أظهرت معطيات، طرحت خلال جلسة للجنة التربية، الثقافة والرياضة صباح الأربعاء 24-6-2015، بحضور المديرة العامة لوزارة الثقافة والرياضة اورلي برومان، اعضاء كنيست عرب وممثلين عن الفنانين العرب، أن ميزانية الثقافة العربية في اسرائيل تعادل 3.2% فقط من مجمل ميزانية الوزارة، وتقف عند 14 مليون شيكل في السنة.

احتجّ المجتمعون على التمييز ضد الوسط العربي وطالبوا برفع الميزانية لتصل إلى 20% على الأقل، بحيث تتناسب مع نسبة المجتمع العربي من مجمل المجتمع الاسرائيلي.

رئيس لجنة التربية، الثقافة والرياضة النائب يعقوب مرجي (شاس)، طالب بتوزيع عادل لميزانية الوزارة، بين الوسطين العربي واليهودي.
"من بين 700 مليون شيكل، هي ميزانية وزارة الثقافة والرياضة، تتلقى الثقافة العربية نحو 14 مليون شيكل في السنة، بمعنى آخر 7 شيكل فقط لكل مواطن عربي، مقابل 80 شيكل للمواطن اليهودي. ليس لدينا متاحف ولا قاعات سينما ولا مؤسسات ثقافية. التمييز صارخ جدا"، بهذه الكلمات افتتح النائب عيساوي فريج (ميرتس) جلسة النقاش، التي بادر لعقدها.

مبادر لآخر لعقد الجلسة، هو النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، أضاف أن تضييق الفجوة بين المجتمعين العربي واليهودي يحتاج إلى سنوات طويلة. وطالب وزارة الثقافة بعدة أمور من بينها: إقامة متاحف، تشجيع الانتاج الأدبي العربي، إقامة مكتبات عامة، الغاء اقتران الحكم المحلي بوزارة الثقافة، الذي يحول دون اقامة مؤسسات ثقافية في البلدات العربية بسبب نقص الميزانيات في السلطات المحلية العربية. وقال عودة للمديرة العامة للوزارة: "أنظروا الينا كشركاء في نقاشات مستقبلية لتقليص الفجوات".

اورلي برومان، المديرة العامة للوزارة ردت قائلة:" أنا اتحدث أيضا باسم وزيرة الثقافة ميري ريجيف، التي أكدت أن الوزارة حددت لنفسها أربعة أهداف رئيسية: تمكين الضواحي (الارياف)، تقوية الثقافة والرياضة في الوسط العربي، تعزيز التراث وتعزيز الصهيونية. الوزارة علمت على ذلك في دورات سابقة ولكن ليس بما يكفي. من خلال استطلاع تم اجراؤه، يتضح وجود ثلاثة نواقص أساسية، الافتقار إلى البنى التحتية على مستوى البناء، عدم وجود أقسام ثقافة في السلطات المحلية، وغياب دعم مالي كافي في الهيئات الثقافية. اقتراحي العملي، هو اقامة طاولة مستديرة برئاستي وبمشاركة ممثلي الوزارات ذات الصلة وممثلي الوسط العربي. هناك معركة حقيقية على ميزانية الثقافة في دولة اسرائيل، مع وزارة المالية التي تسعى لإجراء تقليصات كبيرة في مختلف الوزارات. 18% من ميزانية الدولة مخصصة للثقافة، وهذه ميزانية صغيرة. أنا أناشدكم بالانضمام الينا في هذه المرحلة للمعركة الأهم".

ورد أعضاء الكنيست أنهم معنيون بتوزيع عادل في الميزانية القائمة. "أولا حوّلوا لنا 20% من ميزانية الوزارة، وبعد ذلك سننضم اليكم في المعركة على الميزانية العامة"، قالت النائب حنين زعبي (القائمة المشتركة).

