بفرحة عارمة غابت عن غرفة العناية المركزة لسنوات عديدة في إحدى مستشفيات قطاع غزة، استقبل الطالب ناصر البحيصي خبر نجاحه في امتحانات الثانوية العامة التي تقدم لها من على سرير المرض جراء إصابته بشللٍ رباعي.

فعلى أحد الأسرة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، يرقد الطالب ناصر البحيصي على سريره للسنة الثامنة على التوالي، بعد أن أصيب بشلل في أطرافه؛ فيما لم تعوقه تلك الإصابة عن تحقيق رغبته لنيل شهادة الثانوية العامة.

وبعد معاناة كبيرة عاناها المقعد بتقديمه للامتحانات بالرغم من جميع المعوقات التي وقفت أمامه، من عدم قدرته على الحركة والكتابة إلا أنه تخطاها بإرادته وعزيمته، أملًا في تحقيق حلمه.

وما أن أعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج الثانوية العامة إلا وارتسمت على وجه الطالب البحيصي ابتسامة غابت عنه كثيرًا، بحصوله على معدل 85.3% في الفرع الشرعي، والذي يقول إنه سيدرس تخصص الشريعة الإسلامية في مشواره الجامعي.

ويقول الطالب البحيصي لمراسل (صفا): "إن عدم قدرتي على الحركة والوصول إلى المدرسة، جعلني أصارع مرات كثيرة آلاماً نفسية، لكن حلمي وهدفي في النجاح منحني الإصرار لإكمال مشروعي التعليمي الصغير، ولأؤكد أنه لا عائق يقف أمام طموحي".

"فرحة عارمة"

أما والده الذي لم يتركه يومًا وحيدًا في المستشفى فيقول:" إنه يستلهم العزم والصبر في حياته من نجله ناصر".

ويؤكد والده لـ (صفا) أن إحدى الكليَات تعهدت بتعليمه منذ ثلاثة أعوام، وها هو حلم ناصر قد تحقق وتفوق على بعض الأصحاء من أبناء جيله، وهو عازمُ على إكمال تعليمه الجامعي.

من جهته، يقول الطبيب النفسي المشرف على حالة الطالب البحيصي مهند حمدان، إن تفوق ناصر اليوم نابع من إيمانه وثقته بنفسه، إذ كان يعاني في بعض الأحيان من الشعور بالقلق خلال ساعات التقدم للامتحان إلا أنها كانت دافع كبير للنجاح والتفوق.

ويضيف "عملنا وفريق الدعم النفسي الخاص بالمستشفى على التقليل من حجم التوتر الذي قد يعانيه ناصر طوال فترة الامتحانات وتقديم التسهيلات له والعناية به طوال الوقت، للخروج بأفضل النتائج المتوقعة منه".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي نتائج الثانوية العامة " التوجيهي" في شقي الوطن، حيث استقبلت بفرحة عارمة من الشارع الفلسطيني بعد أول عام من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة العام الماضي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]