أعلن مستشفى المقاصد الخيرية عن الانتهاء من المرحلة الثانية لإنشاء مركز العلوم والجراحة العصبية وذلك بدعم من برنامج التعاون الألماني GIZ، جاء ذلك خلال زيارة وفد من البرنامج برئاسة السيدة باربرا وولف، وبحضور كل من المهندس عدنان الحسيني وزير شؤون القدس ومحافظها، والدكتور سعيد سراحنة مدير عام مستشفى بيت جالا، فيما حضر عن المقاصد كل من الدكتور عرفات الهدمي رئيس الهيئة الإدارية لجمعية المقاصد، والدكتور رفيق الحسيني مدير عام المستشفى، والدكتور طارق بركات مدير جمعية المقاصد، والبروفيسور سامي حسين مستشار جراحة الأعصاب، وعدد آخر من الأطباء والإداريين.

وستشمل مرافق المركز وهو الأول من نوعه في فلسطين؛ قسماً خاصاً للإنعاش، بالإضافة إلى غرف عمليات مجهزة بأحدث المعدات، وأجهزة متخصصة خاصة بجراحة الأعصاب. وقد تم تجهيز المركز ليستوعب خمسة وعشرين مريضاً.

وفي كلمته احتفالاً باختتام المرحلة الثانية لإنشاء المركز، قدّم الدكتور عرفات الهدمي للحضور نبذة تاريخية عن مراحل تأسيس المقاصد في أواخر الستينيات من العام الماضي بدعم من المقتدرين من أهل فلسطين وبعض الدول العربية، وأضاف: "نشكر كافة الدول المانحة والداعمة العربية والأجنبية، وأخص بالشكر جمهورية ألمانيا الاتحادية التي قدمت الدعم لترميم وبناء هذه الوحدة الجديدة في المقاصد، مساهمةً في إنقاذ حياة الناس في القدس والضفة وقطاع غزة".

فيما عبّر المهندس عدنان الحسيني عن اعتزازه بمستشفى المقاصد قائلاً: "بالنيابة عن سيادة الرئيس والحكومة الفلسطينية، فإنني أتقدم بالشكر لإدارة هذا الصرح الطبي الذي يشهد تطوراً إيجابياً في كل مرة، إلى جانب غيره من مشافي القدس الشرقية، كما نشكر اهتمام المانحين في إتمام مهمتنا للحفاظ على المدينة المقدسة التي يدرك الجميع مدى صعوبة الحياة فيها".

من جهته، قال د.رفيق الحسيني: "إن إدارة مستشفى المقاصد تفخر ببناء أكبر قسم يختص بعلم وجراحة الأعصاب، وهو الأول في فلسطين، كما تثمن الدعم السخي المقدم من الحكومة الألمانية وبرنامج التعاون الألماني"، مشيراً إلى أن المشروع سيتم إنجازه بتمويل من عدة مانحين إلى جانب الحكومة الألمانية، حيث ساهمت وكالة بيت مال القدس الشريف في المغرب بإنهاء المرحلة الأولى من المشروع بتجهيز قسم العمليات والعناية المكثفة، ويساهم صندوق الأوبك للتنمية الدولية حالياً عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بشراء مجموعة من الأجهزة والمعدات الطبية لاستكمال المرحلة الثالثة من تجهيز المركز، كما تساهم الحكومة الماليزية عن طريق منظمة التعاون الإسلامي وبكدار بشراء أجهزة ومعدات إضافية لإنجاز المرحلة الرابعة والأخيرة، بالإضافة إلى مساهمة عدد من المتبرعين الفلسطينين بتكملة أعمال الترميم والبناء.

وأكد الحسيني على أن اجتماع هذا العدد من المانحين لدعم هذه الوحدة الهامة والحيوية قد وفّر للمستشفى فرصة قوية من أجل تأسيسها وتطويرها، على أن يتم افتتاح المركز وإعداده من أجل المباشرة باستقبال المرضى في الأشهر القليلة القادمة، وذلك بعد الحصول على التراخيص اللازمة، واستقدام الأثاث والأجهزة والمعدات الطبية الخاصة بالقسم الجديد.

وعبرت السيدة باربرا وولف عن سعادة الحكومة الألمانية بتقديم الدعم لمستشفى المقاصد، حيث أكدت على أهمية دور المانحين من أجل إتمام بناء هذه الوحدة الهامة إلى جانب وجود الكفاءة الطبية في مستشفى المقاصد، وأضافت: "أشكر إدارة المستشفى على ما تقدمه من خدمات طبية للمرضى الفلسطينيين، وإنجازات طبية هامة، إضافة إلى توفير البرنامج التعليمي للأطباء للحصول على المزيد من الكفاءات الطبية".

بدوره، أكد المستشار البروفيسور سامي حسين أن المركز سيكون الوحيد والمتميز علمياً وطبياً في الأراضي الفلسطينية، مبيناً أن جراحة الأعصاب موجودة حالياً في المستشفى وتجري على مدار العام ما يقارب 700-750 عملية جراحية نوعية ومتطورة، منها حالات معقدة تجرى في العمود الفقري وقاع الجمجمة، مشيراً إلى أن بعض هذه العمليات النوعية لا تجرى على مستوى الشرق الأوسط، وأضاف: "يستقبل المقاصد أحياناً حالات محولة من المستشفيات الإسرائيلية بسبب عدم توفر الإمكانيات العلمية هناك، ففي مستشفى المقاصد خلفية طبية وتوفر لكافة الاختصاصات الطبية المتنوعة، أهمها الجراحة العصبية المتقدمة والمجهرية، مما يسمح بتطوير هذه الخدمات في المستشفى وتحويلها الى مركز علمي وبحثي متخصص".

وأشار البروفيسور حسين إلى ارتفاع تكاليف المعدات والمستلزمات الخاصة بالجراحة العصبية حيث تصل تكلفة طاولة عمليات الجراحة العصبية إلى 200 ألف دولار، بالإضافة إلى تعقيدات الحصول على التراخيص من قبل سلطات الاحتلال.

من جانبه، قال الدكتور سعيد سراحنة: "إن هذا المركز المتخصص يعد مفخرة لكل فلسطين، وندرك تماماً مدى القدرة العلمية والطبية التي يتمتع بها كافة الفريق العامل في المستشفى، حيث نتابع نسب النجاح العالية للعمليات التي نقوم بتحويلها من مستشفى بيت جالا".

وفي نهاية اللقاء قام الضيوف بجولة في أقسام المستشفى، حيث تفقّد الوفد الألماني والدكتور سراحنة قسم الأطفال حديثي الولادة ووحدة جراحة قلب الأطفال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]