في أعقاب الغاء زيارات أهالي اسرى السياسيين الأسبوع الماضي في سجن الجلبوع، كجزء من سياسات الانتقام والعقاب الجماعي بحق الاسرى وعائلاتهم، قامت النائبة حنين زعبي يوم أمس بزيارة الاسير امير مخول المسجون في الجلبوع ليطلعها على الانتهاكات الخطيرة التي تمارس بحق الأسرى بشكل ممنهج، حيث تمارس السلطات الإسرائيلية ووحدة إدارة السجون حملة من الإجراءات التعسفية بحق الأسرى تتمثل في مواصلة العزل لعدد من الأسرى، والحرمان من الزيارات، والمداهمات والتفتيش الليلى التي تكون دائما مصحوبة بالكلاب البوليسية، ومواصلة إهمال الحالات المرضية للعديد من الأسرى في السجن دون تقديم العلاجات اللازمة لهم.

هذا وكانت زعبي قد التقت الأسير أمير مخول، الذي ما زال يتحلى بالإرادة القوية والمعنويات العالية بالرغم من الضغوطات النفسية والجسدية التي تمارس بحقه، وأطلعها على تفاصيل مداهمة وحشية وصفها بالبشعة في ساعات الليل المتأخرة يوم السبت الماضي الموافق 16 أيار. هذا وقامت قوات وحدة "ماتسادا" -وهي وحدة قتالية خاصة تعمل داخل السجون الإسرائيلية بهدف قمع الأسرى الفلسطينيين، وتعتبر الأعنف والأشرس من بين الوحدات التي تعمل في السجون- بمداهمة غرف الأسرى السياسيين مستخدمة أساليبها الترهيبية، إذ قامت بضرب الأسرى واطلاق العيارات المطاطية عليهم مصطحبة الكلاب البوليسية الشرسة، مخلفة وراءها عدد من المصابين.

ويضيف مخول: "لم تكتف إدارة السجون بالمداهمات غير القانونية لقمع الأسرى، وبضرب الأسرى ودفعهم بالقوة، مما ادى إلى إصابة الأسير أحمد شاهين والذي اصيب بثلاث رصاصات مطاطية في مختلف انحاء جسده، إنما منعت تقديم العلاج للأسرى المصابين دون الاكتراث بحالتهم الصحية والنفسية، ورغم معاناة شاهين وألمه الشديدين، رفضت إدارة السجن نقلة وتقديمة للعلاج، وقامت ايضاً بجمع مخلفات العيارات التي أطلقت على الأسرى بهدف اخفاء الأدلة وفي هذا السياق أرسلت النائبة حنين زعبي رسالة شديدة اللهجة لوزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، مطالبة اياه بإقامة "لجنه تحقيق مستقلة"، مكونه من أشخاص مهنيين من جمعيات ومنظمات حقوقية ومحاميين، للعمل على التحقيق في مجريات الحادثة الانتقامية العنيفة هذه. بالإضافة إلى إيقاف عمل وحدة "متسادا" داخل السجون ونقل الأسرى المصابين للعلاج الفوري والعاجل وعلى رأسهم الأسير أحمد شاهين.

وطالبت زعبي في رسالتها على وقف الخروقات المتعمدة وغير الإنسانية التي تستخدمها هذه السلطات للضغط والتعذيب الجسدي والنفسي.

وأضافت زعبي: " الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى السياسيين تعكس سياسة قمعية، عنيفة وممنهجه، لكنها فاشلة، تعمل على كسر معنويات وإرادة الاسرى وذويهم، تتطلب منا وقفة شعبية بالإضافة إلى إقامة وتشكيل طاقم عمل مهني وبرلماني لمتابعة قضايا الأسرى، وهم أحد أولويات عملنا البرلماني".

هذا ويذكر أن القائمة المشتركة قامت اليوم بتشكيل طواقم عمل برلماني في القضايا المختلفة منها قضية الأسرى السياسيين، ينشط فيها أعضاء الكنيست حنين زعبي ومسعود غنايم وأسامة السعدي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]