• اللجنة المركزية للحزب الشيوعي: نتائج الانتخابات تعيد إنتاج الأزمة السياسية والاجتماعية وتفرض تحديات كبيرة
• تأييد السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" للعدوان على اليمن هو خطأ فاحش يسيء للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة
• من أجل رفع الجاهزية الكفاحية والتصدي للعنصرية وبناء بديل ديمقراطي عربي-يهودي واسع في مواجهة التهديد الفاشي


عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي يوم السبت (18 نيسان 2015) دورتها قبل الأخيرة عشية إتمام المؤتمر السابع والعشرين للحزب، والذي سيعقد يوميْ الجمعة والسبت 29 و30 أيار المقبل.
وقدّم الأمين العام للحزب، الرفيق محمد نفاع، بيانًا توقف فيه عند المستجدّات السياسية في البلاد والمنطقة والعالم، لا سيما انتخابات الكنيست الـ20 التي جرت في 17 آذار الفائت، والتصعيد الحكومي لسياسة هدم البيوت العربية، والعدوان السعودي-الأمريكي على اليمن. وصدرت عن الاجتماع القرارات والتلخيصات التالية:

• الانتخابات أعادت إنتاج الأزمة

لقد أعادت نتائج الانتخابات إنتاج الأزمة السياسية والاجتماعية في إسرائيل، خاصة في ظل انعدام بديل حقيقي لطروحات حزب "الليكود" واليمين، إذ لم يقدّم "المعسكر الصهيوني" بديلاً حقيقيًا لاستراتيجية التنكّر الإسرائيلية للحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، ولا للعنصرية المستشرية، ولا للنظام الاقتصادي النيولبرالي المسؤول عن مآسي الفقر والبطالة وغلاء المعيشة.

إنّ تشكيل حكومة يمين ضيقة برئاسة نتنياهو، أو حكومة "وحدة وطنية" بمشاركة "المعسكر الصهيوني" وغيره، سيكرّس سياسة تعميق الاحتلال والاستيطان وإجهاض الحل السياسي العادل والعداء لحقوق العاملين والطبقات المستضعفة والجماهير العربية، ويفاقم خطر التدهور الفاشي وتقويض الحيز الديمقراطي، ويضع تحديات كبيرة أمام القوى المناضلة ضد الاحتلال والاستغلال والعنصرية.

يثمّن الحزب الشيوعي الإنجاز الهام الذي حققته القائمة المشتركة، بقيادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، برفع نسبة التصويت بين الجماهير العربية إلى نسبة 65%، وتشكيل القوة الثالثة في الكنيست، وتحدي سياسة الإقصاء ونزع الشرعية، وإيصال صوت الجماهير العربية إلى الرأي العام في البلاد. ويحيّى الحزب آلاف الكوادر الشيوعية والجبهوية ودورها الميداني الريادي في تحقيق هذا الإنجاز السياسي والانتخابي، والحدّ من ظواهر المال السياسي وصدّ مشاريع التفتيت والفتنة الطائفية التي تعصف بالمنطقة.

كما يحيّي الحزب النواب الثلاثة عشر المنتخبين، وخصوصًا أعضاء المكتب السياسي للحزب، الرفاق عايدة توما-سليمان ودوف حنين وعبدالله أبو معروف، والرفيق يوسف جبارين ورئيس القائمة المشتركة الرفيق أيمن عودة، على دورهم في طرح مواقف الحزب والجبهة والبرنامج السياسي للقائمة المشتركة خلال المعركة الانتخابية، أمام ملايين المواطنين العرب واليهود.

ويقيّم الحزب الشيوعي عاليًا الدور المتميّز للنواب الجبهويين السابقين، عضوا المكتب السياسي الرفيقان محمد بركة وعفو اغبارية، والرفيق حنا سويد، الذي مثلوا الحزب والجبهة وخطهما السياسي والنضالي المتميّز على مدار سنوات طويلة، على أفضل وجه. ويؤكد الحزب اعتزازه بثلاثتهم، وبشكل خاص بالرفيق محمد بركة الذي قاد العمل البرلماني والسياسي على نحو مشرّف للحزب والجبهة وخطهما السياسي.

