في ظل تزايد عدد حوادث العمل في البلاد ، وارتفاع عدد الضحايا وخاصة العرب منهم، صرح السيد اساف اديب المسؤول في نقابة معا العمالية، ان الاغلبية الساحقة من ضحايا حوادث العمل في البلاد هم من العمال العرب وخاصة ممن يعملون في قطاع البناء.

واضاف أديب يقول لموقع بكرا ان اهمال هذه القضية من خلال عدم المتابعة في المسارات الصحيحة يعود الى ان الاغلبية الساحقة ممن يعملون بهذا المجال هم من العرب وليس من اليهود الذين يتمتعون باتصالات مع جهات حكومية او شخصيات لها تأثيرها – على حد قوله.

وردا على سؤال مراسل موقع بكرا حول الاحصائيات وعدد القتلى خلال العام الاخير، اجاب اديب:" لا توجد احصائيات دقيقة في الوسط العربي، هناك احصائيات خطيرة جدا تحديدا في كل ما يتعلق بقطاع البناء، فمعظم الذين يعملون في هذا المجال هم من العرب وبضمنهم مواطنون اسرائيليون، و من الضفة الغربية ومن القدس".

واضاف :"الاهمال هي الجريمة الكبرى من قبل شركات البنى والمقاولين، الوزارات ، النيابة، الشرطة، المحاكم، الحكومة ، الكنيست في كل ما يتعلق بموضوع الوقاية والامان تحديدا في مجال البناء، والعرب للاسف الشديد هم من يحصل على النصيب الاكبر لانهم الاغلبية الساحقة في هذا المجال".

31 عاملا من قطاع البناء يلقي مصرعه سنويا مع ان نسبتهم لا تتعدى 7% من نسبة العاملين في البلاد !!

واشار أديب الى ان عدد الوفيات لعام 2014 وصل الى 62 عاملا كان منهم 31 عامل بناء، بمعنى ان عمال البناء يشكلون نسبة 50% من الحوادث القاتلة، مشيرا الى ان هذه النسبة مستمرة على مر السنوات.

وقال ايضا:" عمال البناء من مجمل العمال في اسرائيل يشكلون نسبة 7 بالمئة ، بمعنى ان نسبتهم في الحوادث القاتلة مقارنة بالمجالات الاخيرة عالية جدا ، فهذا الفرع الاقتصادي الاخطر في العالم، ولكن رصدنا خلال عملنا في المجال ان هناك فارقا كبيرا بين الاجراءات التي يتم اتخاذها في كل ورشة بناء في الخارج وبين ما يتواجد في اسرائيل ، ففي انجلترا مثلا تمكنت الحكومة هناك بمبادرات من جهات حكومية من تقليل نسبة الوفيات والحوادث القاتلة الى 10% من النسبة التي كانت سابقاً، ولكن في اسرائيل فإنهم مستمرون على نفس الوتيرة وكأن هذا لا يقلق ولا يثير اي شخص والمحاكم لا تصدر قرارات عادلة حتى لو اخطا مدير العمل واودى بحياة عامل ، فإن الاحكام مضحكة ولا يوجد عقوبة صارمة ولا تحقيقات حقيقية وكأن دم عامل البناء رخيص".

الاعلام لا يتداول الموضوع وهو يتحمل جزءاً من المسؤولية

هذا وحمل السيد اساف اديب المسؤولية ايضا لوسائل الاعلام في البلاد التي لم تسلط الضوء على حوادث العمل وعن ذلك، قال:" الاعلام لا يهتم في مثل هذه الحوادث ، وهو يكتفي بنشر خبر بسيط لا اكثر ولا يوجد اي خبر موسع بالاعلام عن الموضوع ، وكأن الموضوع عادي ومقبول".

واضاف:"هناك سلسلة من المؤسسات التي لها يد في هذا الاهمال ، ولكن المسؤولية الرئيسية لتغيير الوضع يجب ان تكون بواسطة ايصال الموضوع لأعضاء الكنيست ومن ثم  العمل على تشريع واضح...، نحن اثرنا الموضوع في الكنيست اكثر من مرة وسنواصل اثارته حتى يتم تشريع قوانين لصالح العمال".

يجب على العمال ان يثوروا ضد هذا الوضع

واختتم قائلا:" في نهاية الامر يجب ان تتغير الميزانيات المخصصة لهذا الموضوع من اجل تغيير الوضع في شركات البنى ، كما تقع المسؤولية على المشغل وعلى العامل  ايضاً، حيث ان نقابات العمال في العالم هي التي غيرت الوضع وهنا اعتقد ان على العامل الضحية  ان يثور ضد هذا الاهمال، ونحن بوضع صعب جدا، نقابة معا العمالية هي عنوان للعمال وتعمل بهذا الموضوع من اجل تعويض الخسارة على المستوى الرسمي او على مستوى العمال، ولكن برأيي الحل يجب ان يكون "يقظة"  عمال البناء، كونهم يستطيعون تغيير الوضع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]