لم يرض ان يكون أداة وآلة حرب بيد الجيش الإسرائيلي، فرفض الخدمة العسكرية الاجبارية ليكمل مسيرة اخيه الأكبر عمر سعد، الذي ينفذ عقوبة السجن لرفضه الخدمة الاجبارية ويعلن بعدها انه لم ولن يكون خادما في جيش الاحتلال، فعلى هذه الدرب أكمل مصطفى سعد، شقيق عمر سعد، من قرية المغار، طريق الرفض للخدمة العسكرية الاجبارية وهو مقتنع تماما بالعقوبة التي تنتظره خلف رفضه .

مصطفى سعد الذي كبر وتربى وعايش على انه ابن الشعب الفلسطيني وعلى الايمان بالحرية وبحق الحياة، ترك رسالة لأبناء شعبه وطائفته الخادمين في الجيش قائلا فيها: قارنوا أنفسكم بالمجتمع الاخر، وانظروا الى أنفسكم، ثم قرروا الخدمة في جيش دولة لا تراكم سوى أداة قتل وهدم.

اسباب الرفض

وفي هذا السياق تحدث مراسلنا الى مصفى سعد الذي أكد رفضه قائلا : انا مقتنع تماما بقرار الرفض، والأسباب كثيرة، ومن أهمها اني خلقت وتربيت وكبرت على اني ابن الشعب الفلسطيني , فكيف أكون قاتل ابن شعبي في يوما ما ؟

وأضاف قائلا : انا اليوم اكمل مسيرة اخي عمر سعد الذي سبقني في الرفض والذي ينفذ عقوبة السجن، وانا اعي تماما ماذا ينتظرني خلف رفضي للخدمة الاجبارية، ولست خائفا من تلك العقوبة، لاني ادرك تماما اني في الطريق الصحيح، و واني لا يمكن ان أرى نفسي يوما من الأيام قاتل ابن شعبي او هادم بيت اخي. كما اني اعرف تماما ان السجن وعقوبة السجن هي ليست مكاني ولا احد يحب ان يقبع خلف قضبان السجن.

وحول انتقادات أبناء بلده من الطائفة الدرزية والخادمين في الجيش قال: نظرا الى اني ابن الطائفة الدرزية التي فرض عليها الخدمة في الجيش , الا اني أرى هناك من يؤيدني ويدعمني. ولكن رغم كثرة المعارضين والمنتقدين الا اني انفّذ ما هو انسب الي وما تربيت عليه وما انا مقتنع في فعله، فليس دائما الآراء الكثيرة هي الصح وانا مقتنع تماما وراض بقراري الى اين انا ذاهب وفي أي اتجاه .

رسالة إلى المجتمع الدرزي 

وفي رسالة من مصطفى سعد الى أبناء الطائفة الدرزية وأبناء شعبه الخادمين في الجيش قال: قارنوا أنفسكم بالاخرين وبالمجتمعات الأخرى وبعدها قرروا . للأسف اوضاعنا من أسوأ الأوضاع في في كافة المجالات. من الناحية التعليمية الى الثقافية والبطالة وغيرها الكثير من جميع الاتجاهات، وحتى أننا لا نشهد أي مساواة بيننا وبين أي مواطن اخر في هذه البلاد، فكيف أكون خادما في جيش دولة لم تمنحني حتى حق العيش بكرامة .

وتابع سعد برسالته قائلا: أي جيش سنخدم ؟  فهذا الجيش الذي احتل وقتل أبناء شعبنا وما زال يمارس كل جرائم الحرب والعنصرية ضدنا وما زال يقتل أطفالا ويهدم بيوتا ويعيش على حساب حياة أبناء شعبي، لذلك يجب ان نعي تماما ما هو جيش الاحتلال الإسرائيلي ولماذا يجب ان نرفض.

وهنا يجب ان أقول ايضا: باننا يجب ان نبحث عن سبل وطرق أخرى للتقدم والتعلم والثقافة لانها باتت شبه غائبة عنا بسبب خدمتنا في الجيش والذي كان هو السبب الرئيسي في تاخرنا سنوات كثيرة الى الوراء عن باقي الشعوب والحضارات الأخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]