استعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاثنين في العاصمة الأردنية عمان ما وصفه بالخيارات المتاحة والأوراق التي يمكنه أن يلعب بها في المرحلة اللاحقة حتى لا يستسلم المشروع الوطني الفلسطيني لتطرف حكومة بنيامين نتياهو التي تعبث بالمفاوضات وعملية السلام.

وتحدث عباس عن “مراجعة” شاملة لجميع الاتفاقيات الثنائية التي يفترض انها جزء من الاتفاق الدولي مع الإسرائيليين لان الجانب الأخر يخالف هذه الاتفاقيات بشكل دائم بما فيها الاتفاقية الأمنية واتفاق المعابر.

وألمح عباس إلى ان السلطة كانت “تسكت” في الماضي على هذه المخالفات لإظهار الميل للسلام الحقيقي لكن الجانب الإسرائيلي يصر وبعناد على مخالفة كل ما اتفق عليه مشيرا لان الخيار “التفاوضي” لا تنازل عنه بكل الأحوال.

وقدم عباس موجزا عن تطورات العملية السياسية والوضع العام على الأرض خلال “مأدبة” طعام في العاصمة عمان أقامها له بحضور نخبة من سياسيين كبار أردنيين وفلسطينيين وزير الداخلية الأردني الأسبق سمير الحباشنة.

وفي هذا العشاء قال عباس أنه يحمل في سيارته ملفا يحتوي محضرا متكاملا عن الاتصالات السرية بين الإسرائيليين وحركة حماس مشيرا لآنها اتصالات تحصل بالعتمة وبعيدا عن الأضواء مع ان حماس تستمر في المزاودة على السلطة .

وشرح عباس بان مدخل الاتصالات السرية بين حماس وإسرائيل هو رفات جندي إسرائيلي من أصل “أثيوبي” موجود في غزة وعبر قناة يهودية أثيوبية وهي اتصالات تتطور وتناقش إطارا سياسيا .

وشرح عباس للحضور كيف لم يستطيع تمالك نفسه واندفع في حالة بكاء عندما شاهد علم فلسطين على صدر امرأة فلسطينية مسيحية في الفاتيكان خلال الاحتفال الذي اقيم بمناسبة الاعتراف بالدولة الفلسطينية واصفا المشهد بانه “مؤثر جدا” خصوصا مع وجود نحو اربعة الاف فلسطيني حضروا الاحتفال.

واعتبر عباس ان اعتراف الفاتيكان “إنجاز حقيقي” يفيد بأن الشعب الفلسطيني ليس وحده موضحا بأن حضن السلطة ليس خاليا من الخيارات وانه شخصيا قد يفكر في حال الاستمرار في التعنت الإسرائيلي بتسليم “مفاتيح السلطة” للجانب الإسرائيلي حتى يتحمل مسئولياته أمام العالم والمغادرة إذا استمر الانغلاق السياسي مشيرا لان إسرائيل تشن حربا “مالية” على الشعب الفلسطيني ومؤسساته .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]