تواصل الجمعيات الاستيطانية محاولاتها للسيطرة على العقارات والاراضي العربية في حي سلوان في محاولة لضمها الى ما يسمى ب"مدينة داوود" للاقترب من المسجد الاقصى وتستغل القوانين الاسرائيلية لتحقيق اهدافها.

وكشف مركز معلومات وادي حلوة بسلوان عن مخطط لجمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع في حي الحارة الوسطى بسلوان جنوب المسجد الأقصى.

ويقول المحامي احمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس ل "بكرا " "تحاول السلطات الاسرائيلية استخدام القوانين للالتفاف حول اراضي بلدة سلوان، من خلال شراء الملكية، وقانون املاك الغائبين، في اطار ما يسمى ب"المصلحة العامة"، و حين فشلت كل هذه المحاولات لجأ المستوطنون الى الادعاء بان هذه الاراضي تعود ملكيتها لليهود قبل عام 1948 ".

المقدسيون ضحية لمنظومة القوانين الاسرائيلية

ويضيف الرويضي " اصبحنا كمقدسيين ضحية لمنظومة قوانين تخدم الاحتلال، والقضاء الاسرائيلي اصبح يمنح غطاء لهذه المؤسسات الاستيطانية و يسهل طريقة الاستيلاء على هذه العقارات الفلسطينية المقدسية، و كأن المسألة قانونية وليس موضوع سياسي".

ويتابع " منطقة بطن الهوى او الحارة الوسطى او حارة المراغة او حارة اليمن في سلوان هي امتداد لحي البستان ووادي حلوة، حيث يسكنها حوالي 10 الاف مقدسي يعيشون فيها منذ سنوات الستينات وان السلطات الاسرائيلية تسعى لافراغ هذه المنطقة لضمها لما يسمى ب "مدينة داوود"، لذا فان المخططات الاسرائيلية تتركز في هذه المنطقة لتهويدها".

ويؤكد الرويضي ان السلطات الاسرائيلية تعمل جاهدة لتحويل المسألة الى قضية قانونية و ليست سياسية بحجة الاملاك اليهودية .

ويشير الى ان المقدسيين مضطرين للتوجه الى المحاكم الاسرائيلية رغم ادراكهم التام بعدم انصافها للفلسطينيين وتحصيل حقوقهم المشروعة.

خريطة وصور جوية توضح مخططات "عطيرت كوهنيم"

وكان مركز معلومات وادي حلوة – سلوان قد كشف النقاب أنه حصل على خريطة وصور جوية توضح احد مخططات "عطيرت كوهنيم" في الحارة الوسطى بسلوان ، وهي السيطرة على حوالي 5 دونمات و200 متر مربع ، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881، علما انها تقسم الى 6 قطع من الأراضي وأرقامها " 73-75-88-95-96-97 " ، وتدعي جمعية "عطيرت كوهنيم" أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت ملكية المستوطنين من اليمن لأرض بطن الهوى.

ولفت المركز ان الأراضي المهددة بالمصادرة مقام عليها ما بين 30-35 بناية سكنية، يعيش فيها حوالي 80 عائلة تضم نحو 300 فرد ، وجميع السكان يعيشون في الحي منذ ستينات القرن الماضي، بعد شرائهم الأراضي والممتلكات من أصحابها السابقين بأوراق رسمية.

وأكد أن ملكية الأرض والمباني المقامة عليها تعود لعدة عائلات فلسطينية - جميعهم يملكون أكثر من شقة - ، وهم: عائلات أبو ناب، والرجبي، وسرحان، وأبو رموز، وغيث، وشحادة، وبصبوص، ودويك، والسلوادي، وحسب الصورة الجوية فإن بعض المنازل أجزاء منها مهددة بالمصادرة والتي تقع ضمن المساحة المحددة في الخريطة.

وسلم محامي جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية وضمن محاولة الجمعية المستمرة للاستيلاء على الأراضي والعقارات في المنطقة ، سلم مؤخرا عائلة الرجبي بلاغا يطالب فيه بالأرض المقام عليها بنايتهم السكنية والتي تضم 8 شقق، بحجة أن الأرض تعود ملكيتها للمستوطنين.

وقال المواطن زهير الرجبي-الذي استلم بلاغ المطالبة بالأرض- :"حسب البلاغ الذي استلمناه يتوجب علينا الرد على ادعاءات المستوطنين للمحكمة خلال 30 يوما ، والتي تدعي ان الأرض تعود لثلاثة يهود من اليمن، كانوا يعيشون ويملكون الأرض قبل عام 1948."

