قامت المخابرات الاسرائيلية قبل ايام باصدار اوامر تمنع إقامة معسكر "لن أبقى لاجئا، سأعود" الثالث على أراضي قرية الغابسية المهجرة. حيث كان من المقرر اقامة المعسكر للسنة الثالثة على التوالي يوم الخميس الماضي في الخامس عشر من ايار على ارض "الغابسية" المهجرة بدعوة من المركز العربي للحقوق والتنمية وبالاشتراك مع مجموعة شباب من اجل العودة ومجموعات شبابية اخرى. وقد تميز المعسكر هذا العام باقبال منقطع النظير من قبل حراكات وطنية مختلفة، ومجموعات شبابية داعمة، حيث كان من المخطط ان يحوي اعمال ترميم في مقبرة ومسجد القرية، ندوات وورشات حول حق العودة والقرى المهجرة عرض افلام هادفة، امسيات فنية ملتزمة، ورشات تصوير وتوثيق ، جولات تعارف على القرية.

جرافات الاحتلال تنبش القبور في "الغابسية"

وقد تفاجأ المقيمون على المعسكر قبل بضع ساعات من افتتاح المعسكر ببلاغ من المخابرات الاسرائيلية بانه لا يمكن اقامة المعسكر بحجة انه تم تفعيل قرية "الغابسية" المهجرة كمنطقة عسكرية كما عرفت من الـ 58.

كما لم تكتفي المخابرات بذلك بل قامت ايضا- كما افاد المنظمون- بجرف قبور في قرية الغابسية مما ادى الى مبيت بعض الناشطين في الغابسية.

راني اسماعيل: منعونا من التواجد في الغابسية وحذرونا من المسائلة العسكرية..

راني اسماعيل مدير المركز العربي للحقوق والتنمية قال في هذا السياق: قامت مخابرات الاحتلال بإصدار أمر منع إقامة معسكر "لن أبقى لاجئا"، والذي كان مخططا إطلاقه على أنقاض قرية الغابسية المهجّرة، وكان ضابط أمن المنطقة قد اتصل بمنظمي المعسكر، وقبل بضعة ساعات من إطلاق النشاط، معلنا المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، مانعا، بذلك الناشطين من التواجد في المكان، ومحذرا اياهم من المسائلة القانونية العسكرية.

وتابع قائلا لـ"بكرا": نرى بالتهديد المخابراتي تذكيرا للواقعين في وهم المواطنة بأن الفلسطينيين أينما كانوا على هذه الأرض هم تحت حكم احتلال عسكري مباشر. إننا في المركز العربي للحقوق والتنمية، نؤكد على حقنا التام في إحياء فعالياتنا على أرضنا المحتلّة.

محمود حصري: السبب في تفعيل امر "منطقة عسكرية مغلقة" في الغابسية هو نجاح مشروع "لن ابقى لاجئا"

من ناحيته محمود حصري عضو في مجموعة شباب من اجل العودة عقب قائلا: في اعقاب التزايد والارتفاع في وتيرة الوعي لدى الشبان الفلسطينيون خاصة من ابناء الجيل، هذا الامر نشر الرعب في قلوب السلطات المعنية وخاصة المخابرات حيث قاموا بابلاغنا قبل يوم من افتتاح المعسكر بان قرية "الغابسية" المهجرة مغلقة، وانها معلنة منذ عام الـ 56 على انها منطقة عسكرية مغلقة ، وقد اعادوا تفعيل الامر.

وتابع قائلا: نعلم جيدا بان السبب في تفعيل "الغابسية" كمنطقة عسكرية هو نجاح مشروع "لن ابقى لاجئا" والذي يقام بشكل سنوية على ارض "الغابسية" كما اؤكد اننا لن نوقف المعسكر وسنحاول العودة الى "الغابسية" من جديد.

عن "الغابسية"..

تقع قرية الغابسية 11 كم تقريبا إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا, وعل مقربة من الطريق العام الذي يربط ترشيحا بمستعمرة نهريا ومنها إلى مدينة عكا, وكان يحيط بالقرية مجموعة من الكهوف, كانت تستخدم مقابر, يعود تاريخها إلى العصر الكنعاني, مما يشير إلى أن المنطقة كانت قديما مأهولة بالسكان, وفي أواخر القرن التاسع عشر كانت القرية محاطة بأشجار الزيتون والتين والرمان, وكانت بعض منازلها مبنية من الحجارة والطين والبعض الآخر من الحجارة والاسمنت, وكانت منتشرة على مساحة 58 دونما, وكان يتوسط القرية مسجدا يعود تاريخ بناءه إلى فترة ظاهر العمر في القرن الثامن عشر, وكان فيها مدرسة ومعصرتان للزيتون, وكان على بعد 500 متر فقط تقع قريتا الشيخ دنون والشيخ داود, وكانت منازل الأخيرة متداخلة مع منازل الشيخ دنون وكذلك أراضيها, وفي سنة 1931م كان عدد سكان قرية الغابسية 470 نسمة, وفي سنة 1945م ارتفع إلى 1240 نسمة بما في ذلك سكان القريتين الشيخ دنون والشيخ داود, وكانوا يتزودون بمياه الشرب والري من مجموعة ينابيع تقع بالقرب من القرية, وكانت القرى الثلاث معا تملك 11786 دونما, وكان ما مجموعه 6633 دونما مخصصا لزراعة الحبوب, و 1371 دونما مرويا ومخصصا للبساتين, و 300 دونما مشجرا بأشجار الزيتون

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]