بأسلوبه الشعري العذب، وصوره الصادقة، يقدم الكاتب ومقدم البرامج التلفزيونية ووزيرالثقافة السابق، فريدريك ميتران، ابن شقيق الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، من يُسميه "الرجل الذي دخل بإمارة أبوظبي العالم الحديث والعالم الآخر، آخذاً الإمارات إلى الحداثة".

وفي فيلم عن الشيخ زايد، وبعنوان "الشيخ زايد: أسطورة عربية" تبثه القناة الفرنسية الألمانية المشتركة، بالفرنسية والألمانية" آرتي" ARTE في سهرة الثلاثاء القادم.

الأسطورة والواقع

ويبدأ الفيلم بالحديث عن الإمارات، وعن أبوظبي ومعالم الثراء والحياة الهانئة فيها، قائلاً: "وراء كل ذلك هناك بالطبع النفط والثروة التي سمح بتوفرها ولكن الثروة لم تكن لتفعل شيئاً في غياب الرجل الأسطورة".

ويقول فريدريك ميتران في تقديمه للفيلم: "لا شيء كان ممكناً في الإمارات، لولا إرادة وحرص رجل، هو زايد بن سلطان آل نهيان، المعروف أكثر عربياً باسم الشيخ زايد، مُوحد الإمارات وقائد مسيرتها على امتداد أكثر من 30 سنة، رمز الحكمة، الذي كان آخر الممثلين لجيل من الحكام الذين جُبلوا على قيم البداوة والأصالة، ولكنهم لم يتأخروا في تحقيق القفزة لدولهم".

تحدي التوقعات

ويُضيف ميتران: "بعد وصوله إلى السلطة، دخل الشيخ زايد بأبوظبي، منعرجاً جديداً، مع إعلان بريطانيا انسحابها النهائي، من المنطقة "تجرأ الشيخ زايد على الحلم بمستقبل مختلف، جمع الإمارات في دولة متحدة تحت قيادته، ورغم كل التوقعات بالفشل، تحقق الحلم، وتحول إلى حقيقة ملموسة، وتفرغ الشيخ زايد، لإقامة بنيان دولة لم توجد سابقاً، فعمل مثلاً على "دمقرطة" التعليم فأتاحه للجميع، بما في ذلك الفتيات، ما جلب له احترام العالم بأسره وليس المنطقة فحسب".

هالة وكاريزما

ويضيف ميتران: "إلى جانب سمعته في الداخل، كسب الشيخ زايد هالةً عالمية نادرةً باعتباره رجل سلام واعتدال، ورجل القيم العربية الأصيلة التي لم يضاهه فيها أحد في المنطقة بأسرها".

وفي الفيلم الذي ألفه فريدريك ميتران، جولة نادرة مدعومة بالوثائق النادرة المصورة والمكتوبة عن مراحل وجوانب غير معروفة في حياة وسيرة الراحل الكبير، لقطات فيديو من زياراته إلى أوروبا، وخاصة إلى بريطانيا، التي تكشف قوة شخصيته الآسرة والكاريزما التي كان يتمتع بها بين زعماء العالم.

ومن خلال سرد شاعري وتوصيف أنيق، تبرز سيرة الشيخ زايد للعيان بشكل أكثر تألقاً وأكثر حميمية أيضاً يُضفي عليها صوت فريدريك ميتران "الأوبرالي" الملحمي مسحةً إضافية من الرقي والمتعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]