بعد استلام شهادة الانهاء لاختتام 12 سنة دراسية عاش الطالب معظمها في المدرسة برفقة زملاء وأصدقاء اعتاد على وجودهم شبه يوميا والالتقاء بهم، واعتياده على نمط حياة غير مستقل جعله كالطفل الذي احتاج لمن يرافق دربه ويدعمه، حيث وجد من يفرش الدرب له بالحرير ويمهّد الطريق امامه ليصل اعلى القمم .

اليوم وبعد انهاء المراحل التعليمية،يقف ذلك الطالب امام مفترق طرق رهيب، الشعور بالمسؤولية، فقدان الأصدقاء واحدا تلوى الاخر، البحث عن الذات، الخوف من المجهول، الانخراط بمسالك الحياة المتشعبة التي تتطلب منه الحكمة والمعرفة، مجابهة الظروف الحياتية معتمدا على نفسه ,وغيرها من التغييرات التي قد تقلب موازين حياته في السنوات الأولى من عمره بعد التخرج وانهاء 12 عاما تعليميا .

في هذا التقرير التقى مراسلنا بطالبات انهين المرحلة الثانوية هذا ليتحدثن عن ذلك الشعور ما بعد الانتقال من عالم الى اخر ما ينتظرهن مستقبلا، وما هي الخطوات القادمة وقراراتهن في تحديد مصريهن , وتحديدا كونهن فتيات عربيات .

تغييرات مهمة
الطالبة اية ابراهيم اسدي من دير الأسد : اليوم وبعد ان انهيت دراستي الثانوية، اقف امام تغييرات مهمة ومفصلية في حياتي والتي ستحدد مكانتي كفتاة عربية في المجتمع، ولا شك ان المسؤولية قد بدأت منذ هذه اللحظة , فاليوم انا فتاة صاحبة قرارات وغالبيتها قرارات مهمة وجدية اكثر على جميع الأصعدة .

وأضافت اية :" وكذلك الامر بمرافقة الشعور الخوف والتوتر في كل خطوة من خواتي التي سأحدد من خلالها مصيري المستقبلي، والخروج الى بيئة جديدة وحياة تعليمية اكاديمية جديده, بعيدة عن الاصدقاء الذين اعتدت على تواجدهم يوميا معي, والاهل الذين دعموني ورافقوني طيلة مراحل تعليمي ما قبل التخرج .

وتابعت : اما بالنسبة للصعوبات , فهذه المرحلة الأكثر صعوبة في تحديد المسارات، لأنها بداية الطريق وكما هو معروف ففي كل بداية هناك صعوبات لعدم الخبرة والتجربة المسبقة، وعلى سبيل المثال : تحديد التخصص في التعليم الاكاديمي الذي يجعل الطالب امام حيرة واسعة وتساؤلات غريبة، حول أي المواضيع سأختار، وما هي شروط القبول وهل هي دارجة في سوف العمل؟ وخصوصا كوننا عربا في هذه البلاد، وأيضا الانخراط بمجتمعات أخرى وحضارات أخرى ولغات أخرى التي قد تشكل نوعا من الصعوبات التي من شانها ان تعيق الطريق امامنا لفترة حتى الاعتياد عليها .

وقالت : كل هذه وقائع وحقائق يعيشها كل فرد وكل طالب في هذه المراحل، وهنا يجب تفهم الأب أو الأم أو حتى الأصدقاء الحقيقة، ولا يسعنا تجاهلها أو الهروب منها ، وإنما علينا مواجهتها بالشكل الأمثل ولا يكون ذلك إلا بدراسة أسبابها وعواملها بعمق وتروي وواقعية اكثر .

واختتمت اية قولها : على صعيدي الشخصي فالعوامل التي يجب ان أخذها بعين الاعتبار عند اختياري لتخصصي وميولي وقدراتي مع الاخذ بعين الاعتبار دراسة سوق العمل بشكل منهجي ( كيف سيكون سوق العمل في وقت تخرجي ) وحاجة مجتمعي الى مثل هذا التخصص, خاصة وان التعليم العالي هو رافعة اقتصادية واجتماعية وفكرية لمجتمعنا.

وأخيرا لا يسعني إلا ان اتمنى لكل اصدقائي اختيار الموضوع او المهنة المناسبة، وان يكون النجاح حليفهم ,وعلاقاتي بهم ستبقى كما هي برغم انهائنا هذه المرحلة الدراسية التي تحوي اجمل الذكريات.

يجب التأقلم سريعا
اما الطالبة يارا حمود من مجد الكروم قالت : لا شك انا في هذه المراحل يقف الخريج امام مفترق طرق صعب التحديد وتحديد المصير، وسبب الصعوبة هو اعتياد الطالب طيلة مراحله التعليمية على اتخاذ القرارات معتمدا على المعلم والمدرسة والاهل، واليوم هو من يقرر ويحدد مصيره ومستقبله، فكيف سيكون القرار لشخص لا يملك تجربة مسبقة او دون من يقف الى جانبه في اتخاذها ؟

وأضافت يارا : الابتعاد عن الأجواء المعتادة هو أمر صعب، ولكن يجب التأقلم سريعا مع الأوضاع الراهنة لأن ظروف الحياة هي التي تفرض علينا تقبل التغييرات الحياتية الذهاب معها نحو تحقيق النجاح في الحياة، وهذه كبر فرصة تعطى للشخص لأثبات قدراته ووجوده وصموده امام التحديات المفصلية في حياته .

وتابعت يارا : انه امر طبيعي جدا ان تتغير مسالك الانسان في حياته , فهنا المسؤولية الأكبر تقع عليه، في تحديد مساراته، ان كان على صعيد التعليم الاكاديمي او التطوير الذاتي في تقبل الصعوبات، وأيضا الشعور بالمسؤولية،حتى وان اختار طريق العمل وبناء اسرى وعائلة، وهذا تحديدا ما تعيشه الفتيات العربيات بمجتمعنا، فكثيرات منهن يذهبن باتجاه بناء اسرى وحياة زوجية، ويجب عليها ان تكون في هذه المرحلة هي سيدة الموقف .

اكبر تحدي
اما الطالبة نغم رشيد سلامة من مجد الكروم قالت : انا اليوم اقف امام مواجهة كبيرة وتحديات قد تكون الأصعب في حياتي , ليس لان ما سأوجهه هو الصعب، ولكن الصعب هو اني لا املك الاليات والخبرة الكافية في مواجهة هذه التحديات، ومنها اختيار مسار التعليم الاكاديمي، مقابلة اشخاص جدد غير الذين اعتدت مرافقتهم طيلة حياتي المدرسية , وأيضا الشعور بالمسؤولية هو اكبر تحدي لكل شخص .

وأضافت نغم قائلة : رغم كل الضغوطات والمسؤوليات إلا اني لا انكر بأنه شعور يعطيني القوة الثقة بالنفس، وهذا ما يجعلني اشعر براحة نفسية تجاه نفسي واشعر بالاستقلالية في اختياراتي ، وهذا ما يفرحني .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]