وقفت امام بيوت قريتها كفر برعم المهجرة والدموع تذرف من عينيها ، عجز لسانها عن التعبير فعبرت بدموعها المليئة بالحسرة والالم، واخرجت صوت الآهات التي يسكنها الحنين، لكل قرية قصة ولكل قصة ذكرى، شعب يعيش على الذاكرة ويخاف عليها.

الجدة مرتا تبلغ من العمر 91 عاما وهي مهجرة من قرية كفر برعم ولدت هناك عام 1924، وعند التهجير خرجت مع عائلتها الى لبنان وبعد ما يقارب الشهر عادت مع عائلتها لتسكن في قرية الجش.

رموهم في منطقة زبوبا

وقالت الجدة مرتا في حديث لمراسلنا: "بعد مرور 15 يوما من ابعاد اهالي قرية كفر برعم عن قريتهم عاد عدد من النساء والرجال، فجاءت قوات الجيش واخذتهم ورمتهم بالقرب من الحدود الاردنية في منطقة كانت تسمى زبوبا، ومن هناك هرب الجميع الى الاردن، واليوم جميع اهالي القرية مشتتون في جميع انحاء البلاد والعالم" .

يا رب شو عملت فينا؟

وخلال تجولها بين البيوت كانت تحدث نفسها " يا رب شو عملت فينا ؟ اريد ان اعود الى قريتي وبيتي " واضافت: "عندما طردونا من قريتنا ذهبنا الى "رميش" وفي طريقنا الى هناك عن طريق الوعر سمعنا صوتا غريبا، صوت بكاء، فرأينا مسنة تجلس بين الصخور وتبكي ، فأجلسناها على الحمار واخذناها معنا الى لبنان، وخلال حديثي معها فقالت انها من قرية سحماتا المهجرة ".
 
محملون على الاكتاف

وانهت قائلة: "لم يبقى من العمر شيء، اهالي برعم يعودون محمولين على الاكتاف، وهذه رسالة الى جيل الشباب بان يعملوا ويحافظوا ويصونوا هذه الارض ليعودوا اليها احياء وليس اموات مثل اجدادهم وابائهم". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]