تتعرض مدينة حلب تتعرض واسع تقوده جبهة النصرة، وحدود سوريا الشمالية تشهد حشودا تركية غير مسبوقة، فيما تنفي أنقرة وجود خطط فورية لتدخل عسكري، ويعتبر الهجوم الذي تقوم به "النصرة" هو الأضخم بتاريخ الأزمة السورية على حلب.

قتل وجرح العشرات في سقوط أكثر من 400 قذيفة الخميس 2 يوليو/تموز على أحياء في مدينة حلب السورية في هجوم واسع شنته جبهة النصرة وفصائل أخرى بهدف السيطرة الكاملة على المدينة.

وأفاد نشطاء المعارضة السورية بتواصل القتال العنيف بين مسلحي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وفصائل أخرى متحالفة معها من جهة، وقوات الجيش السوري من جهة أخرى في حي جمعية الزهراء ومحاور الليرمون وشيحان ومحور القلعة في حلب القديمة، ومحور البحوث العلمية في حلب الجديدة.

وأشار النشطاء إلى مشاركة السلاح الجوي السوري في العمليات العسكرية في المنطقة، وإلى وقوع المزيد من الخسائر البشرية من الجانبين.

وأعلنت الفصائل المشاركة في الهجوم والمعروفة بتشددها في بيان أنها تسعى إلى "تحرير مدينة حلب" وضمان خضوعها لحكم الشريعة.

ويسيطر مسلحو المعارضة السورية على المناطق الشرقية من مدينة حلب التي تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، تقابلها قوات الجيش في المناطق الغربية من المدينة، وكانت دارت أولى المواجهات بين الطرفين حول المدينة صيف عام 2012.

وكان الجيش السوري قد صد في نهاية الشهر الماضي هجوما واسعا أطلق عليه اسم "عاصفة الجنوب" شنته جبهة النصرة وفصائل أخرى للسيطرة على مدينة درعا جنوب البلاد وتمكن من القضاء على كثيرين من قيادات المعارضة في تلك المنطقة.

حشود تركية غير مسبوقة على الحدود مع سوريا

وتزامن هجوم جبهة النصرة وحلفائها على مدينة حلب مع مواصلة تركيا بصورة غير مسبوقة حشد قواتها على الحدود مع سوريا، وتصريح رئيس حكومتها أحمد داود أوغلو بعدم وجود خطط فورية للتدخل العسكري في الجارة الجنوبية.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية ومسؤولين أتراك أن أنقرة نشرت قوات إضافية بينها قوات خاصة وعتاد على امتداد قسم من حدودها مع سوريا.

وصرّح داود أوغلو للقناة السابعة التركية الخميس 2 يوليو/تموز قائلا: "صحيح أننا اتخذنا إجراءات لحماية حدودنا. هناك أوامر بالتحرك اذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي"، مستدركا "يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غدا أو في المستقبل القريب".

وأضاف داود أوغلو "إذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي فسوف نتحرك على الفور ولن ننتظر حتى الغد. ولكن من الخطأ التوقع أن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل أحادي الجانب في الوقت القريب ما لم تكن هناك مخاطر"، وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت عن خطط جارية لعملية عسكرية وشيكة عبر الحدود.

واتهم رئيس الوزراء التركي الأسد بالتعاون مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في مهاجمة المعارضة المعتدلة، مشيرا من جهة أخرى إلى أن المواطنين السوريين لن يحصلوا على إمدادات من الطعام والدواء إذا تسبب القتال في تقسيم المدينة، محذرا من أن القتال هناك سيؤدي إلى تدفق جماعي للاجئين إلى بلاده.

الأكراد يستعيدون مناطق في تل ابيض وكوباني

وفي الجانب الآخر من الحدود التركية، تمكنت وحدات الحماية الكردية من استعادة قريتين في ريف تل أبيض من تنظيم "داعش"، فيما قتل 10 من مسلحي هذا التنظيم المتطرف في اشتباكات دارت بين الطرفين في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب "كوباني"، حسب نشطاء المعارضة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت مؤخرا أن البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة لإقامة منطقة عازلة في سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن "البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي، لا ترى ضرورة لفرض منطقة آمنة في سوريا حاليا"، مضيفا أن "هناك صعوبات كبيرة في فرض مثل هذه المنطقة، إضافة إلى أن التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة".

يُذكر أن تحالفا دوليا تشارك فيه دول عربية وتقوده الولايات المتحدة يشن منذ العام الماضي ضربات جوية ضد مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.

المصدر: روسيا اليوم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]