بدأ الفنان سعيد فلاح غنايم "النهري" حكايته مع الفن برسم الكاريكاتير والذي كان لها اثرا كبيرا في حياته، بعد ان عمل رساما للكاريكاتير في عدة صحف محلية، الا انه انتقل من رسم الكاريكاتير الى فن الخط العربي والذي ترك فيها بصماته الخاصة والتي طغى فنها طول البلاد وعرضها لجمال ما صنعت انامله السخنينية الفلسطينية والتي كانت هي السب الناجح لتخليه عن رسم الكاريكاتير واصبح جلّ اهتمامه في فن واتقان وابتكارات جديدة للخط العربي.

سعيد فلاح غنايم الشهير بلقب "النهري" قال:" بدأت اهتم بالحرف العربي بعد أن أنهيت دراستي في كلية الفنون في حيفا، وعدت إلى بلدي سخنين لأعمل في تخصصي الذي أحببته، ووجدت أن العمل في فن الجرافيك يحتاج كثيرا إلى الخط العربي، وهنا بدأت أسعى بجدية للبحث في تعلم الخط العربي، وذلك أثناء عملي في صحيفة “مرايا” الصادرة في القدس.

النهري التلميذ يتفوق على شيخه محمد صيام

ويتحدث النهري عن تأثير الخطاط المرحوم محمد صيام عليه، حيث توجه إلى رام الله لتعلم الخط منه، ونقل إليه تجربته في الخط العربي، وهنا يقول: "أبهرته بتقدمي السريع حتى كان اليوم الذي أتاني بسبع لوحات تحوي مختلف الخطوط المتقنة، وكانت جملته الأخيرة لي والتي تركت أثرا كبيرا بداخلي حتى هذا اليوم وهي " لم يعد هناك ما اعلمك إياه فإما ان تجد خطاطا افضل مني يعلمّك المزيد او ان تبدأ بصنع خطك بفنك الخاص وتتقدم".

سعيد ينجح في التجديد بفنه

" لم يتوقف فن النهري عند ذلك، بل ومن خلال عمله وتجربته، بدأت تتبلور في داخله فكرة التجديد، ومحاولة تطوير الحرف العربي في الرسم الذي كان يعشقه، ويقول: “بدأت احاول في تجسيد فكرتي هذه بكل صبر وأناقة، وما أن نجحت في كتابة أول لوحة مرسومة حتى تركت الرسم ورسم الكاريكاتير، وصار الخط العربي عشقي الأول والأخير".

ويضيف: "استطعت من خلال لوحاتي ان اجمع الفكرة الواقعية المعبرة عن وجود الفلسطيني فوق أرضه المتمسك بحقوقه ووجوده وتقاليده وتراثه، ومقاومته المشروعة على جبهة الإيمان والثقافة، إنها ترسم معالم رؤى شكلية للمتلقي، وتأخذه إلى مساحة المتعة البصرية المقصودة، وتدفعه إلى اكتشاف قدرات العربي الفلسطيني على الفعل والتأثير في محيطه، من خلال بنيتها التركيبية ومعاني كلماتها المرصوفة، والموصولة بشكل ما أو بآخر بكلام الله، والمقولات والحكم والأمثال المدرجة فوق شفاه العرب الفلسطينيين جيلاً وراء جيل.

الكاريكاتير مغامرة خطيرة للرسام

وتابع النهري متحدثا عن الكاريكاتير:" قدرة الكاريكاتير في إيصال لرسالة أكبر بكثير من الرسم العدي والفن التشكيلي، فالكاريكاتير يعتبر مغامرة خطيرة للرسام اذا لم يكن هناك الوعي الكافي عن الشعب الذي تطرح عليه مثل هذه الأنواع من الرسومات الناقدة وفي بعض الأحيان لاذعة وهذا ما لا تتقبله بعض الشعوب.

ويقول: "تعرضت في مرات كثيرة الملاحقات القانونية والاهانة والضرب في بعض الأحيان بسبب رسوماتي الكاريكاتيرية، وهذه احدى الأسباب التي جعلتني اتخلى عن الرسم واهتم في فن الخط العربي رغم ايماني الواسع والكبير ان رسم الكاريكاتير له دور أساسي وكبير جدا في صنع حضارة وتغيير واقع في حيات مجتمعات الى واقع اخر مختلف، لأن لغة الكاريكاتير لغة تجمع كل اللغات تحت مفهوم واحد حتى من لا يجيد الكتابة والقراءة يستطيع فهم الواقع من خلال الرسم المعبّر وهذا ما نعانيه تماما في بلادنا اليوم ومحاولة الحكومات المختلفة طمس هذا النوع من الفن كي لا تقلب الموازين.

رسالة إلى رؤساء السلطات المحلية

ووجه النهري رسالته إلى رؤساء السلطات المحلية العربية قائلا " أن من بنى الحضارة والثقافة على مرّ العصور ليست الشوارع المعبّدة ولا الأرصفة النظيفة انما من بنى الحضارة والثقافة لهذه الشعوب هم الفنانين بمختلف مجالاتهم الفنية وما تبقى من فنّهم حتى يومنا هذا هو الشاهد على رقي هذه الاعمال وهذه العصور.

وعبر موقع "بكرا " وجه رسالة إلى كل من هو مسؤول في السلطات المحلية ان "اهتموا بالفنانين المحليين والفن في بلادنا لأنه هو الاثبات الحقيقي والواضح على الحضارة والثقافة التي نحن بحاجة إليها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]