عاد الى البلاد يوم الاربعاء الماضي د. جمال زحالقة، بعد مشاركته، الاسبوع المنصرم، في فعاليات يوم الأرض للجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، حيث كان المتحدث المركزي في المهرجانات، التي نظمت في شيكاغو ويوستون وبوتون روج. والتقى زحالقة، خلال زيارته، اعضاء من منظمات التضامن الأمريكية ومجموعات من اليهود المعادين للصهيونية.

في الكلمات التي القاها في شيكاغو، التي يعيش فيها وفي ضواحيها حوالي 150 الف فلسطيني، وفي مدينتي بوتون روج ويوستون، اكد النائب زحالقة على أن الاهتمام بالإنسان الفلسطيني يسبق الاهتمام بالأرض مشيرًا إلى أن نقطة الانطلاق هي المحافظة على الهوية الوطنية وعلى وحدة كيان الشعب الفلسطيني كشعب واحد لا يقبل القسمة إلا على واحد وعدم الرضوخ للواقع الذي تفرضه الصهيونية بتقسيمه وشرذمته إلى ضفة وقدس وغزة وشتات وداخل وحرمانه حتى من التواصل الانساني والحياتي. وقال زحالقة بأنه من غير المعقول ان نضيف الى الانقسامات المفروض على شعبنا انقسامًا فلسطينيًا طوعيًا، ودعا الى المصالحة الفورية خاصة في الظروف السياسية الناجمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية وفي ظل الحالة العربية الكارثية.

واشار زحالقة الى ان يوم الأرض تحديدًا هو يوم وحدة نضالية، فقد تحول من هبة شعبية في الداخل الى يوم للشعب الفلسطيني كله لأن قضية الأرض توحده وهي محور النضال ولب الصراع. وقال زحالقة بأن المواجهة تجري في مجالين ملكية الحق وتملك الأرض منوهًا إلى ان الفلسطيني صاحب الأرض الحقيقي لا يجد حاجة الى تبريرات وتفسيرات وتسويغات ولا يملك الا ان يقول الارض لنا، اما مغتصب الأرض وسالبها فهو بحاجة لها كي يمنح الشرعية لأكبر عملية سطو في القرن العشرين. واكد زحالقة بأن المعركة على الأرض في الداخل الفلسطيني هي المحور الساخن في المواجهة مع الدولة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة، مشيرًا الى ان المواجهة مستمرة خاصة في النقب حيث هناك مخططات لمصادرة اكثر من نصف مليون دونم وتهجير 40 ألف فلسطيني من القرى مسلوبة الاعتراف.

وشرح زحالقة حيثيات قضية الارض والمسكن في النقب، وكرر رفض المخططات الإسرائيلية قائلًا بأن "طرحنا مخططات بديلة منصفة ومهنية يمكن التفاوض حولها والتوصل الى تفاهم واتفاق، ولكن اذا اصرت الحكومة الإسرائيلية على فرض مشاريعها فهي تفرض مواجهة وهي تتحمل مسؤولية نتائجها، فنحن لن نفرط بارضنا ولن نرحل عنها مهما كلف الأمر. واذا كان السبب المباشر ليوم الأرض هو مشروع مصادرة 20 ألف دونم ففي النقب يريدون مصادرة اكثر من نصف مليون دونم وردنا سيكون أيام ارض وغضب." ودعا زحالقة الجاليات الفلسطينية الى الوقوق الى جانب النقب الجريح وتنظيم نشاطات تضامنية في المدن الامريكية الكبرى تزامنًا مع الفعاليات النضالية ضد المصادرة والتهجير في النقب.

وتحدث زحالقة عن القائمة المشتركة مشيرًا الى انها انجاز تاريخي للشعب الفلسطيني كله، وبأنها تجعلنا اقوى في مواجهة التحديات. وأبدى كل الذين القى بهم زحالقة اعتزازهم وفخرهم بتحقيق الوحدة الوطنية في الداخل معلقين املًا بأن يؤثر ذلك ايجابًا على تحقيق الوحدة الفلسطينية الشاملة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]