تشهد مدينة تل ابيب منذ ايام اندلاع مواجهات بين متظاهرين من اليهود الفلاشا "الاثيوبيين" والشرطة الإسرائيلية التي استخدمت قنابل الصوت والغاز لمنعهم من الاقتراب من مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثناء احتجاجهم على عنصرية الشرطة، وذلك في اعقاب اعتداء الشرطة الاسرائيلية على جندي اسرائيلي اثيوبي.

ومن الملفت انه قد اصيب خلال هذه المواجهات عدد كبير من عناصر وافراد الشرطة الاسرائيلية ،على الرغم من ذلك فان الشرطة لم تنتهج سلوكها المعتاد مع الاثيوبيين مقارنة بالسلوك الذي تتعامل به مع العرب والهمجية والاعتداءات واطلاق النيران في حالات او تظاهرات اقل حشدا وعنفا من مظاهرات الاثيوبيين.

في هذا السياق قام "بكرا" برصد اراء الشارع العربي حول سلوك الشرطة غير الاعتيادي، وحول مسألة الى اي مدى ممكن ان يدعم ويتضامن المواطنون العرب يهود الفلاشا وقضيتهم على الرغم من انه في حالات مشابهة مر بها المجتمع العربي فان الاثيوبيين اظهروا وجها عنصريا تجاه العرب، ولم يدعموهم في قضاياهم، بل وأيدوا العنصرية والفاشية التي تتبعها سياسة الدولة ضدهم "على حد تعبير البعض".

الاثيوبيون يطالبون بالحصول على الزبدة والقشطة بينما نحن نطالب بالخبز والماء

عبدالله زعبي من سولم عقب في هذا السياق قائلا: اولاً أؤيد وأدعم مطالب كل فئة مسحوقة ومستضعفة، اعتقد ان مواطني دولة اسرائيل القادمين من اثيوبيا ينتمون لهذه الفئات، لكن يجب الحذر في المقارنة بين حالتنا وحالتهم، واعتقد ان هنالك اختلافات جوهرية بين الحالتين.

وتابع زعبي لـ"بكرا" مفسرا: الاختلاف الاول ينبع من مضمون المطالب، الاثيوبيون يطالبون بالحصول على الزبدة والقشطة بينما نحن ورغم كوننا السكان الأصليين ما زلنا نحارب من اجل الحصول على الخبز والماء، منح الدولة الحقوق للاثيوبيين يندرج تحت إطار اتفاقية مبرمة بين الطرفين حيث ان الإثيوبيين اعتلوا الطائرات قادمين لإسرائيل بعد ان وعدوا بالحصول على الامتيازات والحقوق والخيرات مقابل قدومهم الى هنا لأغراض ديموغرافية بحتة بينما نحن ولدنا هنا، نحن خارج اي اتفاقية، لا تنطوي وتنطلي علينا مثل هذه الاتفاقيات كوننا أقلية اصلانية ومن المفروض المطالبة بحقوقنا حسب هذا المبدأ .

واختتم قائلا: أعجبني زخم نضالهم وتجنيدهم للمظاهرات والمحاولة لتسليط الضوء على قضيتهم، من هذه الأمور التقنية كنت أتوقع من قيادتنا وشعبنا ان يحاولوا اتباع نفس هذه الطرق

الاثيوبييون لهم مكانة تفوق مكانتنا في الدولة

من ناحيته جمال عبد الخالق من الناصرة قال لـ"بكرا": لو كنا مكانهم فانه كان من الممكن ان تشن حرب كاملة وان تباد قرانا العربية بسبب اصابة 50 شرطيًا عدا عن العنف الجسدي ورمي الشرطة بالزجاجات الحارقة، بالتاكيد لو كانوا عربا لكانت حصيلة التظاهرات مجازر والاف القتلى.

وتابع: لدينا مطالب اكثر واقوى، ولكن تعامل الشرطة مع العرب يختلف كليا، وبصراحة انا اشعر بأن الاثيوبيين لهم مكانة تفوق مكانتنا بالدولة.

لو كان المتظاهرون عربا لكانت الشرطة لم تتوانى في اطلاق النيران عليهم

اما محمد شيني من المغار فقال: لديهم جرأة اكثر منا ، ومن ناحيتي فانني اتضامن مع كل انسان مظلوم او يعاني من التمييز.

من ناحية اخرى تطرق شيني الى الفرق في معاملة الشرطة مع المتظاهرين العرب ومع الاثيوبيين حيث قال: لو كان المتظاهرون عربا لكانت الشرطة لم تتوانى في اطلاق النيران عليهم علمًا ان قضية الاثيوبيين عادلة ويحق لهم التعبير عن غضبهم.

محمد عابد من الناصرة اكد في حديثه إلى "بكرا": لا أدعم قضيتهم علمًا ان ما يحصل لهم ليس عادلا او بحق، الا انهم هم اختاروا التواجد والعيش هنا في الدولة.

