وصل إلى الناصرة أمس عصرًا المنشد الشاب سامي يوسف للمشاركة في احتفالية "ليالي رمضان" التي تنظمها بلدية الناصرة.

حضور المُنشد يوسف لاقى الترحاب الكبير، خاصة لعددِ معجبيه داخل فلسطين الـ 48، ترحاب بدا واضحًا اليوم لعدد الحضور الذي وصل فندق الـ "غولدن كراون" ليتقط معه صورة تذكاريّة. واللافت أكثر للنظر؛ كان تعامل الفنان العالميّ مع معجبيه، حيث تعامل معهم في غاية اللطافة والأدب وسمو الأخلاق، وفضَل لقائهم والتقاط الصور معهم على الحديث إلى وسائل الإعلام والأضواء!

ذاع صيت المُنشد سامي يوسف منذ صدور البومه "المعلم"، وكان قد تلقى دراسته في إحدى المعاهد الموسيقية المرموقة في لندن– الأكاديمية الملكية للموسيقى.

وفي بحث عن حياته عُلم على أن الموسيقى كانت هي المصير الحتمي، فقد بدا ذلك جليًا منذ صغره ولم يكن حدثًا مفاجئاً؛ بل خطوة أقدم عليها بكل ثقة.

يوسف تعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية بما في ذلك البيانو والكمان والتار والتومباك والسنتور والدف والطبل والعود وغيرها من الآلات وكان ذلك في سن مبكرة جدًا.

موقع "بكرا" وفي مقابلة حصرية التقى المُنشد يوسف الذي عرف عنه أنه أبحر ضد التيار وخلال عدة سنوات ملك قلوب الملايين من محبي الفن الروحانيّ بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، فنجد أن من يسمعه مسلم الديانة، وايضًا مسيحي ويهوديّ. بمنحاه ومبدئه قام يوسف بصياغة نمط خاص الذي أطلق عليه– Spiritique .

فلسطين، جمال لا ينافس

عن زيارته إلى فلسطين بشكل عام قال يوسف: أنها ليست الزيارة الأولى، فسبق لي أن تواجدت في القدس لأداء أغنية ضمن مشروع حوار الأديان، فمن المعروف أن القدس هي بلد الديانات الإبراهيمة الـ 3، الإسلام والمسيحية واليهودية.

وأضاف واصفًا شعوره في حينه واليوم في الزيارة: لا يوجد بلدة جميلة كفلسطين، والجمال لا يعود إلى المنظر بقدر ما تحمله من روحانيات، فأنت لا تشعر باغتراب هنا، المكان يحتضنك وأنت ترغب بالعودة إليه مجددًا، كما لا يوجد أفضل من العيش في المكان والحديث إلى سكانه لكي تتعرف عليه أكثر.

يشرفني الحضور إلى الناصرة وسأقدم باقة أناشيد متنوعة

يوسف تطرق إلى زيارته إلى الناصرة حيث قال في هذا السياق: يشرفني الحضور إلى الناصرة، على الرغم من أن الموضوع لم يكن بالسهل بتاتًا، وكان هنالك جملة من الترتيبات والمعيقات التي تخطيناها، الاستقبال التي حظيت به كان مفرحًا.

وأضاف يوسف عن حفل مساء اليوم: الحفل سيكون متواضعًا، سأنشد مجموعة من الأغاني المعروفة للجميع، وأضيف اليها عدد من الأغاني الجديدة، أتمنى أن يسر الحضور، وعلي التوضيح أن مجمل الأناشيد التي سأقوم بإنشادها تحمل الطابع الروحانيّ أكثر من الدينيّ.

روحاني أم ديني وما الفرق؟

يوسف أكمل موضحًا عن نمط غنائه لهذا المساء: الموسيقى التي أقدمها أطلق عليها اسما خاصًا وهو "spiritique"، وهي كلمة إنجليزية لم يستخدمها أحد من قبل، في معناها العربي هي أقرب إلى الموسيقى القدسية والموسيقى الروحانية.

وعلل استعماله لهذه الكلمة قائلا: استعمال كلمة منشد إسلامي تحصر الموضوع بمجموعة معينة، لا أرى ضرر بذلك، لكني بودي البحث عن القاسم المشترك ، ونظرًا لأن الموسيقى هي جسر حوار، فأفضل البحث من خلال موسيقاي عن المشترك بين الإنسانية ومختلف الأديان.

الدين الإسلامي لم يستطع مجاراة الحداثة

وأضاف يوسف متحدثًا عن الإسلام خاصة لما يواجهه حاليًا من تحديات ومحاولة نزع الشرعيّة عنه: الدين الإسلامي لم يستطع مجاراة الحداثة، رغم أن الحداثة ليست بعالم معقد، ناهيك على أنها خليط ومزيج من عدة حضارات من الغربية، والإسلامية (كأبن رشد وأبن سينا) والصينية وغيرها. وواضح أن الحداثة عززت التعصب الدينيّ عوضًا عن التحدث بلغة واسعة أكثر، إنسانية، لهذا اخترت الغناء، لأن الموسيقى كما قلت قادرة على التقريب بين البشر.

وأكد يوسف على أن: رغم أن حديثنا عن الحداثة إلا أن المسلم لا بد أن يحترم السنة والعادات والتقاليد، وأن يكون مسلم الحاضر متجذرًا ومتعمقا فيما يؤمن فيه، وإلا يصبح إنسانا عصريًا عاديا ليس له هوية أو أي انتماء.

وأختتم يوسف حديثه إلى موقع "بكرا" متطرقًا إلى جمهوره حيث قال: جمهوري متنوع، ولا اتوجه لفئة معينة، لذلك أقول على أنني لست منشد ديني إسلامي، إنما لي نمطي الخاص، نمط مؤسس على الروحانيات والحب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]