بيب غوارديولا و لويس انريكي وجها لوجه...سنتان بعد الصفعة الالمانية التاريخية التى تلقتها الكرة الاسبانية وسيدة ايطاليّة عجوز عرفت بـ "يوفنتوس" تعود عبر بوابة " المختص الاوروبي" مدريد لاستنشاق عطر المربع الأوروبي القوي بعد غياب دام اثنتي عشرة عاماً.

هذه العناوين السريعة لمباراتي مايو الساخن أو"الطريق نحو برلين" الذي لا يحتمل هذا الموسم سوى الاقوياء في مسابقة رفضت دخول ما يسمى لدى الصحافة الاوروبية "بالاثرياء الجدد".. من باريس سان جيرمان و تشيلسي و السيتي.. لتحتفل بالأندية العريقة صاحبة المجد و التاريخ في ملاعب القارة العجوز: ريال – بايرن – برشلونة - يوفنتوس.. او 21 لقبا لابطال اوروبا بينهم مجتمعين).

مربع رفض فتح أبوابه " للأثرياء الجدد " في الكرة الاوروبية.. من أندية صنعت بريقها الحديث بأموال الاستثمار الأجنبي و بصفقات مليونية على المقاس, جعلها متهمة بعدم احترام "الروح الرياضية المالية" أو سياسة الانفاق الرشيد المفضلة لدى رئيس اليويفا (الاتحاد الاوروبي لكرة القدم) بلاتيني.

نعم رفضت أوروبا, عبر مربعها الأخير تواجد باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وتشيلسي و شاختار وموناكو, أو" أغنياء جدد " بطموحات كروية لا محدودة بفضل أموال قطرية و إماراتية أو روسية أو حتى سنغفاورية إن شئتم ومتهمين بسياسات إنفاق لا مشروطة قد تشوه طبيعة المستديرة لتضعها من جديد في قبضة لعبة المال المفرط.
لقد فتحت أوروبا ذراعيها لإسبانيين عريقين.. بحجم الريال و برشلونة... و لفريق هو ماكينة ألمانية لا تتعب تسمى بايرن ..هي منذ سبعينيات القرن عنوان رئيسي و اعتيادي للمسابقة القارية الأغلى. و صحبة هذا الثلاثي الكبير.. يلتحق " اليوفي " في مهمة خاصة في اتجاه العاصمة برلين و هي أساسا مهمة ثأرية لنسيان " امستردام 98 " , حين ضُربت السيدة الايطالية مند 17 عاما من طرف ريال مدريد في العاصمة الهولندية .

مربع أوروبا بثلاثة أندية توجت بلقب الأبطال في السنوات الأربع الماضية: البرسا في 2011 , بايرن في 2013 و ريال مدريد 2014.

أبطال العالم للاستحواذ وجها لوجه..
بايرن ميونخ - برشلونة: أو مدرب عالمي تحت مجهر الصحافة الدولية يعود لمواجهة فريق فاز معه بكل الألقاب (6 بطولات لاليغا كلاعب). عودة رجل صنع "التيكي تاكا" أو لعبة التمرير الشهيرة تكريساً لمبدأ كروي بسيط لكن في غاية الفعالية : "الاستحواذ على الكرة .. أفضل طريقة للهجوم و للدفاع أيضاً ".

مدرب لعب إحدى عشرة سنة مع أكابر البرسا (1990-2001) ولاحقا أحرز في النو كامب كمدرب أربعة عشر لقباً كاملاً بين 2008 و 2012 منهم 3 بطولات للدوري الاسباني ولقب أندية دوري الأبطال مرتين (2009 و 2011).

بيب عائد الى برشلونة يوم السادس من مايو ليسترجع جانباً من وجدان وعاطفة تركهما في بلاد الكاتالونيا عام 2012 وللركون إلى راحة اختيارية في الولايات المتحدة, قبل خوض التجربة الألمانية انطلاقاً من يونيو 2013 حين صُفع البرسا من بايرن "بسباعية القرن" كان بيب حينها يسعى جاهداً لتعلم اللغة الألمانية في مقر إقامته بنيويورك .

إذن حوار على خلفية سابقة تاريخية.. مثلت إلى الآن أعرض انتصار في تاريخ البطولة القارية ضمن أدوارها نصف النهائية بسبعة أهداف دون رد للبافاري في مرمى الكاتالونيين بين الثالث والعشرون من إبريل والأول من مايو 2013.

هي أيضاً موقعة النجوم: لاعبين كانوا أو مدربين... لأنها موقعة تضم ريبيري ومولر وليفاندوفسكي ونوير وميسي و نيمار و سواريز و إنييستا ..وأيضاً مدربين بسمعة غوارديولا و لويس انريكي, زميلين سابقين في بلاوغرانا منتصف التسعينيات.مدربان توجا مع بعض بألقاب قارية لكاس الاتحاد و للسوبر الأوروبي مثلاً عام 97.

بايرن – برشلونة: المصنفة كمواجهة بين أفضل فريقين أوروبيين حالياً .. بين "ابطال العالم للاستحواذ". و قد لخصها بيب في اول تصريح فوري بعد قرعة الجمعة بقوله: "ستبقى مباراة في كرة القدم.. رغم نجوميتها الساطعة من الولادة..وسيكون يوم بالنسبة لي بمشاعر خاصة و مثيرة".

السيدة العجوز.. في تحدي عملاق أوروبا
يعود يوفنتوس الايطالي إلى نصف النهائي لاول مرة مند 2003.. و من عجائب المستديرة وعدم احترام تاريخها أن يتم اعتبار "السيدة العجوز" بطلة الكالتشيو في 30 مناسبة و بطلة أوروبا كالطرف الأضعف في مربع الأبطال.. و هو استنقاص صريح لتاريخ فريق عريق يستعد للتتويج رسمياً بعد أيام قليلة بلقب الدوري الايطالي للمرة الرابعة على التوالي.
يوفنتوس – ريال: إعادة لنهائي المسابقة في آرينا أمستردام سنة 1998, والذي حسمه بيدراغ مياتوفيش لمصلحة القلعة المدريدية بهدف متاخر وقاتل.. أو كذلك إعادة لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2003, حين تأهل زملاء الحارس بوفون آنذاك في طريقهم نحو النهائي الايطالي الخالص بمدينة مانشستر ضد جمعية ميلان.

يوفنتوس الذي سيتحدى ريال مدريد بلا خوف أو ضغوطات هو الخطر الحقيقي الداهم على حامل الكأس ذي الأذنين.. بوترتغينيو ولأنه يعرف الكرة وتاريخها أكثر من غيره أكد أن "رحلة الحادية عشرة" لن تكون سهلة للمدريدي..ابعد من ذلك بكثير.. هي فعلا مباريات قليلة أخيرة للاحتفال بأندية الصفوة صاحبة التقاليد الكروية المجيدة.. فأوروبا المحافظة لا تزال رافضة لأثريائها الجدد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]