استضاف رئيس الدولة، رؤوبين (روبي) ريلفين وعقيلته " نحاما"، في مقرّ رؤساء اسرائيل بالقدس( الأحد) شخصيات اعتبارية من المجتمع العربي في البلاد - من قضاة شرعيين ورجال دين مسلمين ورؤساء سلطات محلية وموظفين حكوميين ونجوم في كرة القدم ورجال وسيدات أعمال، وضباط في الجيش والشرطة، بالإضافة الى سفيري تركيا وكازاخستان- على مائدة افطار جماعي، غاب عنها نواب القائمة المشتركة، فيما شارك فيها النائبان زهير بهلول وأيوب القرا.

واختار رئيس الدولة موعد تنظيم مائدة الافطار ليتزامن مع صوم" ي.ز بتموز" لدى اليهود، كخطوة أراد لها الرئيس ريفيلين أن تكون " رمزية".

وقبل موعد الإفطار استقبل رئيس الدولة، عددًا من الصحافيين العرب واليهود، فالقى كلمة ( كررها أمام المشاركين في المأدبة) استهلّها بالوعد بالاهتمام بالقضايا الحارقة التي تواجه المتجمع العربي داخل اسرائيل، مثل آفة العنف المستشرية وضائقة الميزانيات، معتبرًا ان حق المواطنين العرب بالمواطنة الكاملة المتساوية ليست مرهونًا بحسن نية كائن من كان، وليست منّة من احد في إشارة واضحة إلى تلفظات وزير الداخلية، يارون مازوز، تجاه النواب العرب في الكنيست قبل اسبوعين، حين زعم ان وجودهم " هنا " إنما هو " بفضل " حسن نوايا إسرائيل!

"الحزم ضد أعداء التعايش والسلام"

وأرسل رئيس الدولة تعازيه الى الرئيس والشعب في مصر بضحايا الاعتداءات الارهابية، ثم تطرق الى ما وصفها بأعمال وأقوال التحريض " من الجانبين" داعيًا الى نبذها وبناء الثقة بين الشعبين، بعيدًا عن الخوف والعداء، بل بالتعاون والأمل، داعيًا السلطة الفلسطينية إلى " التعامل بحزم مع أعداء التعايش والسلام "!

وفي معرض ردوده على إسئلة الصحفيين قال رئيس الدولة ردًا على سؤال مندوب "بكرا" حول ما اذا كان واعيًا ومتفهمًا لمعارضة القيادات والرأي العام العربي داخل إسرائيل لتعيين العقيد " بنتسي ساو" مفتشًا عامًا للشرطة على خلفية دوره وادائه بحق المنتقضين في أكتوبر تشرين الأول عام ألفين- " انه لا غبار على هذا التعيين – اذا حصل – لأن لجنة أور التي شكلت للنظر والبث في إحداثيات هبة أكتوبر، قد استنفذت واستوفت توصياتها ، ونال الرجل (" ساو") جزاءه ، ولذا فانه الآن شخصية مناسبة للمنصب ( راجع خبرًا أوفى هذا الموضوع في "بكرا").

بين تل ابيب والنقب

وردًا على سؤال حول رأيه في تفوهات رئيس الحكومة، نتنياهو، المسيئة للمواطنين العرب خلال الحملة الانتخابية للكنيست، قال رئيس الدولة: لو كنت مكان رئيس الحكومة لما تفوهت بهذا الشكل (المسيء) وليس فقط من باب الكياسة والادب!

وردًا الرئيس ريفلين باسهاب على سؤال حول قضايا المواطنين العرب في النقب، وخاصة ما يتعلق بهدم المنازل ومصادرة الأراضي وخنق القرى غير المعترف بها- فقال ان الهدم يتم وفقًا للقانون "ان كان في تل ابيب او في قرية بالنقب"- كما قال، داعيًا إلى أخذ واقع واحتياجات البدو بعين الاعتبار لدى التعامل مع قضايا الارض والمسكن، والتعاون والتشاور والتفاهم مع الأهالي ، ووصف مخطط "برافر" بأنه " عادل، ويجب تطبيقه، حتى لا تنفجر الأوضاع في النقب وتحطمنا جميعًا" –كما قال.

ووصف ريفلين زيارته لكفرقاسم " تكريمًا لذكرى ضحايا المجزرة"- بأنها تمت إنطلاقًا من واجب اخلاقي ينفي دواعي المجزرة.

وحول الأوضاع المأسوية في القدس العربية، مقارنة بغربي المدينة، قال الرئيس انه كان وما زال يدعو الى الاستثمار في جزئي المدينة ليتساويا "ولا يُعقل أن تفصل ما بين فلسطينيي القدس والسلطة الفلسطينية ، ثم نواصل خنقهم ومحاصرتهم" – كما قال، مضيفًا أن سياسة إسرائيل تجاه فلسطينيي القدس تشكل نموذجًا لبديلين: إما القدرة والرغبة بالعيش المشترك المتساوي – أو عدمه- على حد توصيفه.

جرائم تدفيع الثمن- جرائم ضد إسرائيل

ووصف ريفلين السياسات الإيرانية (ردًا على سؤال حول النووي الإيراني) بأنها "امبرليالية إسلامية"! وقال أن هذه السياسات لا تعرض إسرائيل وحدها للخطر، بل كذلك دولا عربية "لكن الأهم أن تسحن إسرائيل الدفاع عن نفسها ازاء ما يحدث في الملف النووي الإيراني وسوريا وداعش ومصر"- على حد توصيفه. 

وكرر ريفيلن مقولة "الدولة اليهودية الديمقراطية" مسهبًا في إشكاليات هذه المعادلة. 

وفي معرض التعاطي مع القضية الفلسطينية فل ريفلين أنه يرحب بإطراء الرئيس ابو مازن على كون السلطة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني "لكن المشكلة تكمن في أننا لا نستيطع التحدث مع السلطة بشأن غزة". وفي هذا السياق قال أن اسرائيل مستعدة للتفاوض مع حماس "اذا قبلت بشروطنا المتعلقة بإنهاء الصراع والنزاع التاريخي بيننا". 

وأوضح رئيس الدولة موقفه من جرائم تدفيع الثمن فوصفهم بأنهم انما يرتكبون جرائم ضد دولة إسرائيل!، ذلك "أن كل من يعتدي على مكان مقدس فهو يلحق الأذى والضرر بالدولة نفسها"- كما قال، مقاربًا بين هذه الجرائم والجرائم التي كان يتعرض لها اليهود في الشتات والمهجر. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]