وأضاف الرجبي أن البلاغ سجل ضد أشقائه السبعة وزوجاتهن، مشيراً ان حوالي 40 فردا يعيشون في البناية السكنية . وأكد ان والده اشترى الأرض من صاحبها وهو "ابو غالب بدران حلوة عام 1966 " ، حيث كان مقام عليها غرفتين، وتم البناء والتوسع فيها.

استغراب من ادعاءات المستوطنين

وأعرب الرجبي عن استغرابه من ادعاءات المستوطنين بعد 50 عاما من شرائهم الأرض والعيش فيها، لافتا ان بلدية الاحتلال قامت بفرض مخالفة على العائلة بحجة البناء دون ترخيص، كما تلقت العديد من المعاملات من الدوائر الإسرائيلية المختلفة ، والتي لم تشكك يوما في ملكية العائلة للأرض."

وقال الرجبي:" لن نخرج من الأرض إلا على جثثنا، فهي أرض آبائنا وسنصمد ونثبت حقنا فيها ."

والجدير بالذكر أن محاولات المستوطنين الاستيلاء على الأراضي والعقارات في حي بطن الهوى بدأت منذ حوالي 8 سنوات، بطرق متعددة وملتوية، وسلمت بعض العائلات المذكورة أعلاه "إخطارات إخلاء"، وتمكن معظمهم من الحفاظ على عقاراتهم حتى اليوم، في حين تمكنت الجمعيات الاستيطانية من الاستيلاء على بعضها.

اساليب للسيطرة على العقارات

ومن الأساليب المستخدمة للاستيلاء على عقارات حي "بطن الهوى" ادعاء الجمعيات الاستيطانية قيام السكان بالبناء أو تغيير البناء وعليه تسقط عنهم "صفة المحمي"، كما تحاول الاستيلاء عليها بدعوى ملكيتها للأرض المقام عليها المنازل، أو من خلال تسريبها من بعض السماسرة والنفوس الضعيفة.

وأشار مركز معلومات وادي حلوة – سلوان أن بناية عائلة الرجبي تقع بالقرب من منازل عائلة ابو ناب التي تم الاستيلاء عليها مؤخرا بحجة انها كانت كنيسا، كما تقع بالقرب من البؤرة الاستيطانية "بيت العسل" و"بيت يوناثان"، وعلى بعد أمتار من البنايتين اللتين تم تسريبهما للمستوطنين أواخر العام الماضي.

تحذير من السيطرة على اراضي حي بطن الهوى

وحذر مركز معلومات وادي حلوة من خطورة المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على مساحات واسعة من حي بطن الهوى بسلوان، وبالتالي تحويله الى حي يهودي ملاصق للأحياء العربية في البلدة ، مما سيشكل عامل توتر دائم في المنطقة بسبب التواجد الدائم للمستوطنين وحراسهم المسلحين وقوات الاحتلال عند البؤر الاستيطانية.

انتشار البؤر يزيد من التوتر

وأضاف المركز في بيانه:" ان انتشار البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان خلال الأشهر الاخيرة زاد من التوتر ورفع وتيرة المواجهات في أحياء البلدة، بسبب استفزازات المستوطنين وحراسهم لأهالي البلدة وبشكل خاص للأطفال أثناء لعبهم، كما زاد من عدد المعتقلين في أحياء البلدة علما ان قوات الاحتلال اعتقلت منذ مطلع العام الجاري حوالي 100 مقدسي من أحياء سلوان نصفهم من الأطفال، ووجهت لمعظمهم تهمة القاء الحجارة أو الزجاجات الحارقة باتجاه البؤر الاستيطانية.

ولفت المركز أن سكان سلوان يعانون بشكل كبير من حراس المستوطنين المسلحين المتواجدين داخل البؤر الاستيطانية ، حيث يهددون حياة السكان بشكل دائم ، ويلجؤون في كثير من الأحيان للاعتداء على السكان بالشتائم والضرب أو باطلاق الرصاص دون رادع، كما يتدخل الحراس خلال المواجهات في البلدة قبل وصول قوات الاحتلال الى المنطقة، اضافة الى تدريباتهم داخل الاحياء السكنية في ساعات الليل المتأخرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]