الكثير من المؤشرات على الأرض تقول ان كل من إسرائيل وحركة حماس تقتربان من الإعلان عن التوصل لـ "هدنة طويلة الأمد" خلال الفترة القريبة المقبلة، خاصة وأن المبعوث الخاص للأمين العام لمنطقة الشرق الأوسط نيكولاي ميلادنوف حمل قبل أسبوعين تقريبا آخر الأفكار والمقترحات الإسرائيلية والدولية لحركة حماس من أجل إرساء الهدنة.

ما يتوقعه مطلعون على قرابة من حركة حماس في قطاع غزة يشير إلى ان الجميع سواء في غزة أو إسرائيل يترقبون أن يعلن عن ساعة الصفر للتطبيق بعد الانتهاء من مناقشة بعض الأمور الفنية من كلا الطرفين.

فحركة حماس تقريبا والحديث لمصادر خاصة تحدثت لـ "رأي اليوم" انتهت من مناقشة أفكار التهدئة بعد عرضها على طاقهما القيادي في غزة، ومن ثم نقلت هذه المناقشات إلى قيادة الحركة في قطر عبر الدكتور موسى أبو مرزوق الذي غادر غزة لهناك في مهمة عمل فقط تتركز حول هذا الملف.

وتردد مؤخرا أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو وضع هو الآخر عدة ملاحظات على موقف حماس من خطة الهدنة.
 

تحسين الوضع الاقتصادي

ومجمل النقاط التي يدور حولها اتفاق الهدنة الطويلة تشمل وقف متبادل للأعمال العسكرية، بما فيها تعهد حماس للأطراف الضامنة للاتفاق التوقف عن تطوير الصواريخ وحفر الأنفاق التي تشن منها هجمات ضد إسرائيل وقت الحرب، على أن تقوم إسرائيل بتسهيل مرور مواد البناء وتسريع المجتمع الدولي تحديد الدول الغربية لدفع أموال أعادة إعمار غزة، وتحسين الوضع الاقتصادي، بما في ذلك إنهاء الحصار تقريبا عن غزة.

وتلك الأفكار الخاصة بالهدنة أبلغت لحركة حماس ليس فق من إسرائيل بل من دول غربية دخلت على خط الوساطة، وتعهدت بدفع مبالغ الإعمار وفتح مشاريع تنمية في غزة مثل دول أوروبا وأبرزها ألمانيا.


وخلال المناقشات على بنود الخطة وضعت الحركة عدة ملاحظات، لكنها لا تصل لحد الرفض، وهو الأمر الذي تظهره تصريحات رئيس الحركة في غزة إسماعيل هنية النائب الأول لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي.

وهنية خلال كلمة له بأحد المساجد بمدينة رفح التي تقع في المنطقة الجنوبية لقطاع غزة قال وهو يشير لذلك أن القوى التي أخذت قرار الحرب ضد غزة العام الماضي، قررت الانفتاح على غزة وحماس.

لكن رغم أنه لم يعط المزيد من التفاصيل حول حديثه، إلا أنه فهم منه الاتصالات بشأن الهدنة، خاصة وأنه قال ان "شهر رمضان الحالي سيشهد بداية الحصاد لبطولات المقاومة وكتائب القسام التي استبسلت في الدفاع عن غزة، وقال هنية يخاطب سكان غزة "أبشروا فالفرج قريب بإذن الله".

وفي دليل على ذلك أيضا قال وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون أن إسرائيل لا تجري أي نوع من المفاوضات السياسية مع حركة حماس، لكن ذلك لم يمنع قوله ان التنسيق معها يتم حول إعادة إعمار قطاع غزة، من خلال الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، خاصة وأن عملية الإعمار ودخول السلع الممنوعة لغزة هي أساس مفاوضات الهدنة.

تغيير السياسة الاسرائيلية
هذا، وقد كانت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب قد افادت أنْ على إسرائيل تنظر إسرائيل إلى تغيير سياسة عزل غزة وحماس، مع تركيز الاهتمام على غزة أولًا، ليس فقط كخطوة هدفها إحباط التدهور إلى جولة عنف جديدة في المستقبل القريب، وإنما أيضًا عملية محتواها تمهيد الطريق أمام تجدد حوار بناء بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب تعبيرها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]