صادف أمس الجمعة، السابع عشر من نيسان، يوم الاسير الفلسطيني، حيث يشهد جملة من النشاطات والفعاليات الوطنية لابراز الاهمية السياسية والقانونية لاسرى الحرية في السجون الاسرائيلية؛ ولتسليط الاضواء على معركة الدفاع عنهم، وبهذه المناسبة اجرى "بكرا" مقابلات مع عدد من الاسرى الفلسطينيين، معظمهم من منطقة الناصرة، حول عدة امور منها الاهتمام بقضايا الاسرى، العقبات التي يواجهها الاسير الامني بعد تحرره، الدعم والمساهمات من قبل الاحزاب والقوى الوطنية.

غسان عثامله: دعم الاحزاب السياسية في الداخل خجول ولا يرقى الى مستوى معاناة الاسرى

غسان عثامله من الرينة، اسير محرر حيث قضى في السجون الاسرائيلية عدة دورات قال لـ"بكرا":اجمالا نحيي هذا الاحتفال بشكل سنوي بزيارة الاسرى في السجون واقامة مهرجانات، اما هذا العام فهنالك مسيرة ضخمة قمنا بها اجلالا وتقديرًا للاسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الاسرائيلية.

وأشار عثامله الى ان الاسرى الفلسطينيين اعلنوا أمس الجمعة الاضراب ليوم واحد في كافة المعتقلات.

وعن دعم وزارة الاسرى الفلسطينيين للاسرى في السجون الاسرائيلية اكد عثامله ان كل معتقل في الداخل الفلسطيني يحصل على مساعدات هو وعائلته من وزارة الاسرى الفلسطينية بشكل كبير حيث انها تهتم بجميع المعتقلين الامنيين وترعاهم منذ لحظة دخولهم الى السجن وحتى الخروج من السجن، من ناحية ومن ناحية اخرى استهجن موقف الاحزاب والقوى الوطنية والسياسية في الداخل الفلسطيني من قضايا الاسرى حيث ان دعمهم خجول ولا يرقى الى مستوى معاناة الاسرى، وبالنهاية اي دعم لاسير معين يصب في اطار المصالح الحزبية- "على حد تعبيره".

وعن العقبات التي واجهته بعد تحرره من الاسر اكتفى عثامله بالتعقيب : الاحتلال لا بد ان ان يضع العقبات امام السجين الامني في بعض اماكن العمل.

وليد شحادة: لدي شهادة بعلم النفس ولم استطع العمل بها كوني اسير امني

د. وليد شحادة اسير محرر من الناصرة حدث "بكرا" عن السبب في اسره قائلا: التهم الموجهة لي كانت انتمائي الى تنظيم فلسطيني ترعاه دولا عربية والتخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية في الداخل، حيث سجنت من عام 78 وحتى الـ85 وخرجت خلال صفقة تبادل الاسرى.

وتابع: في داخل السجن كانت لنا هيئاتنا التنظيمية المنتخبة ونشاطاتنا المستمرة مثل التربية التعليم واحياء المناسبات الوطنية، من ناحية اخرى لم يكن في ذلك الوقت هيئات تعنى بقضايا الاسرى المحررين عدا عن جمعية انصار السجين التي ساعدت قدر امكانياتها ، والاحزاب لم تتضامن مع السجناء حيث اعتبرونا مغامرين ومجانين. بينما اليوم الوضع يختلف حيث ان هناك هيئات مختلفة تدعم الاسرى بشكل عام، قاموا الاسرى ببنائها،الى جانب مساعدات تزودنا بها السلطة الفلسطينية.

وعن العقبات التي واجهته بعد خروجه من السجن ومعاناته في ايجاد عمل عقب شحادة بحرقة لـ"بكرا": بدون شك هنالك عقبات يواجهها الاسير الامني، منها الصعوبة في ايجاد العمل، حيث ان كل اماكن العمل التي تؤثر عليهم الدولة مغلقة امام الاسير، وانا حاصل على دكتوراة في علم النفس من اسبانيا، وبسبب كوني اسير امني لم توافق المؤسسات الاكاديمية على توظيفي، كما اننا لم نتلقى اي دعم من الاحزاب او القوى السياسية.

