دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، لعقد دورة خاصة، واستثنائية للمجلس المركزي لـ "م.ت.ف" بأقرب وقت ممكن، لتدارس الوضع الخطير في مخيم اليرموك، بعد دخول قوات "داعش" لمعظم أجزائه، وبعد دعوة فصائل فلسطينية، تشكيل غرفة عمليات سورية - فلسطينية «لتحريره» من إرهاب "داعش".

لا يختلف اثنان، على خطورة الوضع في مخيم اليرموك، خاصة وأن زهاء ١٨٠٠٠ لاجئ باتوا عالقين فيه، ما بين قوات "داعش" والبراميل المتفجرة .. وبين تدمير معظم مباني المخيم ومرافقه الحيوية، وبناه التحتية.

تعرض المخيم، في السنوات الأربع الأخيرة، الى شتى أنواع الحصار، والقصف، والموت جوعاً، والتهجير القسري وغير القسري، لدرجة بات الموت غرقاً، يساوي الموت جوعاً في المخيم.. لم يعد المخيم، يشكل مأوى للإنسان، وبات البقاء فيه مستحيلاً .. ولعله من نافلة القول، بأن ما يجري في المخيم، الآن، بات يشكل الحلقة الأخيرة، في مسلسل إلغائه .. الفلسطينيون من جهتهم، وجدوا في المخيم مأوى لهم، ووجدت الفصائل والحركات السياسية، فيه مقراً لممارسة نشاطاتهم.

حاول الفلسطينيون، عبر لجانهم الشعبية، وفصائلهم السياسية، تحييد المخيم، وقد نجحوا في ذلك، لدرجة بات فيها المخيم، يشكل مأوى للسوريين في الأحياء والقرى المجاورة للمخيم، وبعدها، قامت فصائل محددة، بمحاولة توريط المخيم، بالصراع الدائر في سورية، وقد نجحوا في ذلك، بعد جهود حثيثة ومتواصلة .. اصبح المخيم، بعدما كان «بيتاً آمناً» للجميع، ساحة حرب، وساحة صراع ودمار.

هاجر أهله، إلى أصقاع الدنيا، هروباً من الموت .. الموت تحت الدمار، او الموت جوعاً وعطشاً. ما جرى مؤخراً، كان الحلقة الأكثر خطراً، وتمثلت بسيطرة "داعش" على ما يقارب ٩٠٪ من جغرافيته، ولعل الأكثر خطراً من هذا الدخول المدمر، محاولة تغطية عمليات «تحريره» بغطاء فلسطيني.

لم تقم "م.ت.ف" ولا فصائلها السياسية والعسكرية، على امتداد تاريخها، بإعطاء غطاء فلسطيني، لاجتياح تجمع فلسطيني. مخيم اليرموك، هو جغرافيا سورية، له موقعه المميز، واحتلاله من لدن "داعش" جاء كحلقة من حلقات الصراع السوري - السوري الداخلي، وليس للفلسطينيين فيه ناقة ولا جمل!!

دفع سكان المخيم، أثماناً باهظة، من جراء هذا الصراع المسلح، دمرت منازلهم، وقضى بعضهم جوعاً وعطشاً من جراء الحصار، وسافر بعضهم تجاه الدول الاسكندنافية، دون ضمانات .. فمات المئات منهم غرقاً. في الحرب الأخيرة، حرب "داعش" ومحاولة إخراجهم من مخيم اليرموك، لم يتبق منهم سوى آلاف من المحاصرين، وكانت هناك جهود من هيئات دولية، في المقدم منها "الأونروا" لإخراجهم أحياء.

الحل الدولي الإنساني، هو الحل الأمثل، لإنقاذ هؤلاء، أما الحل العسكري، فهو حل يأتي في سياق السياسات الأمنية والعسكرية للسلطة السورية، هي تتمكن من القيام به دون مشاورة أحد، وقد ترى فيه أمراً مستبعداً، وهذا شأنها.

الحل الانساني، هو ما تتمكن "م.ت.ف" من الوقوف الى جانبه، ودعمه وإسناده، دون التطلع في اتجاهات أُخرى، لا طائل من ورائها، سوى خراب البيوت!!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]