قال المسن المهجر احمد صالح قيس (81 عامًا) في حديثه إلى موقع "بكرا" ان "المسؤول عن تهجيرنا من بلدنا ارض الرمل (جنوب مدينة عكا) هم عدد من وجهاء مدينة عكا وليس العصابات الصهيونية كما يظن البعض".

يأت تصريح ابو صالح والفلسطيني، أين كان، يستذكر ذكرى النكبة الفلسطينية. مراسل "بكرا" التقى قيس ليستمع منه عن قصة تهجيره من بلدته الصغيرة ارض الرمل وانتقاله ليعيش لاحقا في مدينة الرمل الحار(عكا)، وكان الكنعانيون الذين اسسوا مدينة عكا في القرن الثالث قبل الميلاد قد اطلقوا على المدينة اسم(عكو) وتعني الرمل الحار.

نكبتنا "منا وفينا"

وقال قيس الذي بلغ من العمر انذاك(15ربيعًا):كان ذلك في منتصف شهر ايار من عام 1948. العصابات الصهيونية كانت مشغولة باقتحام وتدمير القرى العربية الكبيرة نسبيا على طول الساحل، وقد ضربت طوقا وحصارا على مدينة عكا.

وأضاف: مصلحة تلك العصابات كانت ان يخلي سكان القرى العربية الصغيرة قراهم طوعا، وقد وصل وفد من وجهاء عكا الى قريتنا والتقوا عمي توفيق الذي شغل منصب مختار القرية مقنعين إياه ان المقاومة لن تجدي مع العصابات الصهيونية، لذلك لا بد من منع اراقة الدماء واخلاء القرية بسلام، وهكذا كان، فقد خرج الاهالي من القرية يدبون في الارض ولكل وجهته.
 
من حياة رغيدة الى بؤس وشقاء

وتابع قيس: وصلت عائلتي الى مدينة عكا وفور وصولنا الى هناك اعتقلنا الجيش الاسرائيلي أنا وأخي البكر محمد وأدخلونا السجن،وقد ورد الى مسامعنا ان مدينة عكا سقطت بعد ايام قليلة وفر غالبية اهلها راكبين البحر خوفا وفزعا.

وأسهب قيس: كنا نعيش على الزراعة والماشية في بلدنا وكانت احوالنا الاقتصادية ممتازة، وكل ذلك تغير بين عشية وضحاها لنصبح لاجئين في مدينة استصعبنا العيش فيها.  

وختم قيس: قضيت في السجن مدة اربعة عشرة شهرا وافرجوا عني بعدها، وقد علمت لاحقا ان اخي محمد قد اعدم وفارق الحياة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]