امين شرارة: العرب ايضا يرفضون توظيف اسرى امنيين

من ناحيته اكد الاسير المحرر امين شرارة لـ"بكرا" بان الاسير يواجه صعوبة في اكمال حياته بشكل طبيعي بعد التحرر من الاسر حيث افتتح حديثه قائلا: اتهمت بعلاقة مع تنظيم معادي وتهم مختلفة منها خيانة الدولة، وقد قاموا عندها بتضخيم التهم لكن في النهاية حكموني خمسة سنوات من 2002 حتى2007 ، وبعد ان خرجت واجهت صعوبات بالنسبة للتعليم والعمل حيث ان العرب ايضا كانوا يرفضون توظيف اسرى امنيين.

وتابع شرارة قائلا: اليوم انا طالب سنة ثانية في موضوع الهندسة في كلية سخنين ، وقد وصلت الى ذلك دون دعم من احد، حيث ان الاحزاب العربية في الداخل دعمها يقارب الصفر للاسرى، وفقط بما يخدم صورتهم امام شعبنا، من يقوم بالعمل هي هيئات اخرى مثل مؤسسة يوسف الصديق ورابطة الاسرى الفلسطينيين في الداخل، نحن فقدنا الامل من الاحزاب التي تبحث عن مصالحها ونامل ان تدعم الاحزاب قضايانا كما يجب وهو واجب عليهم ، وان تتوقف عن دعم مصالحها الذاتية والحزبية .

منير منصور: في السجون الاسرائيلية عمداء الاسرى كريم وماهر يونس اقدم اسيرين في العالم

منير منصور رئيس رابطة الاسرى الفلسطينيين في الداخل قال لـ"بكرا" بهذه المناسبة: يقبع في السجون الاسرائيلية من ما يقارب الـ111 اسيرًا من اسرى الداخل، منهم 14 اسيرًا تم اسرهم قبل اتفاق اوسلو، وهم اقدم المعتقيلن الفلسطينيين منهم عمداء الاسرى كريم وماهر يونس اقدم اسيرين في العالم .

وتابع: الرابطة تتفاعل مع موضوع الاسير بكل حيثياته وتفاصيله الى جانب النشاطات الجماهيرية الشعبية كما اننا نتبنى موضوع الاسرى بالمساندة المعنوية والمادية ونعمل على وصول الدعم للاسرى وتأمين محاميين لهم ،ونستمر بمتابعتهم منذ لحظة الاعتقال حتى اطلاق السراح.

كما اشار منصور الى ان عدد الاسرى الفلسطينيين عكس ما يشاع فانه يزيد في السجون الاسرائيلية حيث ان هناك 6500 اسير امني داخل السجون منهم 200 طفلا و467 اسيرًا محكومون مدى الحياة ،ومنهم 17 امراة وفتاة، مشيرا الى ان العدد يبدو وكانه يقل الا ان الاحصائيات تشير زيادة في العدد.

وعن الصعوبات التي تواجه الاسرى قال: اقول دائما ان معاناة الاسير لا تنتهي بخروجه من السجن بل عند خروجه من السجن هو يبدأ فصلا اخرا من المعاناة حيث يجد صعوبة في العودة الى الحياة الطبيعية عالاقل بالنسبة للاسرى اصحاب الاحكام العالية، حيث يعانون من مشاكل تأقلم في المجتمع واعادة تاهيله مسالة بحاجة الى متابعة، وهو امر يتطلب مجهود نظرا الى ان دور الاحزاب والمؤسسات شبه منعدم بما يتعلق بدعم الاسرى،حيث يتركونه وحيدا مما يسبب له مصائب اجتماعية وصعوية في التأقلم، دعم الاسير في تحرره لا تقل عن اهمية دعمه داخل المعتقل.

وتابع منصور عن دعم الاحزاب والقوى السياسية في الداخل موضحا: بصراحة الدعم متوفر بالحد الادني على الرغم من انه في السنوات الاخيرة هنالك قفزة نوعية  بتعامل الاحزاب والقوى الفاعلة مع قضايا الأسرى إلى أنها بحاجة الى ترتيب ومهنية بالتعامل، فالاهتمام مبعثر وموسمي وله علاقة بطبيعة الاسير وانتمائه السياسي، وكل فئة تعمل على حدا ، بينما نحن في الرابطة ننظر الى الاسير نظرة واحدة مهما كانت انتمائاتهم السياسية والفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]