ما زال اهل القرى المهجرة يبحثون عن الامل بالعودة لبلادهم في كل شبر من الأرض التي تركوها خلف الذكريات، وما زالت اشواقهم للأمس تلملم بقايا قصص تناثرت مع عبق التراب.

لوعة المسنين في بلاد لجوئهم ما زالت تلاحق اجمل لحظات عمرهم في قراهم المهجرة، فمنهم من اصبح زائرًا لأنقاض بلده وما تبقى من ركام بيته بعد ان كان من اهله، ومنهم من نسي دمعته حكاية شوق تقبّل كل شبر من ثرى ارضه التي هجّر منها، ومنهم من حرمتهم المسافات والحدود زيارة ارضه لتبقى اللوعة هي سيد الحكم في الموقف الأليم .

ولكن يبقى الحال هو نفسه لدى كل المهجرين من قراهم ببقاء العودة حلما ركب أعمارهم بطول انتظارهم لتحقيق العودة. كما هو حال الحاج عادل أبو الهيجا من مدينة طمرة ورئيس بلدية طمرة سابقا، الذي عاش حاملا مفتاح العودة في عيون احفاده .

شعور صعب 

الحاج عادل يتحدث لمراسل بكرا قائلا: ليس هناك اصعب من ذلك الشعور الذي يزورك كل يوم، بان ترى ارضك ومسقط رأسك امام عينيك، لا تبعد عنك سوى امتار قليلة ولا تستطيع العودة اليها والعيش فيها، فتبقى الحسرة والحرقة والشوق للماضي هما الزائر لي في كل عام بذكرى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.

وأضاف أبو الهيجا قائلا: انا اليوم ابن مدينة طمرة، بلدي الثاني الذي فتح ابوابه امامي حين خرجنا كلاجئين بعد تهجيرنا من بلدنا، وما زلت ابحث عن مفتاح العودة خلف كل حلم وأمل، لأني لم ولن انسى اني كنت يوما ابن قرية الحدثة التي عشت فيها أيام طفولتي والتي ولدت فيها بين اهلي واحبابي، ولم انسى اني خرجت منها مجبرًا تحت احتلال قضى على كل شبر من ارضي .

رغم ذلك، طمرة إحتضنتنا

وتابع ابو الهيجاء قائلا: صدقا، ما شعرت ليوم واحد اني لاجئ في بلدي طمرة، ولم اشعر يوما اني غريب في هذا البلد، بل على العكس كانت ابوابهم وبيوتهم مفتوحة امام وامام اهل قريتي التي هجرت، وما زلت حتى اليوم املك حبا كبيرا من اهل بلدي طمرة والدليل اني بفضلهم كنت رئيسا لبلدية طمرة لفترتين متتاليتين، وان دل على شيء يدل على صدقهم وحبهم الواسعين.

وأختتم: رغم كل ما قدموه اهل مدينة طمرة لنا كلاجئين، ورغم شعورنا اننا في بلدنا وبين أهلنا واحبابنا، الا اننا ما زلنا نفتقد ونحن لقريتنا الحدثة المهجرة، وما زلنا نلم بالعودة، وما زلنا حاملين حقائب الذكريات لنورثها لأبنائنا واحفادنا كي لا يضيع حق العودة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]