على إثر مشاركة وفد من النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل في المغرب في فعّاليات المؤتمر 19 لاتحاد المعلّمين العرب المنعقد بدمشق، قبل أسبوع، وبعد أن حظي ممثلو النقابة رفقة باقي الوفود باستقبال خاص من طرف الرئيس السوري بشّار الأسد على هامش المؤتمر، قدّم الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم بأولاد عمران استقالته من الكتابة المحلية، موجها إياها للكاتب الإقليمي لذات التنظيم بسيدي بنور.

دواعي الاستقالة

المعني بالأمر، وفي نص استقالته، أشار إلى أن أسباب تخليه عن المسؤولية التي كان يتقلدها على رأس الفرع المحلي للنقابة ترجع أساسا إلى "مشاركة النقابة في المؤتمر المنعقد مؤخرا بدمشق تحت رعاية نظام بشار الأسد، وإصرار النقابة على عضوية الأمانة العامة، واستقبال أعضاء الوفد من طرف من وصفهم بـ "أزلام وبلطجية البعثيين وعلى رأسهم المجرم، وتوشيح النقابة بدرع النظام الفاقد للشرعية"، وفق تعبير الوثيقة.

وأضاف ذات الكاتب المحلي أن مِن بين الأسباب التي دفعته إلى تقديم استقالته، "حالة العبث الأخلاقي الذي تعيشه النقابة دونما مراعاة لمشاعر المهجّرين والضحايا من الشعب السوري الشقيق، ولأن النقابة تعتبر ما أقدمت عليه نجاحا خصوصا مع تواتر الصور التي تمجد ما وصفه بالفتح العظيم، ضاربة بما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من قتل وتهجير، ومن جرائم ضد الإنسانية عرض الحائط".

موقف المكتب الإقليمي

هشام بدراوي الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم بسيدي بنور،  أكّد أن المكتب الإقليمي تفاجأ بإقدام الكاتب المحلي لأولاد عمران على تقديم استقالته باللجوء إلى الإعلام، عوض سلك المسطرة القانونية والتنظيمية التي تقضي بضرورة تقديم الاستقالة للمكتب المحلي الذي سيرفعها بدوره إلى المكتب الإقليمي وفق تسلسل إداري مضبوط.

وأضاف بدراوي أن قرار استقالة الكاتب المحلي يبقى، من جهة، أمرا شخصيا يتحمل فيه مسؤوليته، ولا دخل للنقابة الوطنية للتعليم في ذلك القرار، متسائلا في ذات الوقت عن سبب اتخاذ قرار الاستقالة من طرف الكاتب المحلي في هذه الظرفية بالضبط، والتي تتزامن التحضير لانتخابات اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء.

النقابة ومؤتمر دمشق

ادريس السالك أحد أعضاء الوفد المغربي المشارك في المؤتمر 19 لاتحاد المعلمين العرب، أكّد ان النقابة عضو كامل العضوية في الاتحاد منذ 1966، وهو مسؤول في الأمانة العامة لفترتين كاملتين كمساعد للأمين العام، وفي النقابة الوحيدة الممثلة للمغرب منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أن نقابات أخرى رغبت في هذه العضوية ولم تتمكن من ذلك.

وعن انعقاد المؤتمر في دمشق بالتحديد، أوضح السالك أنه بعدما رفضت الدول العربية تنظيمه في بلدانها، كان لزاما أن يتم، بقوة القانون، عقد المؤتمر بدمشق حيث يوجد مقر اتحاد المعلمين العرب، وذلك تضامنا مع الشغيلة التعليمية والتلاميذ بسورية نتيجة التقتيل الذين يتعرضون له من جهة، والدفاع عن القضية الوطنية والوحدة الترابية من طرف الوفد المغربي، مشيرا إلى أن النقابة تُوّجت بدرع من طرف اتحاد المعلمين العرب، وآخر من طرف اتحاد المعلمين بسورية، وليس من طرف النظام السوري.

الاستقبال الرئاسي.. تقليد

وعن استقالة الكاتب المحلي للنقابة بأولاد عمران، فقد أوضح ادريس السالك عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم أن ما ورد في نص الاستقالة مجرد افتراء، وأن المستقيل ذهب ضحية الحملة الشرسة التي تتعرض لها النقابة في عز الحملة الانتخابية، موضّحا أن استقبال بشّار الأسد للوفود العربية المشاركة في المؤتمر "تقليد دأبت عليه مختلف الدول العربية التي تُنظّم المؤتمر، على غرار الاستقبال الذي حظيت به الوفود في المؤتمرات الذي عُقدت في السودان واليمن ولبنان".

وزاد السالك في تصريحه أن النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل ترشّحت وتم التصويت عليها بالإجماع من طرف المؤتمر نظير دورها التاريخي في تطوير اتحاد المعلمين العرب، خاصة في فترة المرحوم عبد الرحمان شناف الكاتب العام السابق للنقابة، مشيرا إلى أن المؤتمر العشرين لاتحاد المعلمين العرب قد يُنظّم سنة 2019 في المغرب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]