يصادف اليوم 17-6 ذكرى استشهاد شهداء ثورة البراق الآبطال محمد جمجوم وفؤاد حجازي ،عطا الزير، ثلاثة أبطال وهبو أرواحهم لفلسطين، لكي تبقى شعله للنضال الفلسطيني مشتعلة، رحلوا وسجلوا صحائف مشرقة في تاريخ شعبنا مجدا وأنبهارا لحكاية مازالت الآجيال تحفظها عن ظهر قلب، ولملحمة صاغها أبطالها تحت أعوال المشانق وفي غياهب الزنازيل الخرساء في عكا مدينة الرمل الحار التي حملت ميادينها أسماءهم، وهبق أرواحهم ومسك انفاسهم الحرى التي شهدات بالوجدانية وأبتسامه ظلت على شفاههم تؤكد ان القيم الوطنية النبيلة التي قضوا من أجلها سيحملها المناضلين ويهتفون بها لمواصلة مشوار الثبات والتحدي أمام دموية الجلادين وغطرسة المحتلين.

تسلسل الاحداث:

يوم 14 آب سنة 1929 قام اليهود بمناسبة خراب الهيكل بمظاهرة في تل ابيب رفعوا فيها الاعلام اليهودية وكانوا يهتفون "الحائط حائطنا والقدس قدسنا" وكانوا ينشدون نشيد (هتكفا) ومن هناك اتجهوا نحو القدس.

يوم 15 آب صادفت ذكرى المولد النبوي الشريف، فقام العرب على اثرها بمظاهرة كبرى في القدس واندلعت الاشتباكات وسقط عشرات القتلى والجرحى.

في ظهر يوم الجمعة 23 آب، سرى خبر ان اليهود قتلوا عربيين وقامت المظاهرات في عدة مدن منها نابلس والخليل، حيث وقع العديد من الضحايا.

اما في يافا فقد قام الصهاينة بهجوم على (سكنة ابي كبير) وقتلوا إمام المسجد الشيخ عبد الغني عون وستة من افراد اسرته وقتله اليهودي "خانكن" (يوسف ابراهيم مزراحي) الذي ثبتت عليه تهمة القتل، اما في القدس فقام الصهاينة بهجوم على مقام الصحابي عكاشة واحدثوا فيه اضرارا كبيرة.

اما في صفد فكانت الاصطدامات اشد شراسة وسقط العشرات من القتلى والجرحى، تخللت ذلك احداث نهب للمخازن والدكاكين بين الطرفين. استمرت الاحداث 15 يوما وكانت حصيلتها قتل 13 يهوديا وجرح 329 وقتل 116 عربيا وجرح 232.

كانت غالبية الاصابات بين العرب برصاص القوات العسكرية والشرطة البريطانية، كما اعتقلت القوات البريطانية مئات الاشخاص وزجتهم في السجون، واتخذت اجراءات شديدة من اجل وضع حد للاشتباكات الدامية التي امتدت الى معظم القرى والمدن الفلسطينية.

اعتقال 792 صدر قرار الاعدام ضد 20

وقد اعتقلت السلطات البريطانية 792 عربيا حكم على 20 منهم بالاعدام واستقر الحكم في النهاية على ثلاثة اشخاص هم: عطا احمد الزير ومحمد جمجوم من الخليل وفؤاد حجازي من صفد كما اعتقلت 92 يهوديا حكم على شخص واحد بالاعدام هو (خانكين) لكنه خرج من السجن بعد 6 اعوام فقط.

بالثلاثاء الحمراء انتصرات ثورة الغضب الذي اندلعت في فلسطين انتصارا لارواح الآبطال الذي حلت في قلوب الفلسطينين كي يتشربوا صمودهم وتحديهم وبسالتهم وشجاعتهم وثباتهم ، وكل قيم الشجاعة والتمسك في المبادئ

سقطت أعناق الجلادين وظلت شامخة أعناق الشهداء ترموا أنظارهم سماء فلسطين التي تضيفهم كل يوم لونا زاهيا في طيف الوانها الحرة .

الأشعار والأغان تخلد ذكراهم

لقد تم اعدام فؤاد حجازي في الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء ومحمد جمجوم في الساعة التاسعة وعطا الزير في الساعة العاشرة وكانوا ينشدون في سجنهم – النشيد الذي نظمه نجيب الريس:

يا ظلام السجن خيم-اننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل الا-فجر مجد يتسامى

كما رثاهم الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان بقصيدته المشهورة "الثلاثاء الحمراء" التي مطلعها:

لما تعرض نجمك المنحوس-وترنحت بعرى الجبال رؤوس
ناح الاذان واعول الناقوس-فالليل اكدر والنهار عبوس

كما تغنى الشعب باغنية شعبية ذكرتها الراوية رضا شحادة بعنوان: احزان عام 1929، جاء في مطلعها:

من سجن عكا وطلعت جنازة-محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي-المندوب السامي وربعه عموما

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]