نص تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مستهل لقائه بالمسؤولة العليا عن السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني

"هذا هو اجتماعنا الأول منذ قيامي بتشكيل الحكومة الجديدة. وأودّ اغتنام هذه الفرصة لتكرار التزام إسرائيل- والتزامي- بالسلام. لقد اتخذنا خلال الأسابيع الأخيرة إجراءات عملية وملموسة تعود بالفائدة على السكان الفلسطينيين. لقد اتخذنا خطوات اقتصادية وكثفنا [نقل مواد] البناء والتطوير لضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة متواصلة [إلى قطاع غزة].

إننا سنواصل هذه الخطوات العملية، غير أننا سنستمر في الوقت ذاته في العمل من أجل السلام. إن إسرائيل تريد السلام، وأنا أريد السلام. إننا نريد السلام الذي ينهي النزاع بصورة كاملة.

لم يطرأ أي تغيير على موقفي. إنني لا أؤيد حل الدولة الواحدة [المشتركة لإسرائيل والفلسطينيين]، حيث لا أعتبره حلاً على الإطلاق. بل أؤيد رؤية الدولتيْن للشعبيْن، بمعنى وجود دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية. وأنتظر فرصة الحديث معك عن سبل دفع هذه الرؤية بشكل عملي وآمن ومسؤول. إنني على يقين من أنكِ تشاركيننا هذه الرؤية، ونعتبركِ صديقة قادرة على دفعها إلى الأمام.

لكن إذا نظرنا إلى المنطقة المحيطة والعالم، فإن أكبر عدو للسلام ما هو إلا إيران. إذ تقوم إيران بتدريب وتسليح مخربي حزب الله في لبنان ومخربي حماس في غزة. كما تفتح إيران جبهة إرهابية ثالثة ضد إسرائيل في هضبة الجولان، إلى جانب استمرارها في برنامجها النووي. وأعتقد بأن هذا البرنامج يشكل أكبر تهديد للمنطقة والعالم. وأخشى أن خطة لوزان [قاصداً اتفاق الإطار الموقع بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي] لن تعترض طريق إيران إلى القنبلة [النووية]. بل إن الاتفاق قيد الصياغة مع الدول الكبرى يساعد إيران على مواصلة تطوير قدراتها على إنتاج السلاح النووي، ناهيك عن منحها الشرعية للقيام بذلك.

أما تخفيف العقوبات [الدولية المفروضة على إيران] قبل أوانها ضمن الاتفاق، فإنه يمنح إيران مليارات الدولارات التي تستطيع من خلالها تمويل عدوانها وحملة الإرهاب العالمية التي تمارسها. وقد أصبحت العقوبات تتآكل في أعقاب [اتفاق] لوزان. وتم خلال الأسابيع الأخيرة بيع إيران طائرات (إيرباص) [أوروبية الصنع] فيما يُعدّ انتهاكاً مباشراً لنظام العقوبات. ترى، إذا تمت إزالة الضغوط [عن إيران] اليوم، فأي آليات ستبقى متوفرة لدينا للتأكد من انصياع إيران [للاتفاق] بعد رفع الضغط والعقوبات عنها؟ إن الجواب الصادق على هذا التساؤل يقضي بأنه لن يبقى معنا شيء نستطيع من خلاله التحقق من انصياع إيران للاتفاق أو توقفها عما تمارسه من عدوان وإرهاب.

وإذا أردنا معرفة مآل الأمور مع إيران نتيجة هذا الاتفاق، فيجب علينا النظر إلى ما كان قد جرى في كوريا الشمالية نتيجة ذلك الاتفاق [الذي وقِع معها في حينه حول برنامجها النووي]. إذ تحولت كوريا الشمالية، وعلى الرغم من كل الانتقادات والالتزامات، إلى دولة نووية. وقد أعلنت كوريا الشمالية هذا الأسبوع بالذات نجاحها في إنتاج أسلحة نووية صغيرة.

وأعتقد بأن المجتمع الدولي سوف يكرر مع إيران نفس الخطأ الذي كان قد ارتكبه مع كوريا الشمالية، حيث أخشى أن يجسّد [اتفاق] لوزان هذا الخطأ. إن ضمان السلام والأمن الإقليمي والدولي يتطلب الإصرار على اتفاق أفضل، ولم يصبح الوقت بعد متأخراً عن القيام بذلك.

إننا نواجه تحديات صعبة لكن الأمر لما كان يردعنا أبداً. ونعلم بأن أوروبا كانت قد واجهت التحديات الكبرى وحصلت فيها التغييرات الجمة في القرن الماضي، لكنها حققت نتائج متميزة وأظهرت قدرات رائعة على تجاوز الصعاب وخلق المستقبل الأفضل لسكانها، مما جعلها تنعم بحاضر ومستقبل من السلام والأمن والازدهار. وأرجو أن نستطيع بحث هذه المسألة والعمل معاً تحقيقاً لهذه الغايات المتمثلة بالأمن والسلام والازدهار سواء لنا أو لكل جيراننا.

إنني أرحّب مجدداً، انطلاقاً من هذه الروح، بوصولكِ إلى أورشليم القدس".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]