• لإنجاح إضراب "يوم البيت"

يؤكد الحزب الشيوعي ضرورة صيانة وتطوير وحدة نضال الجماهير العربية في مواجهة التهديدات الوجودية على شرعيتها وعلى حقوقها القومية واليومية، والتي يجب أن تنعكس أيضًا في إطار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وتعزيز دورها النضالي كسقف وحودي جامع للجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل.

يدين الحزب الشيوعي تصعيد سياسة هدم بيوت المواطنين العرب في الجليل والمثلث والنقب والساحل، ويرى في هذا التصعيد محاولة لمعاقبة الجماهير العربية بعد الانتخابات. ويدعو الحزب إلى بذل أقصى الجهود لإنجاح إضراب "يوم البيت" في 28 نيسان الجاري، والمظاهرة المركزية التي ستقام في تل أبيب في نفس اليوم، وكافة النشاطات الاحتجاجية المرافقة ليوم الإضراب.
يدين الحزب الشيوعي الاعتداء العنصري الخطير على مقبرة قرية كفر برعم المهجّرة وكافة تجليّات العنصرية ضد الجماهير العربية، ويجدّد دعوته إلى تكثيف العمل على رفع الجاهزية الكفاحية من أجل التصدي للمخططات العنصرية والتهديد الفاشي، وبناء بديل ديمقراطي عربي-يهودي واسع.

• أعداء اليمن أعداء الشعب الفلسطيني

يدين الحزب الشيوعي العدوان الأمريكي-السعودي على اليمن، ويؤكد أنّ دعم قيادات فلسطينية لما يُسمّى "القوة العربية المشتركة" هو خطأ فاحش، يتناقض ومصالح الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة، ونضاله من أجل التحرّر من الاحتلال.

إنّ سياسة ابتزاز القرار السياسي الفلسطيني، تحت ملفيْ "المساعدات المالية" في الضفة الغربية و"إعادة الإعمار" في غزة، إذ تفضح مجددًا الدور التكاملي للعدوانية الإسرائيلية مع المطامع الأمريكية في المنطقة ومع الأنظمة العربية العميلة للاستعمار، وفي مقدمتها السعودية وقطر؛ فإنها تؤكد الطابع الاستراتيجي لتحالف ثالوث الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية. ويدعو الحزب السلطةَ الوطنية الفلسطينية وحركة "حماس" إلى إعادة النظر في هذا الموقف الخطير الذي يخدم أعتى أعداء شعوب المنطقة.

يستنكر الحزب الشيوعي تحريض المؤسسة الحاكمة في إسرائيل وأحزابها المختلفة على "اتفاقية لوزان" الخاصة بالمشروع النووي الإيراني. ويؤكد الحزب موقفه المبدئي الراسخ من أجل نزع المنطقة والعالم من كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل، ومطالبته بتطبيق المعاهدات الدولية على إسرائيل وفتح منشآتها النووية أمام وكالة الطاقة الذرية وفرق التفتيش والهيئات الدولية ذات الصلة.

يحيّي الحزب الشيوعي الصمود البطولي للشعب الكوبي والحزب الشيوعي الكوبي والقيادة الكوبية، على مدار عشرات السنين، في وجه الحصار الإمبريالي الجائر، والذي لم يفت في عضد تمسّكها باستقلالها الوطني وخياراتها الثورية، مما اضطر الولايات المتحدة إلى التراجع الجزئي عن هذا الحصار.

يدين الحزب الشيوعي التدخلات الأمريكية وزعزعة السلام والاستقرار بين الصين وجيرانها، واقتراح الأسطول الأمريكي السابع على دول الآسيان القيام بدوريات مشتركة في بحر الصين الجنوبي.

