قدّم العشرات من ضباط الاحتياط الدروز التماسًا الى محكمة العدل العليا ضد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي يطالبون فيه بالتراجع عن القرار الخاص بحل الكتيبة الدرزية- حيريب والتي تضم قرابة الـ 600 جندي حيث من المُقرر دمجهم في الوحدات الميدانية الأخرى.

وفي حديثٍ خاص إلى المحامي علي شكيب، وكيل الملتمسين، قال لـ "بكرا" عن هوية الملتمسين وعددهم: الحديث يدور عن عشرات ضباط الاحتياط الذين قدموا الإلتماس بشكل مستقل، وانا ايضًا ضابط إحتياط، وقد أنضم إليهم "الرابطة لضباط الإحتياط" وعددٌ من الشخصيات المستقلة التي رأت بأن القرار مجحف ويستدعي إبطاله.

القيادة الروحية لا تمثل الطائفة الدرزية

وعن الإدعاءات التي قُدمت لهيئة المحكمة للمُطالبة بإلغاء قرار رئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت قال شكيب: هنالك عدة إدعاءات طرحت، أهمها أن وزير الأمن ورئيس الأركان ادعيا أن القرار أتخذ بعد مشاورات مع القيادة الروحية للطائفة الدرزية، وفي هذا السياق نقول لهم كفى للتعامل معنا على مبدأ "القطيع"، فتلك القيادة الروحية لا تمثل الطائفة الدرزية وغير مخولة باتخاذ قرارات عنها، هي وظيفتها البت في الأمور الدينية الروحية وهنالك مجلس ديني أعلى عدد أعضائه 70 عضوًا، أي قرار عن تلك القيادة يلزم الأعضاء ولا يلزم جمهور كامل. كذلك الأمر بالنسبة للنواب في الكنيست، هم لا يمثلون المجتمع الدزري في إسرائيل إنما يمثلون منتخبيهم للبرلمان عليه لا يمكن منحهم الحرية في اتخاذ قرارات قد تكون مصيرية ومهمة للمجتمع العربي الدرزي في إسرائيل.

وأضاف: الإدعاء الثاني الذي كنا قد طرحنا في الالتماس أن تلك الكتيبة تشكّل حاضنة للشباب الدرزي والذي يستصعب التأقلم في وحدات الجيش الأخرى. وللتأكيد نحن نتحدث عن شباب "فلاح" ترك قريته لنضم إلى الجيش في حين أن الجيش مركب من عدة ثقافات جديدة بالنسبة له، ونحن نعي ونعرف أن هنالك صعوبات في التأقلم، منها صعوبة اللغة.

وقال: الإدعاء الثالث الذي طرحناه في الالتماس أن تلك الكتيبة تحصل على سقف معين من الدعم، كأي كتيبة أخرى، حيث تحدد بعددٍ من الجنود التي يعمل الجيش على ترقيتهم في الرتب ورفعهم إلى مناصب مهمة ومؤثرة، وفي حال تم الغاء الوحدة سيقوم هؤلاء الجنود بالتنافس مع بقية الجنود اليهود الأمر الذي يجعل إمكانية ترقيتهم شبه مستحيله.

وعن الإدعاءات، أضاف شكيب: إلى ما ذكر طرحنا مسألة إنجازات الوحدة، وخاصة عملها على تشجيع الشباب الدرزي للانخراط في الجيش، حيث يعرف أن سيلاقي ابن بلدته وصديقه وقريبه من قرية أخرى الأمر الذي يساعده في تخطي الحاجز النفسي للخدمة.

أزمة سوريا السبب وراء الغاء الكتيبة الدرزية!

ونفى شكيب أن يكون الدافع لإلغاء الوحدة هو إقتصاديّ موضحًا أنه لو كان كذلك لكان قد أُمر بضم الكتيبة إلى كتائب أخرى، مع الحفاظ على هويتها الدرزية، وهو ما يُسمى في سلم الجيش "بلوغا- פלוגה" مضيفًا: قرار الغاء الكتابة يخضع للتطورات في الملف السوري، فما يحدث على الساحة السورية بات يؤرق القيادة العسكرية الإسرائيلية، وهنالك تخوف من محاولة مساندة تلك الكتيبة للأخوة الدروز في سوريا، وسبق أن شهدنا حالة مماثلة عام 1982 حين ساند الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي الدروز في لبنان ضد الكتائب المارونية وميليشياتها. كما وشهدنا مؤخرًا حالة اعتقال لجندي درزي قام بمساعدة ابن الجولان للحصول عن معلومات تتعلق بالعناصر الإرهابية التي تصل لهنا للعلاج.

