تصادف اليوم السبت 18.4.2015 الذكرى التاسعة عشرة لمجزرة قانا الاولى التي ارتكبتها اسرائيل خلال عدوان نيسان 1996 على لبنان وأدت إلى استشهاد أكثر من 106 مدنيين وجرح المئات معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

في الثامن عشر من نيسان عام 1996 وبعد الثانية ظهراً بقليل أطلقت المدفعية الاسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، الكتيبة التي التجأ إليها ما يزيد على 800 من المدنيين الذين ظنوا أن مظلة المنظمة الدولية ستحميهم من ويلات "عناقيد الغضب" العدوان العسكري الاسرائيلي على جنوب لبنان بين الحادي عشر والسادس والعشرين من نيسان عام 1996والذي استهدف ضرب المقاومة بأسلوب الحرب عن بعد، حملة جوية شاملة وقصف من البر والبحر دون توغل بري، قَصفت مدن لبنان وقراه خلاله بما لا يقل عن 23 ألف قذيفة وانتهكت سماؤه بـ 523 غارة جوية حصيلتها خمس مجازر آخرها مجزرة قانا.

قرية قانا
"قانا" هي قرية لبنانية تقع 95 كيلومترا جنوب بيروت في قضاء صور من محافظة الجنوب.
تبلغ مساحتها حوالي 11 كليو متر مربع وعدد سكانها حوالي 20 الف نسمة بين مهاجر ومقيم.
ذكر في الإنجيل أن السيد المسيح قام بأول أعاجيبه في قرية قانا حين حول الماء إلى نبيذ، واختلف المؤرخون حول الموقع فمنهم من نسبه لقرية كفر كانا في الجليل أو قانا الجليل في فلسطين المحتلة أو عين قانا و هي قرية في جنوب لبنان .

مجزرة قانا الأولى
أثناء اجتياح الاحتلال الاسرائيلي لبنان عام 1982، عمد إلى إحراق مغارة قانا، وتذرّع جنوده بوجود مسلحين داخلها. وآثار الحريق ما تزال بادية على الجدران.

في أبريل 1996 شنت إسرائيل عملية عسكرية ضد حزب الله عرفت باسم "عناقيد الغضب" في وقت كانت إسرائيل ما زالت تحتل شريطا حدوديا في جنوب لبنان... وهربا من القصف المتواصل، لجأ نحو 800 مدني لبناني إلى مركز قيادة للقوات الدولية المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل) تديره القوات الفيجية في قانا.

وفي يوم الخميس 18 أبريل تعرض المركز إلى قصف مدفعي إسرائيلي أسفر عنه مقتل 106 مدنيين لبنانييين وجرح 116 آخرين إضافة إلى جرح اربعة من جنود القوات الدولية.

وتسبب ذلك في ادانة دولية واسعة، وفرض ضغوطا شديدة على الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها شيمون بيريز في ذلك الوقت .
وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو.

مجزرة قانا الثانية
حدثت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، سقط جراءها حوالي 55 شخصا، عدد كبير منهم من الأطفال الصغار الذين كانوا في مبنى مكون من ثلاث طبقات في بلدة قانا حيث انتشلت جثة 27 طفلا من بين الضحايا الذين لجؤا إلى البلدة بعد أن نزحوا من قرى مجاورة تتعرض للقصف بالإضافة إلى سكان المبنى.

قد قصفت إسرائيل المدينة للمرة الثانية بحجة أنها كانت منصة لاستخدام الصواريخ التي كانت تطلق على إسرائيل من حزب الله خلال عملية الصيف الساخن في لبنان وأكد حزب الله أن المبنى لم يكن فيه مقاتلين من حزب الله وأن كل من قتلوا هم من النساء والأطفال والشيوخ، فيما حمّلت إسرائيل على لسان الناطق باسم الجيش المسؤولية لحزب الله.

صمت لبناني


وقد مرت 19 عاما على المجزرة ، في الوقت الذي فيه العدو الاسرائيلي لا يزال خارج المحاكمة بسبب التقصير اللبناني من جهة وحماية المجتمع الدولي لـ"إسرائيل" من جهة ثانية، بحسب ما يقول لإذاعة النور الخبير في القانون الدولي الدكتور خليل حسين.

ويرى حسين أنه لو لجأت الحكومة اللبنانية آنذاك لمحكمة العدل الدولية، وتحديداً إلى معاهدة منع المجازر أو الإبادات الجماعية المعقودة في العام 1951 والتي وقعت عليها "إسرائيل"، فإن محاكمة العدو كان ممكناً من باب القانون.

ويشير الدكتور حسين إلى أن المجزرة، وإن مر عليها تسعة عشر عاماً من الزمن، إلا ان الدولة اللبنانية قادرة على محاكمة "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية، التي تبقى السبّاقة في هذا الإطار، لأنه لا مجال لاستخدام حق النقض إذا تم توثيق المجازر بشكل كافٍ.

من جلجلة أحزانها انتفضت بلدة قانا الجنوبية يعانق صليبها الهلال وتحمل في حنايا ضلوعها إباء الحسين وفي العروق صبرَ المسيح. من مجزرتها الأولى والثانية إلى مجازر المنصوري وسحمر والنبطية وغيرها، تبقى قانا شاهدة على جرائم تؤرَّخ للأجيال والعصور، وتكتب بالدم ما عجزت المحاكم الدولية عن تحقيقه في محاكمة "إسرائيل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]