أفادت وزارة الصحة في تونس أنّ الطاقم الطبّي المختصّ بقسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة تمكّن من تحديد هويّات ما تبقّى من ضحايا الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف المقيمين بأحد نزل المنطقة السياحيّة بالقنطاوي بسوسة يوم الجمعة 26 جوان الماضي.

وللتذكير فقد أسفرت العملية عن وفاة 38 شخصا إلى جانب منفذ العمليّة الإرهابيّة وإصابة 39 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة الذين غادروا المؤسّسات الصحيّة بعد تماثلهم للشفاء باستثناء مصابين اثنين لا زالا تحت المراقبة الطبيّة.

وفيما يلي جنسيّات ضحايا الهجمة الإرهابيّة :

30 بريطانيا
3 ايرلنديّينا
2 ألمانيين
1 برتغالي
1 روسي 

منفذ العملية من راقص الى ارهابي

سيف الدين رزقي، منفذ العملية الإرهابية التي قتل فيها 38 شخصا على الأقل الجمعة في سوسة (تونس)، كان طالبا جامعيا شابا دون أي علامة مميزة تدل على انتمائه المتطرف. ولد رزقي في مدينة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب تونس) في 1992. وانتقل في سن 19 إلى القيروان حيث حصل على شهادة الماستر في الهندسة الكهربائية. الذين عرفوه يتحدثون عن إنسان "عادي"...

من كان في "حي الزهور" الفقير بمدينة قعفور التونسية، ولاية سليانة (شمال غرب تونس)، يتصور أن يتحول سيف الدين رزقي (23 عاما) البارع في رقص "البريك دانس" إلى مرتكب أسوأ هجوم دموي ضد سياح أجانب في تاريخ تونس.

رزقي طالب ماجستير في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا" بجامعة القيروان (وسط). ورفض والده المصدوم الحديث إلى وسائل إعلام توافدت على منزله المتواضع في قعفور. وقال الأب للصحافيين "أرجوكم لا تكلموني".

عائلة فقيرة

ولد سيف الدين رزقي في عائلة فقيرة، وهو أكبر إخوته (فتاة، وطفل معوق). واعتاد العودة إلى قعفور "مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين وخلال العطل" الدراسية بحسب عمه علي (72 عاما) الذي قال إن سيف الدين اعتاد العمل، كلما عاد اإلى قعفور، نادلا في مقهى ليوفر نفقات دراسته.

كان سيف الدين "ناجحا في دراسته، يمارس الرياضة ويرقص البريك (دانس)" وفق قريبه نزار الذي أكد إنه لم يلاحظ عليه أي علامات تشدد في الفترة الأخيرة. وقال نزار إن سيف الدين عمل الخميس نادلا في مقهى بقعفور وعند عودته إلى المنزل "صلى ثم خرج لإمضاء وقت في المقهى مع "لولاد" في إشارة إلى أبناء الحي. وأكد "لم نلاحظ عليه أي شيء غريب، قعفور كاملة تفاجأت بما حصل".

وقال شاب طلب عدم نشر اسمه "خوفا من اشتباه الشرطة في علاقته" بسيف الدين رزقي إن الأخير "كان راقص بريك دانس بارعا جدا" وأنه سبق لهما أن تلقيا معا دروس في هذه الرقصة في "دار الشباب" بقعفور.

راقص

ونشرت وسائل إعلام محلية السبت مقطع فيديو يعود إلى سنة 2010 ويظهر سيف الدين، الذي تم تقديمه في المقطع باسم "سيف سيسكو"، بصدد أداء رقصة بريك دانس على أنغام موسيقى غربية صاخبة.

وفي مقطع الفيديو كان "سيف سيسكو" يرتدي قلادة وقبعة على هيئة كثير من الموسيقيين والراقصين الغربيين.

وتساءل علي رزقي عم سيف الدين "كيف تدرب (على حمل السلاح) وأين تدرّب؟. الله أعلم". وكان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أعلن الجمعة أن سيف الدين الرزقي حصل في 2013 على جواز سفر إلا أن جوازه لا يحمل أي اختام مغادرة للبلاد. و"في المدة الأخيرة لاحظ عليه زملاؤه (في جامعة القيروان) نوعا من التزمت وميلا إلى العزلة" حسبما أعلن مساء السبت محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية.

وقال العروي لتلفزيون "الحوار التونسي" الخاص "كان ينغمس كثيرا في الإنترنت ويمضي وقتا كبيرا في الإبحار على الإنترنت ويرفض إطلاع زملائه على المواقع التي يبحر فيها. كان يحاول أن ينفرد بنفسه عندما يبحر على الانترنت".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]