وأضاف شكيب موضحًا عن تقديراته فيما يتعلق بالإلتماس: نحن أمام مؤسسة كاملة، القرار بإلغاء الوحدة ليس للجيش وحدة إنما للقيادة السياسية، باعتقادي المحكمة ستفضل في هذه الحالة الوصول إلى حل وسطيّ، فكما ذكرت سابقًا سيتم ضمها إلى كتيبة أخرى مع الحفاظ على طابعها وهويتها، حاليًا نحن ننتظر الـ21 يومًا، وهي المهلة المُقرر لرد المحكمة.

نسبة الرفض والانتحار ستزيد

وشدد شكيب في الختام على أنه وفي حال تم إبقاء الوضع كما هو عليه فأن الضباط الذين قدموا سيحترمون قرار الحكمة لكن يحذّرون من أن نسبة رافضي الخدمة سترتفع في الوسط الدرزي أضف إليها ايضًا ارتفاع في نسبة عدد المنتحرين بسبب الضغوطات النفسية التي تخلقها التحديات في بيئة مخالفة لبيئتهم.

معلومات عن الكتيبة، أحذية حمراء

تجدر الإشارة إلى أن كتيبة "حيريب" (الدرزية) تأسست قبل حوالي الـ 40 عامًا، حيث كانت في الماضي بمثابة كتيبة الأقليات في الجيش الاسرائيلي، وقبل 30 عامًا تحوّلت للكتيبة الدرزية دون باقي الأقليات. جنود كتيبة "حيريب" هم الوحيدين في الجيش الاسرائيلي الذين يرتدون احذية حمراء مع قبعة سوداء.

"حصدت" الكتيبة على عددٍ من "شارات التفوق"- وفق مقاييس الجيش الإسرائيلي- منها شارة من قائد المنطقة الجنوبية في العام 2001 نتيجة لدورها في "تصفية خلية استخبارات مصرية" في النقب!. كما وحصلت على شارة تفوق ثانية من قائد المنطقة الشمالية نتيجة لـ "نشاط" الكتيبة خلال حرب لبنان الثانية!.

وفق معلومات قام الجيش بنشرها عن الكتيبة، خلال العدوان على لبنان عام 2006، كانت كتيبة "حيريب" أول "كتيبة تقوم باجتياز الحدود والدخول الى الأراضي اللبنانية والكتيبة الأخيرة التي تغادر الأراضي اللبنانية"!!، وشعار كتيبة "حيريب" هو- "السهم الأول على الحدود اللبنانية"!.

2300 جندي فقط ...وإنخفاض في عددِ المجندين

كما ويُذكر في هذا السياق على أن عددَ الجنود الدروز في الجيش حاليًا لا يزيد على 2300 جندي، إضافة إلى 1500 جندي في الاحتياط الملزمين أيضَا قانونيًا بأن يخدموا بضعة أسابيع في الجيش سنويًا بعد إنهائهم مدة الخدمة الإلزامية وهي 3 سنوات .

وتشير المعطيات الأخيرة إلى انخفاض ملموس في عددِ الخادمين من الدروز حيث شكلوا سابقًا ما نسبته 83% من الشباب (في حين بلغت نسبة التجنيد في الوسط اليهودي 75%) وتتذرع المؤسسة الأمنية على أن هذا الانخفاض سببه ارتفاع في عدد المتدينين الدروز والرافضين الخدمة من منطلقات دينية إلا أن المجتمع الدرزي يرجح سبب الانخفاض إلى حملات التوعية التي تروّج لها مجموعة "ارفض شعبك بحميك" الداعية الشباب الدرزي إلى رفض الخدمة وربط حقوقه بواجبات تستدعي أن يقوم بمواجهة وقتال أخيه الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]