كثيراً ما تأخذ الأضواء بعض النجوم الى عالم مخملّي يُبعدهم عن أقرب مشجّعيهم ومحبيّهم .. فيعيشون في عَظَمة التباهي وأبراج الغرور ، لإعتقاد سائد عندهم بأن نجوميّتهم لا تسمح لهم بالتواصل مع الناس مهما كان رفعة شأن هؤلاء الناس ، لأن الفنّ يصعد بهم الى قِمّة سقفها عاجيّ ، تفرض عليهم برستيجاً لا يمكنهم تجاوزه والاّ سقطوا الى منحدر لا يمكنهم القيام منه ولو فعلوا المستحيل… لكن بعض الفنانين ، على خلاف ذلك ، أرادوا منذ إنطلاقتهم ان يبقوا مع الناس ويعيشون معهم ، يتكلمون عن مختلف قضاياهم ويتقبّلون منهم المديح كما السيء .. لإعتقادهم أنهم أبناء هؤلاء الناس وأخوانهم .. وما هم الاّ حالة يجسّدونها عن وجعهم وحبّهم وفرحهم .. فيلتصقون بهم ويكبرون وينجحون معهم وبهم .

ومن الفنانين النجوم .. الذين إختاروا مسار التقّرب والتحبّب ، النجمة العراقية ” كلوديا ” التي ما قتئت منذ إنطلاقتها تعيش حالات ناسها ولم تتوانى لحظة عن التقرّب منهم إن كان بأغنياتها أو بوجودها على المسرح واختلاطها بالمعجبين وإلتقاط الصور معهم والتحدّث إليهم ، ومشاركتها بكل قضاياهم – الحياتية منها والإجتماعية – ناهيك عن دردشتها اليومية على مواقع التواصل الإجتماعي .. اذ تعمد شخصيّاً على محاورة المعجبين الذين يطلبون الدردشة معها.

 وقد حملت وما زالت تحمل هموم قضيّة بلدها الام العراق وقضية بلدها الثاني مصر حيث تًقيم وقضايا الأمة العربية جمعاء، معتبرةً أن الإجرام دخيل على هذه الأمة الشريفة وشعبنا بريء من كل هذه الأعمال. ” كلوديا ” فنّانة مثّقفة تعيش التواضع وتأنس بوجودها العفوي بين الناس ، وقد سخّرت الفنّ لأحاسيسها التي ما إبتعدت يوماً عن معجبينها .. فأضحت رمز الفنان المتواضع الذي كبر ويكبر بمحبة الأقربين والأبعدين .. وما همّها يوماً أن تسكن البرج العالي بل همّها الوحيد مشاركة الجميع بنجاحاتها لانها منهم وهم جزء لا يتجّزأ من مشوارها الفني والحياتي..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]