ما من شك أن مسألة التجنيد الاجبارية المفروضة على الطائفة الدرزية في الجيش الاسرائيلي باتت جزءً لا يتجزأ من مسار الحياه لابناء الطائفة المعروفية من الشباب، حيث انه قد مر على قانون التجنيد الالزامي للطائفة الدرزية ما يقارب الـ50 عامًا ولم يتم الغاءه حتى الان، وكما يظهر فان الاطراف المختلفة، معنية بإستمراره، حيث لا تعمل على الغاء القانون او ابطاله.

من ناحية اخرى فان مسألة رفض الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الاسرائيلي هي مسألة من الصعب ان يتقبلها المجتمع الدرزي بسهولة، حيث انه يقوم بمحاربة الرافض ومحاولة التأثير عليه واقناعه واخضاعه للتجند في الجيش الاسرائيلي.

يوجد مجندين في الجيش الاسرائيلي من عائلتي حتى انهم يشغلون مناصب رفيعة

الشاب الرافض سيف ابو سيف ابن التاسعة عشر قال في هذا السياق: رفضت ان اتجند للجيش الاسرائيلي قبل ما يقارب العامين بعد أن أكتشفت هويتي، فأنا عربيّ وفلسطيني، وضميري لا يسمح لي أن أرفع السلاح بوجه أخوتي، علما أنه من جانب آخر هنالك مجندين في الجيش الاسرائيلي من عائلتي، حتى انهم يشغلون مناصب رفيعة.

وتابع ابو سيف حديثه: بعد رفضي سجنت لـ 15 يومًا، حيث تم وضعي في السجن الانفرادي بظروف قاسية ودون مراعاة لظروفي الصحيّة ، فأنا انني اعاني من مشاكل صحيّة في القلب، دون أن يُسمح لي بأن اعرض على طبيب خارجي خاص، وعندما خرجت من السجن انضممت الى حراك "ارفض، شعبك يحميك" واصبحت من الفريق المؤسس للحراك.

وأضاف: كان هناك ضغط كبير من قبل المجتمع الدرزي المحيط بي، حتى ان هناك من ابتعد عني وقاطعني بسبب رفضي التجند في صفوف الجيش الاسرائيلي.

وفيما يتعلق بالوعي بالنسبة لموضوع الخدمة الاجبارية في الجيش الاسرائيلي لدى الشباب الدرزي عقب قائلا: هناك تغييب على هوية الدرزي في الدولة، لذلك نحن نفتقر الى الوعي الكافي في هذا المجال، خاصة وان هناك طرق اغراء جديدة تتبعها الدولة لتجنيد الشباب الدروز العرب والمسيحيين في الجيش، ولكننا لن نتوانى عن محاربة التجند للجيش الاسرائيلي، وقد بدأنا نحن ايضا باتباع اساليب لم تسمح لنا من قبل مثل الحديث عن رفض التجنيد في المدارس.

بسبب رفضي، هناك من هاجمني من مجتمعي الدرزي واعتدى علي جسديا وهددني..

اما فادي ظاهر من الساجور الذي استطاع ان يخرج من مسألة التجند بصورة قانونية بدعم الحراكات الرافضة للتجنيد فقال معقبا لـ"بكرا": عندما وصلني امر التجند للجيش الاسرائيلي كان عمري 17 عاما وقد بحثت عن عدة طرق استطيع من خلالها ان لا اتجند ضمن صفوف الجيش الاسرائيلي، حتى انني عندما ذهبت الى المقر حاولت ان اقلل من قيمة بروفايلي امام الطبيب، حتى انني اصبحت اخترع امور تؤكد انني لا استطيع الخدمة في الجيش الاسرائيلي.

واستمر ظاهر بالحديث لـ"بكرا": في البداية واجهت صعوبة في تصديقي، حيث بدأت وعائلتي نعمل على الموضوع وحصلت على اوراق تؤكد صدق ما اقول.

وتابع: خرجت من الامر بطريقة قانونية لذلك لم اواجه عقبات من الدولة، علما ان مجتمعي الدرزي هاجمني بقوة وقد وصل الهجوم الى الاعتداء الجسدي والكلامي والتهديدات بسبب رفضي التجند في الجيش الاسرائيلي.

واختتم قائلا: انا رفضت ان اتجند لان العرب الدروز غير منسلخين عن مجتمعم العربي بل هم فلسطينيين ايضا علما ان هناك ضغوطات كبيرة عليهم تبدأ من جيل صفر في المدارس والشوارع بهدف اقناعهم للتجند.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]