بعد استباحة دماء شهداء القدس والاقصى في المرة الاولى، واسقاط ثلاثة عشر شهيدا برصاص الشرطة الاسرائيلية، استباحت الشرطة الاسرائيلية وللمرة الثانية دماء شهداء الداخل الفلسطيني بشكل عام وشهداء وادي عارة بشكل خاص بتعيين المسؤول عن مقتل شهداء وادي عارة بمنصب قائم بأعمال مدير الشرطة العام وكأن جهاز الشرطة يعود ليكرم من تلطخت يديه بدماء ابناء الوسط العربي ولتعينه بمنصب رفيع، وكأنها توجه رسالة الى المجتمع العربي بأن ما حدث في هبة الاقصى من الممكن ان يعود ويتكرر – على حد وصف ذوي الشهداء!.

وفي هذا السياق، اعرب الزميل الصحفي عمر صيام، شقيق الشهيد احمد صيام، عن استنكاره واستياءه لمثل هذا القرار وخاصة وان الضابط بنتسي ساو هو المسؤول الاول عن مقتل شهداء وادي عارة مشيرا خلال حديثه ان هذا القرار كان متوقعا حيث سبقه العديد من التمهيدات التي كانت ترمي الى ترقيته لمنصب رفيع في سلك الشرطة.

شقيق الشهيد احمد صيام: الشرطة ترسل رسالة لنا بإستباحة دماءنا، وتكرم من يسفك اكبر كم من الدماء

وأضاف صيام: تعيين من تلطخت يداه بالدماء يثير العديد من التساؤلات حول ما تريد الشرطة ايصاله للجماهير العربية، فلا اعتقد ان القضية فقط تقتصر على ترقية ضابط في الشرطة، بل هي اعظم من ذلك بكثير، فما جرى وما يجري اليوم هو استباحة لدماء فلسطينيي الداخل.

وقال: ما نراه هو تنافس على سفك دماء ابناء الوسط العربي، ومن يسفك اكبر كم من الدماء يحصل على اعلى المناصب، وهذا امر كان واضحا لنا وليس غريب ولكن يبقى الالم موجود بأن ترى قاتل ابنك واخيك يترقى لمناصب عليا.

وعن الخطوات القادمة فقد قال: سيكون هناك اجتماعا لذوي الشهداء عما قريب وسنرى ما هي الخطوات المناسبة للقيام بها لمنهاضة القرار المجحف بحق دماء ابنائنا ، ولكني في الحقيقة لا ارى انه يمكن احداث تغيير على هذا القرار لا من قبل ذوي ولا من قبل اعضاء الكنيست فكلنا يعلم انه لا حول ولا قوة لأعضاء الكنيست للتأثير بمثل هذه القضايا.

شقيق الشهيد احمد عيق: هذا القرار يعتبر اهانة لنا ولشهدائنا

اما عدنان عيق شقيق الشهيد محمد عيق جبارين فقد عبر عن امتعاضه من قرار التعيين واعتبره اهانة بحقهم حيث قال: اهانة عظمى لنا ولشهدائنا وعلقولنا بأن يعين قاتل ابنائنا بمنصب قائم بأعمال مديرالشرطة العام، فهم يقتلون ويذبحون ويعينون مسؤولين كبار، ان قرار التعيين هذا يقودنا لاستنتاج واحد الا وهو ان الدولة الاسرائيلية ستقف سندا لأبنائها من المجرمين الذين يقتلون العرب.

واضاف: انها بهذا القرار وقرارات اخرى سابقة تشجع قتل العرب، وهذا القرار يعني ان ما حدث في هبة القدس والاقصى ليس مستبعدا ان يحدث في ظل بقاء مجرمي هبة اكتوبر في مقاليد الحكم.

الشيخ صلاح: ما حدث يعطي رسالة حماية رسمية لهؤلاء المجرمين

اما فضيلة الشيخ رائد صلاح رئيس لجنة الحريات والشهداء والاسرى والجرحى المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا فقد اشار خلال تعقيب له ان تعيين عناصر اخرى ممن شاركوا بجرائم هبة القدس والاقصى لم يكن الاول من نوعه ، حيث قال: هذا ليس جديدا، مع كل صدمتنا مما حدث، فقد سبق وان تم ترقية عناصر اخرى ممن شاركوا في جرائم التي وقعت علينا خلال هبة القدس والاقصى واصبحوا اصحاب مناصب اعلى مما كانوا عليه، وهذا في نظري يعطي رسالة حماية رسمية لهؤلاء المجرمين في الوقت الذي يجب ان ينالوا جزاءهم بما يتناسب مع بشاعة جرائمهم في حق شهداء هبة القدس والاقصى.

تجدر الاشارة الى ان ساو كان قد تسلم قيادة حرس الحدود في منطقة وادي عارة في فترة انتفاضة هبة القدس والاقصى وبحسب تقرير لجنة اور فإنه يتحمل المسؤولة عن قتل الشهداء الثلاثة احمد صيام، محمد عيق جبارين، ومصلح جرادات في وادي عارة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]