يدين الحزب العقوبات الأمريكية على فنزويلا، مؤكدًا أنّ السياسات الإمبريالية للولايات المتحدة هي التهديد الحقيقي للأمن القومي في أمريكا اللاتينية وفي العالم قاطبة، وهي العقبة الكأداء أمام السلام والاستقرار في العالم وأمام التنمية العادلة وحقوق الشعوب.

• يوم الأسير وذكرى الجلاء ومسيرة العودة

في يوم الأسير الفلسطيني، الذي حلّ في 17 نيسان، يؤكد الحزب الشيوعي موقفه الداعي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى السياسيين الفلسطينيين والعرب القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ويؤكد الحزب موقفه المؤيد لحق الشعب العربي الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكافة الطرق المشروعة والتي تخدم قضيته التحرّرية ونضاله العادل.

إنّ احتجاز واعتقال وأسر 850 ألف إنسان فلسطيني منذ عام 1967 وحتى اليوم، هي جريمة ضد شعب لا يناهز تعداد أفراده بضعة ملايين، تؤكد أنّ الاحتلال الإسرائيلي وتواصله هو جريمة تاريخية ضخمة لا مفرّ من معاقبة جناتها.

وفي عيد الجلاء السوري - ذكرى جلاء المحتلّ الفرنسي في 17 نيسان 1946 – يبعث الحزب الشيوعي بتحياته إلى الشعب العربي السوري الذي يواجه مؤامرة كبرى متعدّدة الأطراف لإعادة استعمار وطنه وتفتيت وحدته الوطنية. ويؤكد الحزب على موقفه القاضي بالانسحاب الإسرائيلي التامّ من مرتفعات الجولان العربي السوري، والذي أصبح مرتعًا لعصابات الإرهاب التي تعمل تحت أعين الاحتلال وبرعايته ورضاه.

ويدعو الحزب الشيوعي كافة أبناء وبنات الجماهير العربية، وجميع القوى الديمقراطية اليهودية، إلى المشاركة المكثفة في مسيرة العودة الـ 18 إلى قرية الحدثة، يوم الخميس 23 نيسان. ويؤكد الحزب على حق المهجّرين واللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، حسب قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها القرار 194.

• الأول من أيّار والنصر على النازية

يدعو الحزب الشيوعي كوادره والجمهور العام إلى أوسع مشاركة في نشاطات الأوّل من أيّار – يوم التضامن الأممي للطبقة العاملة - لا سيما المظاهرة المركزية في الناصرة والمظاهرة القطرية في تل أبيب.

ويحيّى الحزب النضالات العمّالية التي يخوضها عاملون يهود وعرب في كافة أنحاء البلاد، وجميع النضالات البيئية والاجتماعية العادلة، داعيًا قيادة نقابة العمّال العامة (الهستدروت) إلى تصعيد النضال الشعبي ضد الطغم الرأسمالية وخدمها الحكوميين، وإلى الإحياء الرسمي للأول من أيار والالتزام بمضمونه الطبقي والأممي في مواجهة هذه الحكومة التي تؤجّج العنصرية لضرب وحدة نضال الطبقة العاملة في البلاد.
ويشيد الحزب بالنضال الذي بادرت إليه كتلة "الجبهة" البرلمانية في الكنيست الـ19 لرفع الحد للأجور، والذي أثمر برفع الحد الأدنى بـ 350 شيكل، ابتداءً من شهر نيسان الجاري. ويدعو الحزب إلى مواصلة وتصعيد وتوسيع هذا النضال على كافة الصعد البرلمانية والنقابية والشعبية.
وعشية ذكرى النصر على النازية في التاسع من أيار، يؤكد الحزب الشيوعي على وجوب استيعاب العبر التاريخية من هذا اليوم المفصلي في تاريخ البشرية المعاصر، بما في ذلك في ما يتعلق بالوضع الراهن في البلاد، وتعزيز الكفاح الديمقراطي والتقدمي ضد كافة أنواع العنصرية وفي مواجهة التهديد الفاشي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]