكرا" معقبا على الموضوع: حتى اليوم لا يوجد اتفاق رسمي بين الكنائس، كفركنا كانت البلدة الاولى التي عملت على توحيد الاعياد منذ 30 عاما، بدعم ومطالبة من الكهنة والرعايا، كما انه كان هنالك محاولة توحيد لسائر البلدان في العام الماضي الا انها لم تنجح، بل على العكس اصبح هنالك بالنتيجة عدة انقسامات، هنالك قرى استمرت بالتوحيد من ناحية ومن ناحية اخرى هنالك بلدان مثل الناصرة وحيفا وبلدان اخرى لم تنجح في ذلك.

كما حمل شوفاني المسؤولية على رجال الدين في الكنائس العليا حيث قال لـ"بكرا": احمل المسؤولية للكنائس والسلطات العليا التي لم تصل الى تنظيم في هذا المجال، الاساقفة والمطارنة وغيرهم، الذين لم يتفقوا في الحسابات والتقويم، الخلافات ليست على عقيدة وانما على تاريخ، معظم الشعب يريد التوحيد وكان هنالك عدة اقتراحات للتوحيد الا ان رجال الدين المسيحيين لم يجتهدوا ويبحثوا عن حل يناسب جميع الاطراف.

امجد صبارة: العقبة الاساسية امام التوحد هي ان الارض المقدسة تستقبل الحجاج من جميع انحاء العالم المسيحي

امجد صبارة كاهن رعية اللاتين في الناصرة قال لـ"بكرا": بشكل عام يتم اعداد الاحتفالات حسب التقويم الغربي بقرار من مجلس الاساقفة، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى مجمع البطاركة ورؤساء الاساقفة سيجتمعون في عام 2016 بهدف اتخاذ قرار موحد يتعلق بجميع الكنائس في العالم وليس في الارض المقدسة فقط، يوحد عيد الفصح لدى المذاهب المسيحية المختلفة، ونحن نأمل ان يصلوا الى تاريخ مناسب للجميع.

وتابع لـ"بكرا": العقبة الاساسية امام التوحد هي ان الارض المقدسة هي للكنائس المحلية وتستقبل الحجاج من جميع انحاء العالم المسيحي لذلك ننتظر قرار موحد تتبعه جميع المذاهب المسيحية والحجاج في العالم، نحن في انتظار اختيار الموعد الموحد للجميع للكنيسة الشرقية والغربية لكل الكنائس.

بطرس معلم: المسألة بالاساس هي صراع على السيادة

اما سيادة المطران بطرس معلم أسقف الجليل للروم الكاثوليك سابقا فسرد لـ"بكرا" تفاصيل كثيرة ومعقدة حول الامر اهمها كان؛ هنالك اخطاء كبيرة بالتدبير، الناس تريد توحيد الاعياد، الناس تطالب بتوحيد الاعياد بدون اطلاع على ان طريقة التوحيد والتي تنم عن اخطاء كثيرة، عندما قاموا بتوحيد الاعياد اخطأوا وعندما انهوا التوحيد اخطأوا ايضا .

واسهب بطرس بالشرح: منذ ايام المسيح كان هنالك خلاف على موعد الفصح باعتباره لليهود، السيد المسيح لم يعيد مع اليهود بل قبل بيوم، وهو مرتبط بالحساب القمري، بالتالي هنالك من عيد الفصح مع اليهود وهنالك من اتبع قرار مجمع نيقيا ان يعيدوا الفصح المجيد يوم الاحد الاول الذي ياتي بعد البدر الربيعي.

وتابع لـ"بكرا": في بلادنا المسالة تتعلق بالاماكن المقدسة والخلافات عليها، كل الطوائف التابعة للغرب حتى اليونان ولبنان يعيدون الميلاد مع الكاثوليك حسب الحساب الشمسي لان الحساب القمري 21 اذار اي الاعتدال الربيعي الذي تتبعة طائفة الروم متاخر 13 يومًا.

