يطلقون عليها العديد من الألقاب، ربّما أبرزها لقب "مدينة الملائكة"، وإذا تجولت فيها، ستجد ألف ألف أمرٍ سيذكرك فقط بها، وستطلق عليها اسمه، فيها كل ما يمكن أن يخطر على بال أي انسان، فيها الماء مختلف ولون السماء، فيها الناس لطيفة، فيها كل أنواع الأسواق، في الفنادق الفخمة، فيها المعابد والمساجد، فيها الحدائق والزوارق .. انها بانكوك، عاصمة تايلاند المدهشة وإحدى أهم العواصم الآسيوية.

بانكوك كانت المحطة الأخيرة في جولتنا اللطيفة بتايلاند، الجولة التي نظمتها السفارة التايلاندية مع شركة الطيران الملكية الاردنية وشركة طيران "بانكوك إيرويز" لمجموعة من الصحفيين والإعلاميين  العرب  من البلاد والفنانة المميزة جدًا، لينا مخول وقد رافقنا المرشد السياحي ابن الناصرة، والذي لا يمكن لأحد أن يفهم ويعرف تايلاند كما يعرفها هو، كوستا ديب.


فنادق بانكوك .. فخامة المستوى وتواضع الأسعار
في بانكوك ورغم عدم توفر الشواطئ المدهشة الموجودة في الجزر وفي الساحل إلّا أنك تستمتع وتسترخي أكثر من أي مكان آخر، مثلًا في الفندق الذي مكثنا فيه، "سينتارا جراند" والذي يقع بين أكبر المجمعات التجارية بتايلاند، غرف ومرافق قد تفوق بجودتها أي مكان في العالم، علمًا بأن أسعارها لو قارنتها بأماكن أخرى في العالم، ستجدها قريبة للمجان.

ومثل هذا الفندق، هنالك عشرات بل مئات الفنادق الراقية، مثلًا "رامدا بلازا" الفندق الذي يقع على نهر "التشابويرا" تشعر وأنت مقيم فيه وكأنك بأحد اليخوت الراقية في نهر ترى على ضفافه كل عجائب الدنيا، ولـ "رامدا بلازا" مرفأ صغير خاص يخرج منه القارب الخاص بالفندق والذي يأخذك جولة في "التشابويرا" ترجعك بنفسية طيبة مهما ساءت نفسيتك قبلها.

ولكن ولأن كل شيء في الدنيا نسبة وتناسب، وجب أن نذكر الفندق الذي حظي بأكبر نسبة اعجاب من الوفد، إنه فندق "سوفوتيل سو"، هو فندق مقسم حسب مكونات الطبيعة، فترى قسما منه مصنوع من الخشب، وآخر تطغى فيه المياه وهكذا .. وفي مرافق هي الأجمل على الإطلاق، خصوصًا الغرف التي تطل على حديقة بانكوك ومنطقة البنايات المرتفعة، والبركة التي تشعرك وكأنك تطل على المدينة من السماء وأمور كثيرة اخرى، وهو كمعظم فنادق تايلاند، أسعاره عادية جدًا.

معابد .. قدسية، فخامة وزمرّد
في تايلاند 95% من السكان بوذيين و5% إسلام، ترى بعض المساجد ولكن وبطبيعة الحال ترى العديد العديد من المعابد البوذية، مثل معبد بوذا النائم وغيره التي تشعر فيها بقدسية المكان وبفخامته بذات الوقت، وفيها أيضًا قصر الملك، ألذي أصبح مزارًا للسياحة بسبب فخامته، وله قدسية خاصة لدى الشعب التايلاندي، فهم يحبّون ملكهم بوميبول أدولياديج الذي تولى منصبه عام 1946، أي أنه أقدم ملك بالعالم وقاد تايلاند لنهضة عمرانية ضخمة، وفيه قصره، مكان شديد القدسية وشديد الروعة، يدعى معبد بوذا الزمردي، معبد مبني من الزمرد والذهب ويعتبر من أقدس المعابد لأبناء الديانة البوذية في العالم، لا يمكن أن تزور تايلاند دون أن تستمتع بزيارة هذه المعابد الرائعة.

أكل تايلاند .. زي أكلنا

ومهم أن نذكر، أن الطعام في تايلاند قريب جدًا من طعامنا، غالبية وجباتهم هي رز وبجانبه صلصة معينة، فواكه بحر، دجاج وعجل وبعيدًا على كل الأقاويل، في تايلاند لا ترى أي حشرات تؤكل أو أمور غير مقبولة، هذه الأمور تكثر في الصين ربما، في تايلاند حتمًا لا.

ورد في كل مكان
وبانكوك إضافة لكونها مدينة الملائكة، هي مدينة الزهور أيضًا، في تايلاند للزهور دور كبير بكل شيء، في المعابد، في الفنادق، في الشوارع، يوزعون الفل والياسمين ويصنعون عقودًا رائعة منها، ومن أكثر الأماكن ببانكوك شهرة، سوق الزهور، وهو سوق شعبي كبير لا ترى فيه إلّا الزهور، مئات كشكات الزهور كلهم يصنعون الزهور طوال اليوم والليل.

الصين في بانكوك
في بانكوك كما في باقي المدن الضخمة بالعالم، الحي الصيني، والحي الصيني أو "تشاينا تاون" في بانكوك هو الأضخم في العالم، وفيه تكثر محلات الذهب، حيث يشتهر الصينيين ببيع الذهب، والكشكات ومحلات البيع بالجملة، والأسعار في الحي الصيني، حدث ولا حرج .. "صينية" .. أرخص ما يمكن أن يكون.

الأجواء العربية، الأسواق والمجمعات التجارية الرهيبة
في بانكوك حي تكثر فيه المطاعم والمقاهي العربية تشعر بداخله وكأنك في القاهرة أو في دمشق، وفي بانكون ترى كل شعوب الأرض، ولكن يبقى الشعب التايلاندي الالطف، وفي بانكوك لديك كل أنواع المجمعات التجارية، من مجمعات الماركات العالمية الأصلية باهضة الثمن، إلى مجمعات الماركات المتوسطة، إلى مجمعات التزوير والأمور المهربة ورخيصة الثمن، وهذه تجد منها الكثير في بانكوك.

لن تفهم الكلام إلّا إذا زرتها .. وإذا زرتها سترجع لها حتمًا
مهما أطلنا الحديث عن "بانكوك" لن نوفي هذه المدينة العظيمة حقّها .. ومهما تحدثنا عن الأماكن المميزة التي فيها، لن تفهموا إلّا إذا قمتم بزيارتها .. شخصيًا كنت دائمًا أقول أنني لن أزور تايلاند ودول اسيا وأني أفضّل زيارة دول أوروبا .. بعد زيارتنا هذه لتايلاند، أصبحت أبحث عن فترة مناسبة لأسافر بها مرة أخرى لهذا البلد العظيم.

الصور المرفقة، جزء منها من تصويري انا (بكر زعبي) إما من كاميرتي الشخصية أو هاتفي، وجزء آخر من تصوير المبدعة نسرين مزاوي (كل صورة ترون فيها ابداعًا، هي من تصوير نسرين).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]