تحتفل الطائفة السامرية البالغ عدد معتنقيها 746 شخصا، موزعين على منطقة جرزيم، ومنطقة حولون، قرب تل أبيب، بأعياد التوراة السبعة فقط، وهي عيد الفصح، وعيد الفطير "العجين غير المختمر"، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش "المظال"، والعيد الثامن أو فرحة التوراة.

وفي هذه الأعياد، يحج السامريون إلى جبلهم المقدس "جبل جرزيم" ثلاث مرات سنويا، أثناء عيد الفصح وعيد الحصاد وعيد العرش.

نحر أبناء الطائفة السامرية، مع غروب شمس، أمس السبت، 55 خروفا، على قمة جبل "جرزيم"، بمدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، احتفالا بعيد "الفسح" على حد نطق السامريون، ورددوا ترانيم من التوراة، بحضور رسمي وشعبي فلسطيني وإسرائيلي.

وعلى وقع ترانيم تلاها الكاهن الأكبر للطائفة عبد الله واصف، برفقة كهنه آخرين ذبحت الخراف بجزة واحدة.

جز رقاب 55 خروفاً

ويقول خضر الكاهن، أحد كهنة الطائفة السامرية على هامش الاحتفال "اليوم جزت رقاب 55 خروفا، مرة واحدة وهذه شروط للعيد، شريطة ألا يتجاوز عمر الخروف السنة"، بحسب ما ذكرت "الأناضول".

وأضاف "اليوم هو أفضل أيام السنة، نتقرب إلى الله بيوم الحرية وخلاص بني إسرائيل من عبودية فرعون".

ويرتدي السامريون في العيد اللباس الأبيض، ويدعون الله بإحلال السلام في العالم.

روحي مفرج، أحد أبناء الطائفة يقول "هذا يوم سلام للعالم، فيه نفرح من خلاص بني إسرائيل من عبودية فرعون"، ويضيف "نصلي للسلام من أجل العالم من أصغر طائفة على وجه الأرض".

وعقب نحر الخراف يتبادل السامريون التهاني بالعيد، بينما يضعون دماء خرافهم على جباههم.

الرئاسة الفلسطينية تشارك المحتفلين

وحضر العيد محافظ نابلس أكرم الرجوب، ورئيس بلديتها غسان الشكعة، وحسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية، وجمع من رجال الأعمال الفلسطينيين، إلى جانب وفدود إسرائيلية وضباط ومستوطنين يهود.

ويقول الرجوب "هذا نموذج للتعايش لا يوجد له مثيل، في نابلس يعيش المسلم والمسيحي والسامري معا إخوة متحابين".

ويضيف "نحن هنا اليوم لنؤكد أن السامريين جزء من الفسيفساء الفلسطينية".

لغة خاصة

ويتحدث السامريون لغة خاصة، إلى جانب إتقانهم اللغتين العربية والعبرية، ويعيشون في نابلس منذ أن قدموا فلسطين، وتربطهم علاقات اجتماعية وصداقة مع الفلسطينيين، وتربطهم أيضا علاقة جيدة مع اليهود.

وعيد الفصح هو أحد الأعياد الرئيسية في الديانة اليهودية، ويحتفل به لمدة 7 أيام، لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية، كما يوصف في سفر "الخروج".

ويأكل السامريون جزءا من قرابينهم ويحرقون ما تبقى منها قبل بزوغ الفجر.

ويعتقد السامريون أنهم بقايا شعب بني إسرائيل، ويرفضون أن يطلق عليهم اليهود، مؤمنين بالأسفار الخمسة (التكوين – الخروج – اللاويين – العدد – التثنية)، والتي لا تتطابق مع الأسفار الخمسة التي يؤمن بها اليهود اليوم، وتعتبر السمرية هي أصغر طائفة في العالم من حيث العدد ومامكن التواجد.

كما يعتقد السامريون أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، ويقدسون جبل "جرزيم" بنابلس، حيث يسكنون منذ سنوات، وما يزالون يمتلكون عقارات بنابلس، ويعملون في الحكومة الفلسطينية والمؤسسات رغم أنهم يحملون الهوية الإسرائيلية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]