بعد التصريحات الفاشية التي ادلى بها عددٌ من نواب اليمين والتي هاجموا من خلالها المسلمين وشهر رمضان المبارك، واصفين الشهر الفضيل بـ "شهر الأرهاب"، ابدت عددٌ من قيادات المجتمع العربي استياءهم وسخطهم من تلك التصريحات والتي تهدف إلى "شيطنة الأسلام" و- "نزع الشرعيةّ عنه" و- "الصاق تهم الإرهاب فيه". 

وكان قد قام كل من وزير الزراعة اوري ارئيل (البيت اليهودي)، وعضو الكنيست ينون ميغال (يسرائيل بيتنا)، ورئيس الدولة رؤوفين رفلين بالادلاء بالعديد من التصريحات الرابطة ما بين الأرهاب والشهر الفضيل والمطالبة بالعمل على الحد من "التسهيلات" التي قدمتها الحكومة للفلسطينيين في الشهر الفضيل، تسهيلات تهدف إلى ربطهم مع واقعهم الفلسطيني الذي تم عزلهم عنه قسرًا وبفعل الإحتلال. 

الصحافي عبد الحكيم مفيد: تصريحات ملائمة للشارع الإسرائيلي

الصحافي عبد الحكيم مفيد، والقيادي في الحركة الإسلاميّة الشماليّة، قال معلقًا لـ "بكرا": ما نسمعه من تصريحات عنصرية ليس بالغريب او الجديد على المجتمع الاسرائيلي، فهذه التصريحات التي تفوه منها رائحة العنصرية والكراهية تنسجمع من الخطاب الاسرائيلي العام، ففي كل مرة تبحث المؤسسة الاسرائيلية عن سبب لتضع فيه الفلسطينيين بمكان الفزاعة ومكان المتهم.

واضاف: لا اعتقد ان هذه التصريحات تحتاج ان يكون هناك موقف خاص كونها تتلائم تتمامًا مع موقف الشارع الاسرائيلي، سواءً كان من قبل الحكومة او من قبل الشارع الاسرائيلي بشكل عام، فأرجو الكوف عن نسب هذه التصرياحت لليمين الاسرائيلي وكأن قوى المركز او اليسار لا تملك مثل هذه المواقف، فالموقف نفسه موجود في معظم الشارع الاسرائيلي.

دراوشة: كل لحظة اضافية بعمر هذه الحكومة هي جريمة بحق الشعب الفلسطيني

بدوره قال محمد دراوشة، مدير مجال المساواة والمجتمع المشترك في جفعات حبيبة، لـ"بكرا": هذه تصريحات ليست بالغريبة على هذه الحكومة ومركباتها، فهذه حكومة تركيبتها تأسست على المبنى العنصري ونتاجها طبيعي ان يكون نتاج عنصري، فالمكار لا يمكنه ان يغير جلده ، فطبعه دائما يغلب عليه، وطبع هذه الحكومة العنصرية يغلب عليها، وكل المحاولات التي يعملون عليها كي يظهروا امام العالم على انهم حكومة تساوي بين مواطنيها هي محاولات بائسة، فالحكومة تتبنى الفكر العنصري تجاه المواطنين العرب، بل وتطبقه على ارض الواقع، وكل نشاطها موجه المواطنين العرب لمحاولة سلخ شرعيتهم ومن ناحية ثانية تهميش المواطنين العرب ومحاولة الضغط على الفلسطينيين في كل طريقة ممكنة.

واضاف: العوبة التسهيلات التي كانت في رمضان كانت العوبة مقصودة بإنتظار ان يحملوا الفلسطيينيين فيما بعد مسؤولية عمليات ضد مستطونين ومحاولة اعادة الفلسطينيين الى الدائرة الاولى حول كل ما يتعلق بقضية عمليات وكأن المشكلة مشكلة ارهاب وان ما تقوم به اسرائيل من تشديد ما هو الا محاولة للسيطرة على ازدياد عمليات الارهاب، ولكن في حقيقة الحال فالحكومة تستدرج الفلسطينيين لحظة بلحظة لاشعال النار في المنطقة لانه اسهل لهم بأن يتعاملوا مع فلسطينيين متهمين من فلسطينيين يرغبون في السلام .

واختتم قائلا: هذه حكومة يجب تقصير عمرها وكل لحظة اضافية بعمر هذه الحكومة فهي جريمة بحق الشعب الفلسطيني وهي جريمة المجتمع الفلسطيني في الداخل الموجود كرهينة في يدي اليمين المتطرف.

د.عفو اغبارية: الاحتلال هو الارهاب بعينه، ويحق للفلسطيني ان يدافع عن نفسه

النائب السابق والقيادي في الحزب الشيوعي والجبهة عقب بدوره على التفوهات العنصرية قائلا: هذا ليس بجديد وخاصة وأن هؤلاء الفاشيين مستعدين ان يحكموا على شعب كامل بأنه ارهابي علما انهم هم الأرهابيين، فلاحتلال هو الارهاب بعينه، ومن حق الشعب الفلسطيني ان يدافع عن نفسه، ووجود هؤلاء الارهابيين المحتلين من المستوطنين الذين يمولون من الحكومة الاسرائيلية بنفسها هم السبب والارهاب وليس المواطنين الفلسطينيين وليس شهر رمضان وليس المسلمين، فنحن نشجب ونحمل مسؤولية التصعيد يريدونه من وراء هذه الحملة للتنكيل في الفلسطينيين في شهر رمضان.

وحول "التسهيلات " التي قامت بها الحكومة الاسرائيلية خلال شهر رمضان المبارك من ادخل لمصلين للمسجد الاقصى المبارك فقد قال: هي لم تفتح الابواب، وفي كل الفترة التي مضت سمحوا فقط لمن هم فوق الاربعين، وعدم السماح بالذات للفلسطينيين المسلمين ان يقيموا شعائرهم الدينية فهذا هو الاستفزاز بعينه، فإسرائيل تكذب عندما تقول انها فتحت وخففت من القيود على امكانيات الدخول الى الحرم القدسي الشريف فهذا هو كذب وفقط للدعاية امام الدول الكبرى، كذب الذي لم يعد يصدق في المجتمع الدوليّ.

د. جمال زحالقة: استعماريون معادون للمسلمين والمسيحيين

الامر ذاته اكده عضو الكنيست د.جمال زحالقة والذي شدد خلال حديثه لمراسل موقع "بكرا" على النهج العنصري الذي بات متجذر في المجتمع الاسرائيلي، حيث قال: هؤلاء استعماريين معاديين لاهل البلاد الاصلانيين ولحضاراتهم واديانهم وهكذا كل استعمار في الدنيا ولا يخلوا الاستعمار الصهيوني من عنصرية وعداء للعرب المسلميين والمسيحيين على حد سواء، فلا شك ان هناك تصعيد في التصريحات العنصية العدائية من قبل القيادات الاسرائيلية وهذا استمرار لنزعة التطرف اليميني التي تجتاح المجتمع الاسرائيلي.

واختتم قائلا: علينا ان نواجههم ونفضحهم في المحافل العالمية من خلال طرح امام العالم كله ما نعانيه من العنصرية الاسرائيلية ويجب علينا ان يكون نضالنا موحد كي نتمكن من ايصال صوتنا لصد الانفلات العنصري الاسرئيلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]