قال الرئيس محمود عباس اليوم الثلاثاء إن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي "لا يجب أن يتحول إلى صراع ديني" بسبب محاولات الاحتلال تهويد القدس المحتلة "الأمر الذي لا نقبله ولا نقبل ما يطلقونه عليه اسم الدولة اليهودية".

واعتبر عباس في كلمة أمام الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب التي منحته شهادة الدكتوراه الفخرية أن "سياسة الخداع والتضليل والدعاية التي دأبت إسرائيل على إتباعها لم تعد تنطلي على أحد أو تقنع أحداً".

وقال إن "شعبنا الفلسطيني يعيش منذ قرابة سبعة عقود مأساة تشريده وتهجيره من وطنه فلسطين، وقد مر على احتلال ما بقي من فلسطين التاريخية أي احتلال أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة 48 عامًا، ولا زال شعبنا يكافح من أجل إحقاق حقوقه الوطنية، ورفع الظلم التاريخي الذي وقع عليه، باقتلاعه من وطنه ودياره".

وأضاف أن "خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في ديار المنافي والشتات، ولا زالوا ينتظرون العدل من المجتمع الدولي، وقواه الفاعلة والمؤثرة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار الأممي 194 المتعلق باللاجئين الفلسطينيين".

وأشار عباس إلى أنه شخصيا واحد من أولئك اللاجئين "حيث شـردت وأسرتي من بيتنا في صفد، وأنا في سن الـ13، وأنا الآن جد لثمانية أحفاد، ولا زلت أبحث لي ولهم ولشعبي عن وطن آمن سيد مستقل مثل باقي شعوب العالم، فهل هذا كثير؟".

ولفت إلى توقيعه جملة من الاتفاقات مع الحكومات الإسرائيلية "غير أن تلك الاتفاقات قد تم تقويضها وإفراغها من مضامينها من قبل إسرائيل على مدى العقدين الماضيين".

وذكر أن إسرائيل لا زالت تصر على أن تضع نفسها فوق القانون الدولي، وتصر على الاستمرار في احتلالها لأرضنا ومقدساتنا وكم فرصة وفرصة أعطيناها للمفاوضات وفي كل مرة راحت الحكومة الإسرائيلية تنتهج سياسة الدوران في حلقة مفرغة من المفاوضات التي لم تكن تهدف من ورائها إلا للتهرب من استحقاقات السلام ولكسب المزيد من الوقت لفرض الأمر الواقع.

وأكد أنه "أمام ما يتعرض له شعبنا في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة من حرب وعدوان وخرق للاتفاقات الموقعة وسلب السلطة الفلسطينية لجميع صلاحياتها الأمر الذي يؤكد صحة توجهاتنا بتدويل القضية الفلسطينية فلا يمكن أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه، ولا بد من توفير حماية دولية لشعبنا".

غير أن عباس أكد أن "أيدينا لا زالت ممدودة للسلام وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة التي أكدت أنه يعمل على تدمير خيار الدولتين، لصالح إبقاء الأوضاع على ما هي عليه".

وتابع قائلا: "إننا نطمح لرؤية السلام يعم ربوع منطقتنا لتنعم وكافة الأجيال القادمة في وطننا ودول الجوار بما في ذلك إسرائيل بثماره، ويعيش الجميع بأمن وأمان وسلام واستقرار وجوار حسن".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]