شهدت الكنيست بعد ظهر اليوم جلسة عاصفة وصاخبة من العيار الثقيل، ودار النقاش في الكنيست عن قانون المواطنة، وعندما اعتلى نائب وزير الداخلية مزوز المنصة توجه الى النائبة حنين زعبي واشار بإصبعه قائلا لها "أعيدي لنا بطاقة الهوية" بل زاد على ذلك وقال موجها خطابه للنواب العرب: نصنع لكم جميلا باننا نمنحكم حق الحياة في بلادنا.

وقاحة نائب وزير الداخلية

النائبة زعبي من طرفها طلبت من مزوز الاعتذار عن اقواله وقالت : لن ادعك تتكلم من على المنصة، ورغم ذلك لم يتوقف مزوز ولم يعتذر بطبيعة الحال عن كلماته المقززة وقال: من يدعم الارهاب لا مكان له بيننا! ووصلت وقاحة مزوز الى حد انه طلب من رئيس الكنيست ادلشتاين اخراج النواب العرب من القاعة، وبين هذا وذاك توقف النقاش في الكنيست لدقائق بسبب الهرج والمرج والصراخ من كل جانب.

والمفاجئة كانت من جانب وزير المعارف بينيت حيث اعتلى المنبر ووجه خطابه الى مزوز قائلا: من حق كل مواطني الدولة ان ينعموا بالمساواة التامة وبدون تمييز، وهذا حق يحفظه القانون لليهود والعرب على حد سواء، ولا احد يصنع جميلا للمواطن على انه مواطن.

من جانبه فقد قال رئيس الحكومة من على منبر الكنيست بعد ان هدأت العاصفة: القانون يضمن لكل المواطنين يهودا وغير اليهود الحق في الترشح والانتخاب، لكن على كل مواطن في البلاد التقيد والالتزام واحترام القوانين، ولا يحق لاحد ان يتهم "جيش الدفاع" الذين يدافعون عن الوطن، عن اليهود وغير اليهود، اتهامهم انهم مجرمو حرب.

نحن هنا قبل قيام الدولة
من جانبها هاجمت النائبة عايدة توما في خطابها نتنياهو وقالت : من توقع ان يقوم نتنياهو بالدفاع عنا وعن حقوقنا فقد اخطأ او انه كان يحلم احلام يقظة، ورئيس الحكومة هذا يوافق ويدعم جوقة التحريض التي بداها مزوز .

وتابعت توما: لقد اراقوا دمائنا، وحكومة مبنية على اسس تحريضية بربرية، فقط حكومة كهذه تستطيع سن قوانين تخولها انتزاع حق الحياة الاسرية لمجتمع فلسطيني بأكمله، ومن يتحدث عن الارهاب عليه ان ينظر في المراة، وما من احد يصنع لنا جميلا اننا نملك بطاقة هوية.

يشار الى النائبة توما حاولت من خلال استئناف على القانون الذي يجيز مواصلة "قانون المواطنة" الذي يحرم عشرات الالف من العائلات الفلسطينية لم شملهم.

انتقاد لحزب العمل
محاولة توما ايقاف تمديد القانون لفترة اضافية سقط بالتصويت 55 ضد 18،وجدير بالذكر ان نواب المعسكر الصهيوني تغيبوا عن التصويت، من جانبها قالت رئيسة حزب "ميرتس" زهافا جلئون موجهة كلامها الى المعسكر الصهيوني: "ميرتس" لن تشارك في جلسات المعارضة بسبب تغيبكم عن التصويت وانتقد تمار داندبيرغ من "مريتس" أيضًا تغيّب أعضاء "المعسكر الصهيوني" واصفةً إياه بالهرب.

قضية النائب غطاس

واستمرت الجلسات في الكنيست، حيث طرح موضوع مشاركة النائب غطاس في أسطول الحرية، وبطبيعة الحال تحدث أكثر من نائب من احزاب اليمين ومن المعسكر الصهيوني وجميعهم عبروا عن رفضهم مشاركة غطاس بالأسطول وادعوا أن هذا الاسطول وإن حمل ادوية وغذاء فهو يحمل كمية قليلة جدًا وأن اسرائيل تدخل الغذاء والادوية لغزة بكميات كبيرة، وأطلقوا جميعهم شعارات مشابهة كالتي يطلقونها دائمًا: بأن يهتم النواب العرب للمدن العربية لا لغزة، علمًا بأن النقاشات والجلسات منذ الصباح هي بأمور تخص المواطنين العرب في الداخل.

عودة: مع حكومة عنصرية كهذه، كل اعتداء عنصري كحرق الكنيسة متوقع
وتم أيضًا طرح موضوع حرق كنيسة "الطابغة" والمقدسات الدينية، حيث عبر النواب العرب وبعض نواب اليسار عن استيائهم ووجهوا أصابع الاتهام للحكومة العنصرية فيما "تهرب" أعضاء اليمين من الموضوع وتحججوا أن هنالك مقدسات يهودية تتعرض للاعتداء أيضًا، وقد عبر النائب أيمن عودة عن عدم استغرابه من حرق الكنائس والمساجد مع وجود نائب وزير داخلية يحرض ووزراء محرضين وعنصريين.

زعبي لحازن: انت مكانك في الكازينوهات ..هذه كنيست إذهب إلى الكازينو
وحول موضوع النائب غطاس تحدثت كل من النائب حنين زعبي والنائب عبد الحكيم حاج يحيى والنائب أسامة السعدي وتحدثوا أن غزة المحاصرة تحتاج للدواء والغذاء وأن الحصار الذي تقوم به اسرائيل هو حصار غير انساني بينما مشاركة النائب غطاس هي مشاركة لأهداف انسانية بحتة، وقد قام نواب اليمين بمقاطعة النواب العرب، ومن بينهم أورن حزان الذي جاوبته النائب حنين زعبي قائلة : أنت اذهب إلى الكازينوهات، هذه الكنيست وليست كازينو"، فيما طالب نواب اليمين بسن قانون يبعد غطاس عن الكنيست في حال شارك قرر بأن يتم بحث الموضوع في اللجان المختصة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]