أكدت القائمة المشتركة في بيان لوسائل الإعلام على دعمها الكامل لنضال المدارس الأهلية ضد سياسة التضييق وتقليص الميزانيات التي تنتهجها وزارة المعارف بحقها، مشيرة أنها لن تدخر جهدا لمجابهة محاولات الوزارة إلغاء استقلالية المدارس.

وكان شارك نواب القائمة المشتركة، أيمن عودة، جمال زحالقة، عايدة توما- سليمان، حنين زعبي، يوسف جبارين، باسل غطاس وأسامة سعدي، يوم الأربعاء 27.05.2015، في مظاهرة المدارس الأهلية الكنسيّة، التي جرت قبالة وزارة المعارف بالقدس، احتجاجًا على تقليص ميزانيات المدارس وإجبارها على تخفيض رسوم اشتراك الأهالي، والاستمرار بتسديد النفقات والمصاريف الجارية، الأمر الذي سيؤدي لعجز مالي ولأزمة كبيرة في جميع المؤسسات التعليمية الأهلية، ويعود بالضرر على التلاميذ والأهالي بشكل مباشر.

وشارك في المظاهرة أيضا العديد من رجال الدين والمئات من أولياء الأمور والطواقم الإدارية والتدريسية في هذه المدارس، ورفعوا الشعارات المنددة بسياسة التقليصات وتجاهل مصلحة ألاف التلاميذ وعدم الاكتراث لخطر انهيار هذه المؤسسات التاريخية التي تؤدي دورًا تربويًا رائدًا على مر عشرات السنين.

وتحدث في المظاهرة النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة مؤكدًا على أهمية الدور التربوي والتعليمي لهذه المؤسسات النهضوية التي لها حصة كبيرة في تطور مجتمعنا، وطالب بمساواة ميزانيات هذه المدارس أسوة بالمدارس اليهودية الدينية، لكن للأسف الحكومة تريد أن تضرب هذا الوضع الناجح ودورنا هو أن نقف إلى جانب مدارسنا.

وأكد النائب جمال زحالقة قائلا: "نقوم هذه الأيام بتكثيف الجهود للتصدي لمحاولات خنق مدارسنا الأهلية تمهيدا للسيطرة عليها وإخضاعها بالكامل لوزارة التربية والتعليم وإلغاء أي هامش للاستقلالية. لا يعقل حرمان هذه المدارس من الميزانيات اللازمة ومنعها من جهة أخرى من تجنيد الأموال لتغطية العجز في ميزانياتها. الوزارة، وبكل وقاحة، تحارب المدارس الناجحة وتفرض العقوبات عليها بدل مكافئتها. نطالب بالمساواة الكاملة لطلابنا ومدارسنا الأهلية والقائمة المشتركة لن تدخر جهدا في العمل لإلغاء القرارات المجحفة ولتحقيق المساواة".

وقالت النائبة عايدة توما- سليمان إن "هذه المؤسسات التربوية والوطنية التي خرجت على مدار سنوات عديدة الآلاف من أبناء شعبنا ومن قيادات هذا المجتمع، هي مؤسسات يجب الحفاظ عليها وتطويرها وحمايتها من محاولات وزارة التربية والتعليم النيل منها. أرى ضرورة لتصعيد الخطوات الاحتجاجية ضد سياسة الوزارة عدم تمويل هذه المدارس. ونعد من طرفنا في القائمة المشتركة، أن نجيّر كل الطاقات والموارد البرلمانية من أجل هذه القضية."

ونوهت النائبة حنين زعبي إلى أن الحديث لا يدور عن عملية تمييز في الميزانيات فقط وقال:"الحديث يدور عن عملية استيلاء رسمية تحاول الدولة بها الاستيلاء على أهم مؤسساتنا التربوية، وعلى أهم مؤسساتنا على الإطلاق التي ما زالت تتمتع بحيز من الإدارة الذاتية ومن التميز ومن الحفاظ على هويتنا القومية والوطنية، إذ تطالب وزارة التربية المؤسسات الكنسية بتسليم الوزارة بنية تعليمية تحتية ومؤسسات عمر جميعها أطول من عمر الدولة العبرية نفسها، عمر مدرسة التيراسانطة في عكا أكثر من400 سنة، وتأتي الوزارة بدل أن تعترف بإهمالها وبمنع تلقي تلك المدارس مئات ملايين الشواقل التي تستحقها، وتحويل تلك الميزانيات إلى مدارس يهودية واستيطانية، وبدل أن تعترف بالتفوق العلمي والتربوي والأكاديمي لتلك المدارس التي تحوي 30 ألف طالب، تطالبهم بالإغلاق وبتحويل تلك المؤسسات إلى مؤسسات حكومية رسمية!". وأضافت "هذه ليست قضية مدارسنا الأهلية فقط - وأقول الأهلية، لأننا نعتبرها مؤسسات وطنية تمثل هوية ووجودنا كشعب فلسطيني على هذا الوطن، هذه معركة شعبنا على أهم مؤسساتنا وعلى أهم رأس مال لنا: الإنسان، الذي لا يكتمل دون انتمائه وتاريخه وحريته."

وأشار النائب يوسف جبارين إلى أن "المدارس الأهلية هي مصدر فخر واعتزاز لمجتمعنا لانجازاتها ونشاطاتها، ويبدو أن هذا لا يروق للسلطات التي تسعى الى تضيق الخناق على عملها. كان من الأجدر أن تبادر الوزارة إلى مساواة الميزانيات التي تحصل عليها هذه المدارس مع ميزانيات المدارس الرسمية الدينية، بل أن تتبع سياسات التفضيل الايجابي من أجل تعويض المدارس العربية عن الغبن التاريخي ضدها. لقد طرحت اليوم الموضوع على الهيئة العامة للكنيست وسأتابعه في لجنة المعارف البرلمانية التي تم تحويل الموضوع إليها".

وقال النائب باسل غطاس: "هذه السياسة ما هي إلا استمرار للنهج الاقصائي والعنصري التي تقوم بة الحكومة تجاه مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل، حيث أن لهذه المدارس الفضل الكبير على أبناء شعبنا ممن تخرجوا وتتلمذوا فيها. الرسالة اليوم لوزير المعارف وللحكومة الإسرائيلية واضحة: لن نقبل بالمساس بجودة المدارس وتاريخها العريق وسنناضل نصرة لها بكل الوسائل كما أعلن اليوم من قبل أعضاء الكنيست عن القائمة المشتركة الذين حضورا المظاهرة".

وأكد النائب أسامة سعدي على أهمية المدارس الأهلية وهو خريج كلية الجليل المسيحية- عيلبون، وطالب بالاعتراف بها والحفاظ على استقلاليتها وعدم ربط دفع الميزانيات بفرض منهاج تعليمي وتربوي يسلخ الأخوة المسيحيين عن ثقافتهم وهويتهم العربية كما فعلت المؤسسة الإسرائيلية مع الطائفة الدرزية، متبعة بذلك سياسة فرق تسد، وتقسيمنا الى طوائف وملل، وأكد أيضا على انه لن يدخر جهدا في الدفاع عنها والوقوف الى جانبها حتى تحقيق جميع مطالبها."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]