في حديثٍ إلى وسائل الإعلام، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه لا تزال ثمة "صعوبات" تعترض المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، لافتًا إلى أن المحادثات ستتواصل ليلا في لوزان في محاولة لبلوغ اتفاق ضمن مهلة 31 آذار/مارس.

وصرح كيري قائلا "لا يزال هناك نقاط صعبة. نبذل جهدا كبيرا لحلها، سنعمل في وقت متأخر ليلا وغدا بهدف التوصل إلى شيء ما". مضيفا أن "الجميع يعلمون ماذا يعني اليوم"، أي الثلاثاء يوم انتهاء المهلة.

الولايات المتحدة مستعدة لتمديد فترة المفاوضات ليوم إضافيّ

من جهتها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف أن "الوقت حان فعلا لاتخاذ القرارات للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني". لكن هارف أكدت أن واشنطن لا تريد "التسرع للتوصل إلى اتفاق سيء" مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة 31 آذار/مارس.

وقالت هارف "لا أريد أن استبق ما ستكون عليه النتيجة" وذلك ردا على سؤال عما سيحصل في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف ليل الثلاثاء.

وعلم على أن متحدث رسميّ في الخارجية الأمريكية أعلن قبل قليل على أن هناك إحتمال بتمديد المفاوضات ليوم واحد فقط، أملا في التوصل لإتفاق، إلا أنه لم يكشف عن هوية المصدر. 

وبالرغم من نبرة التفاؤل التي تبديها الدول الكبرى إلا أن إسرائيل تقلل من احتمالية عقد أتفاق مماثل، ففي حديثٍ لـ "بكرا" مع عددٍ من الصحافيين الإسرائيليين المتواجدين في لوزان أكدوا على ان المفاوضات متعثرة، وأنه بكل الأحوال التوصل إلى أتفاق لن يمنع الخطر الإيراني بل على العكس سيزيد من احتمال تسلحها بالنوويّ.

الاتفاق غير مهم وإسرائيل سترد عسكريًا

وحول هذا الموضوع تحدثنا في "بكرا" إلى المُختص في الشأن الإيراني والسلاح غير التقليدي بروفسور غرشون شطينبرغ والذي أكد انه حتى الآن الصورة لم تتضح بعد وفقط غدًا سنعرف إذا ما تم التوصل إلى أتفاق أم لا، مبديًا نوعًا من الشك في ذلك.

وقال بروفسور شطينبرغ على أنه وبكل الأحوال إسرائيل مقتنعة تمامًا على أن الاتفاق سيتيح للجانب الإيراني التقدم في مجال التسلح النووي ولن يتم ردعه، بخلاف ما يتضمنه، مؤكدًا على أن إيران استمرت في التقدم في المجال النووي ايضًا عندما فرضت عليها قيودًا اقتصادية عالمية، مما يعني أن هذا الهدف لن يتم التخلي عنه.

وأكد شطينبرغ على أنه وبكل الأحوال هذا الاتفاق "خالي من أي معنى" ولن يلوم إسرائيل في محاولتها ردع هذا التقدم!

وتوضيحًا لذلك، قال شطينبرغ على أنه يدعم موقف عضو الكنيست عن حزب العمل (المعسكر الصهيوني) ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين، والذي ورغم أنه ينتقد بصورة كبيرة سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلا أنه مقتنع بضرورة الحل العسكريّ، إذا لم تأت الحلول الأخرى بثمار مرضية لإسرائيل.

وأكمل مضيفًا، اسرائيل لن تقف إلى جنب في الوقت الذي يستمر فيه التسلح الإيرانيّ النوويّ، وعلى الأغلب أن يتم تدخل عسكري لإعادة ميزان القوى العسكري إلى النقطة التي تحددها إسرائيل.

ونفى أن يجر ذلك إلى حرب شاملة ومدمرة، حيث قال في هذا السياق على أن الشرق الأوسط في حرب ثالثة منذ فترة، وإن كانت غير معلنة.

إسرائيل تضرب المفاعل النووي الإيراني عام 1981

وبقي أن نذّكر أنه وفي السابع من حزيران/ يونيو 1981 قامت الطائرات الإسرائيلية الأمريكية الصنع بغارة مفاجئة على المفاعل النووي العراقي الواقع على بعد 26 كيلو مترا من بغداد واستمرت الغارة دقيقتين دمرت خلالهما المفاعل ومنشآته.

وكانت إسرائيل هى التي بدأت بإعلان أنباء هذه الغارة بعد يومين من وقوعها إذ قطع راديو إسرائيل إرساله ظهر يوم 9 حزيران/ يونيو وأذاع بيان الحكومة الإسرائيلية بشأنها، ثم عقد مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل فى المساء مؤتمرًا صحفيا يحيط به رئيس الأركان ومدير المخابرات العسكرية حيث كشفوا عن التفاصيل الكاملة لهذه العملية وقد أوضحت التصريحات والبيانات الإسرائيلية أن إسرائيل كانت تتابع بقلق تطور إنشاء المفاعل النووي العراقي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]