النائب عايدة توما –سليمان (القائمة المشتركة) قالت:" ليس صدفة ان الميزانية منخفضة. هذا يعكس عمليا تفكيركم حول الثقافة العربية. افعلوا ما فعلته وزارة المواصلات، اتّبعوا سياسة التفضيل المصحح، وخصصوا لنا 40% من مجمل الميزانية".

روت مدار، ممثلة الحكم المحلي، قالت إن المشكلة الأساسية في السلطات المحلية وخاصة العربية منها، تكمن في عدم وجود التمويل اللازم لبناء مراكز ثقافية.

البيرت اندراوس، الذي مثل منتدى لجمعيات ثقافية عربية، حذّر وقال إنه لا يريد حتى التفكير بالبدائل الناجمة النقص الثقافي، مستدركا "مهم اقامة برنامج خاص بالوسط العربي. الفنانون يتطورون والسكان يتزايدون، والميزانية غير متوافقة".

النائب أسامة سعدي (القائمة المشتركة) قال:" المسرح الوحيد، الميدان، يتلقى مليون شيقل، والآن يريدون وقف الدعم المقدم له. لا يوجد دعم للرياضة في الوسط العربي ولذلك نضطر للسفر إلى الخليج للبحث عن ميزانيات. سافرنا حتى قطر لجلب 8 مليون دولار لبناء استاد كرة قدم. احمد طيبي تمكن من تجنيد 8 مليون يورو لبناء مركز ثقافي في الطيبة، ولكن بدون أي علاقة، نحن نصر على حقنا بالحصول على الميزانية من دولة اسرائيل".

النائب دوف حنين (القائمة لمشتركة) قال:" لا يوجد ميزانية داعمة للثقافة العربية، كما لا يوجد مناخ داعم، وهذا مزيج خطير. يجب احداث انقلاب كبير لإخراج الثقافة العربية من مسار الانحدار إلى اتجاه التقدم".

النائب أحمد طيبي (القائمة المشتركة) قال:" الميزانية من حق المواطنين وليست للوزير الذي يقف على رأس الوزارة. هناك تعليمات توجب توزيع الميزانيات بصورة عادلة". وتطرق إلى اللقاء الذي جمع وزيرة الثقافة مع فنانين وقال" لا نريد عقد صلح وإنما نريد ميزانيات".
النائب ميراف بن آري(كولانو) قالت:" الثقافة هي حاجة أساسية للناس بدون علاقة بالآراء السياسية".

في نهاية النقاش، دعا رئيس اللجنة، النائب يعقوب مرجي، الحكومة إلى زيادة حصة الثقافة ضمن ميزانية الدولة التي ستعتمد قريبا. وناشد جميع أعضاء الكنيست، بحث ممثليهم في الحكومة والكنيست، على دعم زيادة ميزانية الثقافة بشكل عام، وميزانية الوسط العربي بشكل خاص. وناشد برفع الميزانية المخصصة للوسط العربي إلى 20%. وطالب بإقامة لجنة من عدة وزارات، مركبة من ممثلي وزارة الإسكان، مكتب رئيس الحكومة، وزارة الداخلية، وزارة الثقافة، وزارة السياحة ووزارة النقب والجليل، فضلا عن ممثلين عن الحكم المحلي و"مفعال هبايس" والوسط الثقافي في الوسط العربي، ووضع خطة للتغلب على العقبات التي طرحت خلال النقاش. ودعا رئيس لجنة التربية، الثقافة والرياضة، "مركز الحكم المحلي، للعمل على أن يكون هناك قسم ثقافي في جميع السلطات المحلية العربية. تقرير وزارة الثقافة والرياضة صارخ، ونحن هنا للمساعدة. جزء كبير من ثقافتي اكتسبتها من الثقافة المغربية وانا عاشق كبير لهذه الثقافة. في الثقافة لا توجد حدود ولا يمكن وضع عقبات. على المجتمعين العربي واليهودي أن يثري احداهما الآخر من الناحية الثقافية، بحيث يتشكل هنا شيء خاص لنا جميعا، وهذا بالطبع دون الانسلاخ عن ماضي وتراث وثقافة كل واحدة من الأديان".

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]