واوضح قائلا: الكنيسة الكاثوليكية اعطت المجمع الفاتيكاني مقترحات مختلفة من كل الكنائس الشرقية والغربية حيث تم القرار بالاجماع ان الحساب المتبع حاليا للفصح هو خاطئ ومتاخر عند الروم 13 يوما، كما انهم اتخذوا عدة قرارات في هذا الشأن ولم يتم تطبيقها وبدأوا بتلويم بعضهم البعض، المسالة هي حسابات فلكية ليس اكثر، المسألة بالاساس هي صراع على السيادة علما انني لا استطيع ان القي اللوم على احد بل ما يحدث هو نتيجة تراكم تاريخي ولن يستطع احد تغييره. ليست مسؤوليتنا ان نلقي اللوم على احد .

رياح ابو العسل: وحدة المسيحيين لا ترتكز على الاعياد وعلى توحيد الاعياد وانما على قاعدة الايمان

المطران رياح ابو العسل قال بدوره لـ "بكرا" في هذا السياق: وحدة المسيحيين لا ترتكز على الاعياد وعلى توحيد الاعياد وانما على قاعدة الايمان المسيحيين، بمفهوم اننا نؤمن بالسيد المسيح، بالنسبة لتوحيد الاعياد تمت الموافقة على ان تحتفل جميع الطوائف بالميلاد حسب الطقس الغربي واما القيامة حسب الطقس الشرقي، ولكن يبدو ان العرب اتفقوا على ان لا يتفقوا وهو امر محزن، خاصة وان الدين هو واحد، والمسيح واحد.

واضاف: يبدو ان الخلاف هو على مستوى الزعامات حيث هناك من يدعي ان الروزنامات تتحدث عن مواعيد مختلفة من اجل الحجاج، ويظهرأن ما بات يهمنا في الارض المقدسة فقط زيارة الحجاج من مختلف انحاء العالم وليس المسيحيين في الديار المقدسة، لذلك وجب على جميع المسؤولين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية ان يضعوا حد لهذه المهزلة وان نعيد التفكير وان نصل الى قناعة ان العيد يجب ان يكون موحدا لجميع المذاهب.

كما تطرق ابو العسل الى التوحيد في القرى معللا السبب في ذلك قرب الاهل والسكان في القرية احدهم الى الاخر وعدم وجود كنائس يزورها الحجاج من جميع انحاء العالم في البلدان الصغيرة حيث قال لـ"بكرا": اللاتين والكاثوليك في الناصرة اتفقوا على توحيد الاعياد بينما الروم الاورثوذكس رفضوا ذلك، المجتمع القروي يبقى اقرب الواحد الى الاخر، ولا يواجهون مشكلة استضافة الحجاج المسيحيين مثل الناصرة والقدس علما ان هذا لا يمكن ان يكون عائقا امام توحيد العيد.

سهيل خوري: البلدان التي تجمع اكثر من كنيسة كاثوليكية مثل الناصرة لم يتفقوا ان يعيدوا الفصح موحدين مع الروم الاورثوذكس

الاب سهيل خوري يخدم في كنيسة الروم الكاثوليك في طرعان احدى البلدات العربية الموحدة اعيادها قال لـ"بكرا" معقبا: بالاساس مسألة التوحيد تركت للبلدة حيث ان اهل البلدة يقررون متى يعيدون، هنالك بلدات استجابت للوحدة وهنالك بلدات رفضتها.

واوضح خوري لـ"بكرا": في البلدان التي تجمع كنائس الروم الكاثوليك والروم اللاتين والروم الموارنة اي اكثر من كنيسة كاثوليكية مثل الناصرة لم يتفقوا ان يعيدوا الفصح موحدين مع الروم الاورثوذكس بل كل على تقويمه الشرقي شرقي والغربي غربي بينما في طرعان هنالك كنيسة واحدة كاثوليكية لذلك جاء القرار بالوحدة مع الشرقيين اي الروم الاورثوذكس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]