هيثم ملحم من الناصرة عبر عن موقفه مشيرًا: انا ضد الاعتداءات والقمع بحق أي انسان لأنه عنصرية الدولة لا تلغي انسانيتنا. وتابع: ما حصل للاثيوبيين في تل ابيب يدل على حقارة سياسة الدولة وتمييزها لا يقتصر فقط على العرب.

الاسرائيليون بطبعهم عنصريون ومقسمون الى درجات ولا يوحدهم الا العداوة للعرب

وقد اعلن امين شرارة من الناصرة عن عدم تضامنه مع الاثيوبيين معللا ذلك لـ"بكرا": اولا شرطه اسرائيل هي عبارة عن عصابه لا يحكمها قانون تفعل ما يحلو لها ولا يوجد من يحاسبها انا فرح لما يحدث اليوم من مظاهرات تظهر قباحة وعنصرية جهاز الشرطه، فالاسرائيليين بطبعهم عنصريين ومقسمون الى درجات ولا يوحدهم الا العداوة للعرب حيث انه لو قام العرب بمظاهرات مماثله لكان هناك الاف الاعتقالات وعشرات القتلى بحجة الامن أرجو.

وتابع: ارجو ان تكون هذه رسالة لمن يعتبرون انفسهم منتخبو وممثلو جمهور ، كما اوجه رسالة للذين يشاركون الاثيوبيون غضبهم واقول لهم شعلة اشتعلت بسبب ضرب اثيوبي واحد ماذا عن كل ما مر به العرب من قتل وذبح وتهجير وتضييق اين انتم من ذلك؟ ايهمكم الموضوع اصلا؟ ام ان الانتخابات قد انتهت وانتهت معها الوعود والكلام المعسول والوعود.

واضاف: من ناحيتي ان ما يفعله الاثيوبيون اليوم اقل ما يمكن فعله امام دوله فاشية وكان بالحري بالعرب ان يفعلوا اكثر من ذلك منذ زمن لانه يجب وضع حدود للشرطة الاسرائيلية منذ زمن

وقال يزن عابد من الناصرة: نضالهم عادل، لان كل الناس تطالب بحقها بالعيش الكريم والمساواة، لذلك علينا ان ندعمهم في نضالهم. وانا شخصيا احترم كل شخص يطالب بحقه ويحاول القضاء على العنصرية بمختلف اشكالها.

لا يمكن التغاضي على ان الاثيوبيين هم يهود ويتعاملون معنا نحن العرب بعنصرية 

صلاح كريم من كفركنا عقب بدوره قائلا: انا شخصيا اقف الى جانب اي مظلوم على وجه الارض بغض النظر عن دينه او جنسه او لونه، وانا مع المساواه والعدل واعطاء كل ذي حق حقه، لكن الى جانب ذلك لا يمكن التغاضي على ان الاثيوبيين هم يهود وان كانوا مسحوقين وهم يتعاملون معنا نحن العرب بعنصريه، وعليه فانني اتضامن معهم كونهم يعانون من تمييز عنصري داخل الاكثريه اليهوديه واتمنى منهم ان لا يعاملوننا بعنصريه كونهم تجرعوا من كاس العنصريه وعليهم ان لا يعاملون الآخرين بها.

ممكن ان نستغل هذا النضال لطرح قضايانا كمواطنين عرب يعانون من العنصرية ومن معاملة الشرطة

المربي شرف حسان من طمرة قال مختتمًا: اليهود الاثيوبيين هم شريحة مستضعفة من المجتمع اليهودي وهم يعانون من العنصرية المتفشية في المجتمع اليهودي لذا علينا ان نتضامن مع نضالهم كموقف انساني وعلينا ايضا ان نستغل هذا النضال لطرح قضايانا كمواطنين عرب كاول من يعاني من العنصرية ومن معاملة الشرطة.

وتابع: صحيح انه لو كانت مظاهرة الامس لمواطنين عرب لكانت انتهت بالكثير من الدم والقتل، مع هذا علينا ان نتضامن مع ضحايا السياسة الاسرائيلية حتى داخل المجتمع اليهودي. من ناحية سياسية، يجب ابراز التناقضات داخل الفكر والممارسة الصهيونية المهيمنة وداخل المؤسسة الاسرائيلية وقصة اليهود الاثيوبيين هي مثال لمثل هذه التناقضات.

واختتم قائلا: موقفنا المبدئي كعرب من مثل هذه القضايا يعزز من موقفنا وادعاءاتنا المتعلقة بسياسة الدولة. غضبنا على سياسة الدولة وعلى العنصرية الموجهة ضدنا كعرب من قبل الكثيرين من ابناء الاغلبية اليهودية، يجب ان لا يقابل باراء عنصرية تجاه الفئات المستضعفة داخل المجتمع اليهودي ، انما بنضال مثابر ضد سياسة الدولة وضد المصادر البنيوية للعنصرية في البلاد والتضامن بين الفئات التي تعاني من هذه السياسة هو مركب هام في هذا النضال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]