تشكُو الدَّانمارك في السنوات الأخيرة، من تدني نسبة الولادات إلى حد أنَّ دعوات جرى إطلاقها اعتبرت ممارسة الجنس في سبيل تكاثر مواطنِي البلاد واجبًا وطنيًّا، في ظلِّ تزايد نسبة الشيخوخة، وتراجع نسبة الشباب والساكنة النشيطة في المجتمع.

وباتَ معدل الخصوبة في الدانمارك منذُ ثمانينات القرن الماضي، دُون معدل تجدد الساكنة، حتى أنه نزل إلى 2.1 طفل لكلِّ سيد، وبلغَ 1.67 طفل لكل سيدة، سنة 2013، الأمر الذِي دفع الحكُومة إلى أن تعمد بتعاون مع المجتمع المدنِي إلى خوض حملات للتشجِيع على الإنجَاب.

ومنْ أوجه التحفيز أنْ صار الأساتذة في مدارس دانماركيَّة يتحدثون أمام مراهقين عن الموضوع، فيما تنشطُ جمعيَّة "جنس ومجتمع"، لتوضيح جملة من أمور التربية الجنسية، سواء تعلق الأمر بالسيدا أوْ بالإجهاض. كيْ لا ينفر المراهقُون من الإنجاب مستقبلًا.

"فيما مضى كنَّا نتحدثُ عن الجنس فقطْ من زاوية المضار التي قد تترتب عنه وسبل الوقاية التي يمكنُ الأخذ بها كيْ لا يحصل الحمل"، توضحُ مديرة جمعيَّة جنس وتربية، مريان لمهولتْ.

من جانبها، أصدرت وزارة التعليم في الآونة الأخيرة بيانًا تحبذُ فيه مقاربة جديدة، أكثر إيجابيَّة حول الصحة والجنس، منْ خلال عدم الاقتصار على ذكر السلبيَّات وإنمَا الإشارة إلى السعادَة التي قدْ يحققها، في إشارة إلى إنجاب الأطفَال".

ومنْ ثمَار الحملة التي تم إطلاقها أنَّ عدد المواليدْ زاد بألف خلال 2014، وهو رقم لا يزال متواضعًا، الأمر الذي جعل شعار "الجنس واجبًا وطنيًّا" يكتسى طابعًا تجاريًّا، وقدْ باتت الشركات تطلقُ حملات لتشجيعه.

وأطلقت شركة "سبيس" السياحيَّة في الدانمارك العام الماضي حملة لتوضح حجم ملاءمَة المضي في عطلة لممارسة الجنس، سيما أنَّ 10 في المائة من الدنماركيِّين زرعُوا في أرحام أمهاتهم خارج بلادهم. الشرطة اتخذتْ شعارًا "افعلها لأجل الدانمارك" "Do it for Denmark"، وتقترحُ رحلات أرخص على الأزواج.

الأكثر إغراء من ذلك، أنَّ الشركة تهدِي الأسرة التي حملتْ فيها الأم أثناء السفر، عربة أطفال وحفاضات على مدى ثلاثة أعوام، وهو ما نال إعجابًا وسط متابعِي الإشهار. فيما كان ممثل فرنسي أطلق موقعًا في 2013 أسماه "مستعد الآن لطفل" بغرض تأمين منصة للتعارف بين شركاء يريدُون إنجاب الأطفال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]